الثلاثاء 23 أبريل 2024 الموافق 14 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

إيران تطلق أذرعها العراقية لإفشال منح الثقة لعدنان الزرفي

الرئيس نيوز

بدا أن مخاض ولادة حكومة عراقية جديدة، سيكون طويلًا، بعدما أعلن أربعة من كبار الائتلافات الشيعية الموالية لإيران، رفضهم ترشيح الرئيس برهام صالح، لعدنان الزرفي، لتشكيل الحكومة الجديدة.
المثير للدهشة أن ذات الائتلافات قبل أن تصدر بيانًا شديد اللهجة لرفض ترشيح عدنان، كانت قد أعطت ضوءًا أخضرًا لبرهام صالح للدفع به، إلا أنها انقلبت عليه فجئة من دون مقدمات.
ومساء أمس أعلنت أربع كتل سياسية شيعية، هي "تحالف الفتح" بزعامة أمين عام منظمة "بدر" هادي العامري، و"ائتلاف دولة القانون" بزعامة نوري المالكي، وكتلتي "العقد الوطني" (بزعامة فالح الفياض)، و"النهج الوطني" (تمثل حزب الفضيلة)، رفضها تكليف عدنان الزرفي، لتشكيل الحكومة العراقية، واتهمت رئيس الجمهورية، برهام صالح بـ"مخالفة الدستور".
تهديد صريح 
البيان العنيف، لم يخل من الوعيد، إذ جاء فيه: "سيكون لترشيح عدنان تداعيات تهدد السلم الاهلي وتفكك النسيج الوطني". وحمل بيان الكتل اتهامات ثقيلة إلى رئيس الجمهورية، برهم صالح، بـ"خرق الدستور"، معتبرا أن "رئيس الجمهورية، تجاوز جميع السياقات الدستورية والأعراف السياسية وذلك من خلال رفضه تكليف مرشح الكتلة الأكبر ابتداءً بطريقة غير مبررة واعلانه ذلك رسميا وذلك ما يقلقنا من أن حامي الدستور يعلن مخالفته الدستورية على الملأ وقيامه أخيرا بتكليف مرشح أخر دون موافقة أغلبية الكتل المعنية بذلك".

تيار الحكمة
"تيار الحكمة" بزعامة عمار الحكيم، هو الآخر اعتراض على ما أسماه الآلية التي اعتمدها رئيس الجمهورية برهم صالح في تكليف عدنان الزرفي رئيسا للحكومة المقبلة. 
قال الحكيم  إنه "يتحفظ على الطريقة التي اعتُمدت في هذا التكليف"، متهما برهم صالح بـ"عدم الإكتراث لعدد مهمٍ من القوى الأساسية في الساحة السياسية".

تحالف الصدر مع السنة والأكراد 
زعيم تيار الصدر، مقتدى الصدر، وهو أكبر الكتل المنظمة في الشارع، يبدو أنه حريص على قطع نفوذ إيران في العراق، إذ عمد هو وتحالف "القوى العراقية" السنية، والأحزاب الكردية، أي موقف رافض لتكيلف الزرفي لتشكيل الحكومة.
أكد الحلف الذي يقوده الصدر وجود دعم من القوى السنية والكردية للزرفي، لكن يبقى أمامه "عبور عقبة انقسام الكتل الشيعية حوله".

لماذا الانقلاب؟
المثير للريبة أن تشريح الزرفي، كان ضمن أسماء مقترحة من قبل "اللجنة السباعية" المشكلة من البرلمان. وكانت هذه اللجنة، قد "توافقت" على ثلاثة أسماء لإقتراحها على رئيس الجمهورية، برهام صالح، للاختيار منها؛ لتشكيل الحكومة، وهي عدنان الزرفي، ونعيم السهيل ومحمد شياع السوداني.
لكن كتل "الفتح" و"دولة القانون" و"صادقون" (الجناح البرلماني للفصيل السياسي المسلح عصائب أهل الحق)، كامنت عترضة منذ بداية النقاش داخل اللجنة، على إسم عدنان الزرفي. ورأت تلك القوى أن الاعتراض عليه سيكون بدعوى "مخالفة برهام للمنهجية الدستورية"، التي تقتضي الاختيار من الكتلة الأكبر في البرلمان.
مصدر تحدث لموقع "اندبندينت" قال إن اعتراضهم على الزرفي يأتي بدافع أنه قيادي بارز في تحالف "النصر" بزعامة حيدر العبادي ومحافظ سابق للنجف، وأنه يعرف في الأوساط الشيعية بـ"صبي الأميركان" بسبب علاقاته الوثيقة بالولايات المتحدة.
وقال المصدر إن المشهد المحيط بالزرفي تعقّد، الأربعاء، ما يضع كثيراً من علامات الاستفهام على إمكانية مروره في البرلمان، لكن إذا ما استمر التحالف بين الصدر والكتل السنية والأكراد، فإن الأغلبية ستكون لهم.