الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بعد مشهد "النيل رجع عند الهرم".. هكذا كان فيضان الأمطار أيام الفراعنة

الرئيس نيوز

خلال موجة الأمطار الأخيرة التي ضربت مصر، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا لمياه الأمطار وقد تجمعت حول أهرامات الجيزة.

"النيل رجع عند الهرم تاني".. هكذا علق رواد "السوشيال ميديا" على الصورة، مشيرين إلى أن الأمطار الأخيرة أعادت مشهدا كان موجودا منذ أيام الفراعنة.

في السطور التالية نستعرض كيف كان نهر النيل يلامس أهرامات الجيزة في العصور القديمة، وهو المشهد الذي عاد مؤخرا بفعل عوامل طبيعية.

ويشرح الدكتور رشدي سعيد، عالم الجيولوجيا الراحل، في كتابه "نهر النيل نشأته وإستخدام مياهه فى الماضى والمستقبل"، أن شكل دلتا النيل تغيرت خلال أكثر من فترة تاريخية، ولم تكن على نفس وضعها الحالي خلال العصور الفرعونية.

ويتحدث "سعيد" عن أنه كان هناك منخفض طبيعي صنعته العوامل المناخية في مكان مدينة الفيوم غرب النيل، وكانت يرتبط بالنيل بشكل دائم عبر مسيل يبلغ عمقه أكثر من 20 مترا، ما يعني أن المياه كانت تغمر هذه المنطقة في فترات كثيرة طول السنة.

ويلفت المؤلف إلى أنه في عهد الدولة الوسطى شهد النيل فيضانات عالية، إذ كان النيل معطاءً وحسنا، ولم تحدث مجاعة.

ويستعين المؤلف برسم تخيله "بوركارت" يبين مياه النيل محيطة بأهرامات الجيزة الثلاثة، عند منطقة أبو صير في الدولة القديمة.

وتظهر من الرسومات الصحراء الشاسعة في المدى البعيد بينما تقوم بعض زراعات النحيل في المنطقة اعتمادا على مياه النهر.

بل إن نفس الأمر كان عند دخول العرب إلى مصر، إذ كانت معظم أراضي القاهرة الحديثة تحت الماء، فقد كانت ضفة النيل الشرقية تمر بشارع سيدي حسن الأنور إلى ميدان السيدة زينب ومنه عبر شارع محمد فريد إلى ميدان رمسيس، قبل أن يتم تحديد مجرى النيل بعد ذلك في شكله الحالي.

 وفي كتابه "النيل في عهد الفراعنة والعرب" يقول أنطوان زكري أن الأمطار التي كانت تنتج حالة الفيضان كانت تحدد مجرى مياهه في عهد الفراعنة.

وينقل المؤلف عن بردية قديمة أنه في حالة غياب الفيضان كان الملك يقول لرجال بلاطه: أنا الملك حزين على عرشي، وقلبي مفعم بالكآبة لتأخر النيل عن فيضه المعتاد سبع سنوات، فأصبحت ثمرات الأرض نادرة، وجفت الخضرة، واستحال كل شيء على وجه الأرض، إني أفكر كثيرا فيما مضى، وأتضرع معكم إلى أمحتب بن فتاح الذاهب إلى منابع النيل، ليمنحنا جميعا الشفاعة والإغاثة بفيضه سريعا".

وتعبيرا عن أهمية الفيضان ينقل المؤلف عن هيردوت قوله: "إن مصر تصير بحرا في ذاك الوقت، وإن النيل إذا بلغ ارتفاعه 15 أو 16 ذراعا اعتبر الفيضان مباركا".

ثم يحنتم على لسان مارييت باشا بأن مصر كما تهتز بالجزع إذا تأخر الفيضان، فكذلك يعمها الضرر إذا كان فيضانه زائدا عن الحالة المألوفة، ولهذا فحياتها تتوقف على اعتداله في مجيئه بآونة الحاجة إليه وعدم زيادة فيضه عن قدر هذه الحاجة".