الثلاثاء 23 أبريل 2024 الموافق 14 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"نبوءة ماركس".. الرأسمالية على المحك.. كيف سيبدو اقتصاد العالم بعد "كورونا"؟

الرئيس نيوز


ليس اليوم كالأمس، بدت الرأسمالية غير قادرة على قيادة العالم بعدما عجز رأس المال عن إدارة الأزمة ولكن هل نعود للوراء لإحياء الاشتراكية أم نتخذ منهما خليطا؟ بعدما أعلت دول منها أمريكا مصلحة الإنسان على رأس المال.
وأوقفت عجلة الإنتاج للمرة الأولى منذ عقود، وتحققت نبوءة ماركس قبل 170 عاما بانهيار الرأسمالية، هل حقا لم يعد لهذا النظام القدرة على قيادة العالم في ظل خضم أمواج كورونا وما بعدها أم أن رأس المال سينجح في تدارك الأمر والعودة لسابق مكانته.
"الرئيس نيوز" طرح التساؤل على الخبراء الذين أكدوا أن اقتصاد ما بعد كورونا سيكون مولودا جديدا لا يمكن التنبؤ به حاليا لعدم معرفة الفترة التي سيمضي فيها الفيروس هائما في دول العالم يحصد الأرواح، ولكنهم أكدوا في الوقت ذاته أن تحكم رأس المال ما عاد له مكان حاليا.

فخري الفقي: كورونا كشفت فشل الرأسمالية العالمية في حماية العالم
ويقول الدكتور فخري الفقي، نائب الرئيس التنفيذى لصندوق النقد الدولى الأسبق، أن أزمة كورونا كشفت فشل الرأسمالية العالمية في مواجهة الاختلالات الواضحة، لافتا إلى هشاشة بعض الأنظمة المالية وسيطرة نسبة محدودة على رأس المال كشف فعليا عن صعوبة الاستمرار على هذا النسق الاقتصادي العالمي.
وتوقع الفقي أن يولد اقتصاد جديد من رحم كورونا ليس بسبب ضعف المال أمام إانهاء الأزمة ولكنه لم يتمكن من خلق آليات إنجاحه بعد سنوات طويلة من محاولة ترميمه وتجميله.
وقال "الاقتصاد الجديد سيكون قويا وقائما على إدارة المخاطر والتنبؤ بها.. اقتصاد قادر على إدارة الأسواق بعدما ظهر أن المال وحده لا يمكن أن ينهي الأزمات".
وأضاف "الاقتصاد يحتاج إلى نظام لإدارة المخاطر، سواء المالية أو النقدية أو المخاطر الصحية فالرأسمالية لم تستطع أن تحمي آلاف المليارديرات من أزمة صحية طاحنة".
وأشار إلى أن الاقتصاد الجيد سيخلق مزيدا من الانضباط وسيدفع الدول لبناء اقتصاد قوي له جوانب اجتماعية قادر على مواجهة الأزمات.

مصطفى بدرة: ننتظر اقتصادا جديدا لعالم ما بعد كورونا.. ولكن الرأسمالية المنفردة انتهت
ويقول د. مصطفى بدرة، الخبير والمحلل الاقتصادي إن الأزمة الحالية قضت على ما تبقى من الرأسمالية الهشة التي يتحكم المال في كل تفاصيلها والتي عانت لتضمد جراحها بعد عدة أزمات متلاحقة وليس نتاج لأزمة كورونا فقط.
وأضاف "لا يمكن أن نتنبأ هل النظام الاقتصادي العالمي المنهك والذى سيزداد إرهاقا إذا طالت الأزمة أكثر من ذلك سيكون قائما على الرأسمالية أم سنتحول لمفهوم جديد يلائم السنوات المقبلة والتي تتزايد فيها الأزمات".
وتابع: "العالم سيتعافى من هذا الوباء ولكن بتوازنات قوى مختلفة وأفكار اقتصادية جديدة قائمة على إيلاء المجتمع المصلحة الكبرى".
وقال "سنجد الصين وروسيا والهند فى المقدمة وستتراجع أمريكا قليلا حتى إفاقة اقتصادها على خلفية إنفاقها ما يزيد عن 2 تريليون دولار ما يعني أن الأزمة ضخمة بل وانهاردت كيانات اقتصادية وأسواق مال وفقد عدد من الأثرياء ثرواتهم فى عاصفة الأسهم فيما ربح آخرون المليارات فالعالم سيتبدل تماما".

