الجماعات المتطرفة تستهدف المساجد والأضرحة الصوفية في ليبيا
تستخدم الميليشيات المتطرفة الجرافات في تدمير مقامات ومقابر الأولياء التي شيدت منذ قرن من الزمان وتحول أقدم معاقل الصوفية التي كانت منارة للدراسة والعبادة في مدينة طرابلس الساحلية الليبية إلى كومة من الأنقاض.
وكان آخر ما تعرض للإزالة الهمجية مركز المستجير بالله للدراسات الصوفية الذي يعزز الفكر الصوفي، كما تعرض عدد كبير من الأضرحة والزوايا للدمار والحرق بما في ذلك مكتبة تحتوي على أكثر من 4000 كتاباً ومرجعًا ومخطوطات يعود تاريخها لأكثر من 500 سنة.
وأدت الفوضى وانعدام الأمن في ليبيا جنبا إلى جنب مع صعود الجماعات المتطرفة إلى زيادة في الهجمات على المواقع الصوفية، وفقًا لعلماء الصوفية وجماعات التراث. وقد ركزت التنظيمات التابعة لتنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين على تدمير المواقع الأثرية في سوريا والعراق بالجرافات والمتفجرات، وفي ليبيا، يجري تدمير المواقع الصوفية من قبل الجماعات الإرهابية التي ترفض الصوفية بدعوى استعادة الإسلام من نبعه الصافي كما كان في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ونقلت صحيفة "دايلي صباح" التركية عن المؤسس المشارك لمنصة المرأة الليبية من أجل السلام "زهراء لانغي" قولها: "هذه ليست مجرد مساجد أو أقلية دينية، إن ما يجري هو حرب على ذاكرتنا الوطنية وعلى تاريخنا".
الجدير بالذكر أن عدد من الليبيين الذين ما زالوا يحرصون على المشاركة رسميا في فعاليات الطرق الصوفية، ويتابعون الممارسات الثقافية الليبية والعادات الشعبية التقليدية وغالبية الليبيين حتى لو لم يكونوا من الصوفية يحتضنون التقاليد الصوفية سواء في العاصمة طرابلس أو في كافة أنحاء البلاد وأحد التقاليد الصوفية التي تأصلت في الثقافة الليبية الأوسع هو الاحتفال بالمولد النبوي الشريف. ومنذ عام 2012، توقفت احتفال الليبيين بهذه المناسبة، والتي ينظر إليها المتطرفون باعتبارها ممارسات وثنية.