السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«كورونا» أعادها من جديد.. قصة إغلاق الإخوان للقنوات التعليمية

الرئيس نيوز

بعد مرور 7 سنوات على إغلاق القنوات التعليمية، أدركت الدولة أهميتها ولجأت من جديد لاستغلال القناة الوحيدة التي نجت من مذبحة إغلاق 6 قنوات أخرى، كانت هي الملاذ الأول للطلبة في جميع المجالات بالمراحل التعليمية المختلفة، وبعد قرار رئيس الجمهورية بوقف الدراسة لمدة أسبوعين، في خطوة استباقية لمواجهة أزمة فيروس كورونا الذي بات يؤرق العالم بأكمله، بدأ الجميع يتذكر أن الدولة كانت تمتلك قنوات تعليمية خدمية، يستفيد منها جميع الطلاب، وهي القنوات التي أغلقت في عهد وزير الإعلام الإخواني الهارب صلاح عبدالمقصود، وتحديدا في مطلع 2013.

"الرئيس نيوز" يكشف كواليس وأسباب إغلاق هذه القنوات، ويرصد تاريخها وأبرز إنجازاتها التي قدمتها على مدار تاريخها منذ أن أنشئت عام 1998، وحتى إغلاقها الذي جاء بقرار مشترك بين الوزير الإخواني صلاح عبدالمقصود ووزير التعليم العالي الإخواني مصطفى مسعد.

أنشأت القنوات التعليمية عام 1998 وتولت رئاستها الإعلامية القديرة تهاني حلاوة، وكانت تضم شبكة القنوات التعليمية حينها 7 قنوات، لكل منها اختصاصاته وجمهوره المستهدف، حيث كانت هناك قناة للمرحلة الإبتدائية وقناة أخرى للإعدادية وقناة ثالثة للثانوية، كما كانت هناك قناة أخرى للتعليم الفني، وقناتين للتعليم العالي، إضافة لقناة تثقيفية توعوية لتعليم اللغات، واستمرت القنوات التعليمية حتى عام 2013، والذي تقرر خلاله إغلاقها لرفض وزيري الإعلام والتربية والتعليم الإخوانيان تحمل نفقاتها، واختلافهما حول تمويل القنوات، حيث كانت ميزانيتها السنوية 30 مليون جنيه.

رفض كل وزير تحمل ميزانية وزارته، فقررا إغلاق القنوات بدلا من البحث عن سبل تطويرها وجعلها قنوات ربحية، وبرغم وجود مشروع مقترح لتحويل هذه القنوات لقنوات ربحية بجانب كونها خدمية، إلا أن الوزيران رفضا وقررا إغلاقها بشكل نهائي لتبقى قناة واحدة فقط هي القائمة حتى الأن، وتم نقل العاملين إلى قنوات أخرى بقطاع القنوات المتخصصة.

الغريب في الأمر أن عدد من الدول العربية كانت تقوم بشراء محتوى القنوات التعليمية للاستفادة منه، خاصة أنه محتوى تعليمي وتثقيفي لجميع المراحل التعليمية، وبرغم أن وزير التعليم حسين كامل بهاء الدين كان يؤمن بدور القنوات التعليمية ويدعمها من ميزانية وزارة التربية والتعليم بميزانية 5 ملايين جنيه سنويا، إلا أن ذلك لم يستمر طويلا، وفور تولي عبدالمقصود حقبة الإعلام قرر إغلاق القنوات التعليمية، خاصة أن وزير التعليم حينها رفض الاستمرار فى دعمها بأي مبالغ من ميزانية الوزارة.

وعندما أنشئت القنوات التعليمية كان لها أهداف عدة، أبرزها مواجهة الدروس الخصوصية وتخفيف العبء على الأسر المصرية من تحمل نفقات الدروس، كما كانت تقدم "محتوى درامي تعليمي" للغات المختلفة، وحصلت على جائزة خاصة من التليفزيون الفرنسي لما تقدمه من محتوى تعليمي للغة الفرنسية في إطار درامي جاذب للمشاهدين بمختلف فئاتهم العمرية، كما كانت القنوات التعليمية على تواصل مستمر ودائم مع الطلبة في جميع المراحل التعليمية، وتجيب على تساؤلاتهم واستفساراتهم بشكل يومي من خلال برامجها، إضافة لتقديمها محتوى عملي للمواد العملية مثل العلوم والفيزياء والكيمياء وغيرها من المواد العملية التي كانت تقدم لطلابها تجارب على الهواء مباشرة من داخل المعامل المتخصصة، كما كانت تقدم لطلبة الطب عمليات جراحية مبارة على الهواء لاكتساب الخبرات.

وفي يناير 2013 تم قطع البث على القنوات التعليمية، وخرج الوزير الإخواني الهارب صلاح عبدالمقصود ليكذب على العاملين بها، وينفي إغلاقها ويؤكد أنه سيتم تطويرها وإعادة بثها بشكل جديد، وسرعان ما اكتشف العاملين كذبه فقرر نقلهم إلى قنوات أخرى بقطاع القنوات المتخصصة.

وفي تصريحات خاصة لـ"الرئيس نيوز" أكدت الإعلامية القديرة تهاني حلاوة مؤسسة القنوات التعليمية أنها أصيبت بحالة حزن شديد عندما علمت بقرار إغلاقها، مشيرة أنها كانت حينها قد خرجت إلى المعاش، ولكنها صدمت من القرار، موضحة أن القنوات التعليمية هي قنوات خدمية لشعب مصر بالكامل وللدول العربية أيضا، وكان يمكن الاستفادة منها واستغلالها خاصة أنها كانت تحقق نسب مشاهدة كبيرة من الطلبة.

واضافت أن ماسبيرو بطبيعته هو كيان خدمي وكان الأولى أن يتم دعم القنوات التعليمية لأنها خدمية، بدلا من الاهتمام بالترفيه وبرامج التوك شو التي لا تفيد المواطنين في شئ، واشارت أنه كان من الممكن أن تصبح القنوات التعليمية قنوات ربحية بعدة طرق مختلفة، ولكن للأسف المسئولين لم يعرفوا أهميتها ولم يهتموا بها وقرروا الاتجاه للترفيه والابتعاد عن الأساس الذي انشئ ماسبيرو من أجله وهو الخدمة العامة.