الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"9 سنوات سياسة".. خبراء يقيمون تجربة الأحزاب الإسلامية في الشارع

الرئيس نيوز

مثلت ثورة 25 يناير طاقة نور للجماعات الإسلامية لأن تجد لنفسها موضع قدم داخل الحياة السياسية، إذ بدأت الجماعات الراديكالية في تأسيس ذراع سياسي لها (أحزاب) من أجل خوض غمار عالم السياسة والحصول على أكبر نسب مقاعد تحت قبة البرلمان وهو ما نجحت فيه لاحقا. 

رغم تواجد الجماعات الإسلامية بقوة في أعقاب الثورة لكن رويدا رويدا بدأ الشعب يلفظ تلك التجربة، إذ يبدوا أن الهوى الإسلامي للمصريين لم يكن يوما متشددا، وبعد مرور ما يقرب من 9 سنوات لم يعد للتيار الإسلامي الحزبي تواجدا ملموسا سواء في الحياة العامة أو بعيدا عن الزخم السياسي.

في هذا الصدد، قال الباحث في الحركات الإسلامية، أحمد عطا، إن تجربة الأحزاب الإسلامية بعد ٢٠١١ لها مسارين، الأول أن هذه الأحزاب قدمت نفسها بعد ثورة ٢٥ يناير لتشارك تنظيم الإخوان وحزبه العدالة والتنمية المشهد السياسي في مصر فتقدم أبو العلا ماضي بحزب الوسط، والدكتور مصطفى النجار بحزب العدل وغيرها من الأحزاب الآخري، وعلى رأسهم حزب التيار السلفي "النور".
وأوضح عطا في تصريح خاص لـ"الرئيس نيوز"، أن هذه الأحزاب حاولت أن تستثمر وتشارك الإخوان الحكم في مصر كأجنحة سياسية تابعة لتوجهات التنظيم الدولي للجماعة دون أن يكون لهم غطاء شعبي في الشارع المصري ولهذا تجد أن هذه الأحزاب سقطت بعد ثورة ٦/٣٠ بل تنصلت بعلاقتها من تنظيم الإخوان لأنه ليس لديها كوادر سياسية - ولا تمويلات مشروعة تتبنى دعمها.

غياب شعار الإسلام هو الحل
ويرى عطا أن السبب الرئيسي وراء فقدان الأحزاب ذات الخلفية الإسلامية قاعدته جاء نتيجة تركيبة المواطن البسيط في الشارع المصري التي تغيرت بعد تسع سنوات لأنه دفع فاتورة غالية بسبب تصدر هذه الأحزاب المشهد السياسي في مصر، وحدث نوع من الرفض التام لوجود هذه النوعية من الأحزاب التي تُمارس السياسية تحت مظلة ابتزاز المشاعر - ولهذا تجد تكليفات الأخوات في تنظيم الإخوان الآن أو الشباب التحرك بدون شعار الإسلام هو الحل.

بعد ما يقرب من ستة أشهر من إندلاع ثورة 25 يناير جاء تأسيس حزب النور ليكون الذراع السياسية للدعوة السلفية، يقول سامح عبدالحميد – أحد مؤسسي حزب النور – إن بعض الأحزاب الإسلامية تعاملت مع الواقع بعاطفية، وانجروا خلف أوهام الإخوان، ولم يزنوا الأمور بميزان العقل والحكمة، ولكن تحكم فيهم التسرع وعدم ضبط وإحكام المتغيرات، وصدقوا شائعات لا أساس لها من الصحة، بل تعاملوا مع الشائعات على أنها حقائق لها مصداقية، وفي النهاية فشلت هذه الأحزاب في البقاء متماسكة، وفشلت إداريًّا وسياسيًّا وجماهيريًّا.