ملياردير أمريكي: النظام الرأسمالي قد مات.. وأهلا باقتصاد أخلاقي جديد  

ويرى الملياردير الأمريكي، مارك بينيوف، مالك صحيفة تايم والرئيس التنفيذي المشارك في سيلزفورس، إن النظام الرأسمالي الذي نعرفه قد مات، لافتا إلى أن الوقت قد حان لشكل جديد من الرأسمالية التي تركز على السلع المجتمعية.
وأوضح بينيوف الذي يعتبر أحد أبرز الرؤساء التنفيذيين الذيم شقوا طريقهم تدريجيا في وادي السيلكون بأمريكا: "إذا كان توجهك يقتصر فقط على صنع المال، لا أعتقد أنك ستصمد كثيرا في عالم الرؤساء التنفيذيين أو مؤسسي الشركات، عليك أن تكون أكثر من ذلك في العالم الذي نشهده اليوم".
وقالت مجلة التايمز "الرأسمالية على المحك فعلى صناع السياسات فى الدول الرأسمالية العظمى اختبار ذلك النموذج مجددا وولأي مدى يتم إثبات أن الأسواق الحرة والتجارة المفتوحة هما النموذج الاقتصادي الأفضل القادر على توليد الثروة وتحسين حياة البشرية، وإن فشلوا في هذين الهدفين وغيرهما فإنهم سيسمحون للأفكار الخطيرة، مثل الحمائية التجارية والدولة الاشتراكية، بالبروز
وتؤكد الصحيفة أن "الثمن الباهظ الذي سيدفعه الاقتصاد الحر سيكون ضخما".
وتفيد الصحيفة بأنه "يمكن مقارنة الوضع الحالي بما حدث في الأزمة المالية العالمية 2007- 2009، ويتفق المؤرخون الاقتصاديون على أن الانكماش الدوري في بداية الثلاثينيات من القرن الماضي تحول نتيجة للشروط النقدية إلى كساد طويل الأمد، وكان سعر الدولار الأمريكي مرتبطا بالذهب، ومن أجل الحفاظ على قيمته، أو ما يعرف بمعيار الذهب، فإن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قام بزيادة سعر الفائدة وسط حالة ركود، وكانت النتيجة كارثية من ناحية تباطؤ طويل الأمد في الإنتاج ومعدلات عالية من البطالة وانتشار الجوع".
وتجد الافتتاحية أنه "بشكل مشابه فإن دور الحكومة اليوم ليس وقف الانحدار الاقتصادي، الذي لا يمكن تجنبه، بل التأكد من وجود سيولة نقدية لأصحاب الأعمال وأرباب البيوت بحيث يستطيعون دفع الفواتير حتى يتم تجاوز القيود الحالية على الاستهلاك والسفر، وعلى صناع السياسة تمرير رسالة للرأي العام بأن الأزمة الحالية هي أزمة صحة عامة، وليست أزمة رأسمالية". 
وترى الصحيفة أن "دور الحكومة حيوي في تخفيف التقلب في دورة التجارة عبر التأكد من تدفق القروض، وعليها ألا توجه الاستثمار أو الاستهلاك أو العمل أو منع التجارة الأجنبية، فسياسات كهذه ستراكم الكلفة على المستهلكين وأصحاب التجارة".
وفي المقابل يرى د. صلاح سليمان، أستاذ الاقتصاد أن الرأسمالية تواجه أزمة عنيفة وحسب ولن تنهار لأن رؤوس الأموال المتكدسة ستنجح في إفاقة العالم بمجرد انتهاء الأزمة وتعود للمنصة مجددا.
وأضاف أن التوقعات تشير إلى أننا أمام فترة كساد عظيم إذا نجح رأس المال فى التغلب عليها فلن تنتهى الرأسمالية.
وتنبأ كارل ماركس قبل 170 عاما بانهيار الرأسمالية، واليوم وبعد الانهيار اللاقتصاد العالمي المرتقب بعد كارثة الكورونا، فإن العديد من الخبراء باتوا يعتقدون أن النظام الرأسمالي الحالي لم يعد مهيئا على الأقل في المدى القريب من تجاوز ازمته الحالية في الاستمرار ، بل إنه قد لا يتمكن من ذلك مطلقا مثل المرات السابقة عندما أدخل إصلاحات مابعد الانهيارات، فاصبح من الصعب إنقاذه من السقوط كما كان من قبل.
وباء كورونا أدى لتباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي، وحدوث اختلالات مالية في دول العالم أجمع»، موضحًا طبيعة تلك الاختلالات المرتبطة بمؤشرات معينة «مثل سعر الصرف والتضخم ومعدل النمو وعجز الموازنة.