عبدالحميد: الأحزاب الإسلامية تعاملت مع الواقع بعاطفية
وأضاف عبدالحميد في تصريح خاص لـ"الرئيس نيوز"، لكن حزب النور استطاع أن يتفاعل مع الأحداث باحترافية، وخاض انتخابات مجلس النواب عقب الثورة، والانتخابات البرلمانية التي تلتها ، وانتخابات مجلس الشورى السابق ، ودعم الانتخابات الرئاسية أكثر من مرة ، واستفتاء الدستور أكثر من مرة، وأصبح لدى الحزب وقياداته وكوادره دراية واسعة بإدارة الحملات الانتخابية الناجحة، وفي الحزب متخصصون في إدارة الحملات الدعائية، وحشد الجماهير، وتنسيق الأوضاع القانونية، ومخاطبة كافة الفئات والتيارات،  إلا أن القائمة المغلقة أهدرت ملايين الأصوات تعسفًا، وفي السنوات التالية شهدت مصر ركودًا عامًا في الحياة الحزبية، والمنتظر أن يتبوأ الحزب المكانة العالية عندما تستقر الأمور بمصر.

فيما قال سامح عيد القيادي الإخواني المنشق، إن بعد ثورة يناير كان السياسيون على ثقة أن الأحزاب الدينية وخاصة جماعة الإخوان المسلمين ستكون الأوفر حظاً في الانتخابات وكان التعويل على أنها لا تطمع في الإنفراد بالسلطة لأن هذا سيفاقم الوضع السياسي بشكل عام وهذه القناعة توفرت من خلال عدة أسباب أولاً التجفيف السياسي الذي مارسته السلطة في عهد نظام الرئيس الراحل محمد حسني مبارك وتهيئة المجتمع المصري بتوافق سياسي على مفاهيم الصحوة الإسلامية والشريعة الإسلامية والإسلام هو الحل وانتهاك الأحزاب السياسية تحت دعاوي سقطت الشيوعية وفشلت الرأسمالية وعلينا أن نجرب الإسلام وكان هذا محض خداع لا مجال لتفصيله.

سامح عيد: الإخوان يملكون الكتلة الحرجة في الشارع
وأضاف عيد في تصريح خاص، السبب الثاني أن الإخوان كانوا يملكون الكتلة الحرجة المؤثرة هي مجرد نصف % ولكنها مؤدلجة ومتحمسة وتعمل من منطلق عقائدي وكان لها تجارب سابقة وانتهت بـ 88 مقعدا في برلمان 2005 ولديها المال الكافي لدعم عملية الانتخابات وهو عامل مؤثر لا مجال للتقليل من شأنه ولديهم عمل اجتماعي ممتد على طول البلاد وعرضها متواصل مع الأفراد ويقدم خدمات طبية وصحية وتكافلية كبيرة وكانت المفاجأة هي حزب النور القادم من أيدلوجية تحرم الديمقراطية والانتخابات ولكن المال والتمدد الجغرافي واختراقهم النجوع والقري بشكل كبير جعلهم يحصدون المرتبة الثانية بأكثر من مائة مقعد ليكون مجمل الحاصلين عليه 75% من البرلمان ومعهم حزب الوسط والبناء والتنمية وغيرها من الأحزاب الدينية القادمة بعد الثورة فلو اعتبرنا النجاح هو الحصول علي الأصوات وكسب الانتخابات فهم نجحوا وسيظلون قادرين علي تحقيق نسب فوقية حتي لو أقل من النسب السابقة.

وتابع: "الأسباب الموضوعية لفوزهم السابق ما زالت متوفرة ضعف الأحزاب والكتلة الحرجة المؤثرة لديهم والمال وتراجع الوعي الثقافي لدي الطبقات الوسطي والفقيرة في مصر ولكن اذا اعتبرنا النجاح علي مستوى المضمون وخلق فرص توافقية داخل المجال السياسي فقد فشلوا فشلاً ذريعا واستطاعوا خسارة الأنصار والمتحالفين بشكل غير مسبوق في الحياة السياسية والقدرة علي خلق توافق عام أو أن يكونوا على مستوي المسؤولية السياسية والواقعية  في أصعب الفترات الملهمة التي مرت بمصر".