الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«حلم جميل نحتاج إليه».. قصة «كورونا» المصرية قبل 100 سنة

الرئيس نيوز

"الشراع في حاجة للهواء ونحن نحتاج إلى كورونا"، كانت هذه صيغة إعلان بمجلة "الإثنين والدنيا" التابعة لدار الهلال في يناير 1947.

وقبل أن يتبادر إلى ذهنك أي ربط بين ما يروج له الإعلان وبين الفيروس الذي شاع عالميا منذ أسابيع، فإن الإعلان كان ببساطة عن "شيكولاتة باللبن"، مصنوعة في مصر.

نعم، فبعيدا عن الوباء، فإن "كورونا" مسمى معروف للمصريين قبل 100 سنة من ظهور فيروس "كوفيد 19"، وكان تأثيره كان مختلفا تماما، لأنه حلوى جميلة بمذاق رائع لا تجلب إلا السعادة، حتى أن إعلانات الصحف كانت تصفها بـ"حلم جميل يداعب طفلك".

مع شيوع الحديث عن فيروس "كورونا" الذي انتشر عالميًا خلال أسابيع قليلة، استعاد المصريون بكثير من التندر والسخرية "كورونا" الأخرى، نستعرض قصتها في السطور التالية.
في عام 1919، أسس رجل الأعمال اليوناني تومي خريستو شركة "رويال" لإنتاج الشيكولاتة بمدينة الإسماعيلية، وفي الثلاثينيات نُقل مصنع الشركة إلى الإسكندرية بمنطقة محرم بك.

جاءت الفكرة لـ"خريستو" الذي كان يقيم بالإسكندرية، في وقت خلا فيه السوق المصري من منتجات الشيكولاتة، فأصبحت "كورونا" هي أول مصنع من نوعه في مصر.

في الستينيات، تم تأميم شركة كورونا ضمن قرارات التأميم آنذاك، وأصبحت ملكا للدولة، وظل الوضع كما هو إلى أن جاء عام 2000 فدخلت الشركة في دائرة الخصخصة وبيعت لمستثمر بالقطاع الخاص.

ويقول الموقع الرسمي للشركة إن المؤسس تومي خريستو كان يعامل الموظفين وعمال كورونا بكرم شديد فى الرواتب والعلاوات من أجل تشجيعهم وحثهم على العمل.

من ذلك مثلا، أن "خريستو" كان يوزع على الموظفين والعمال وعائلتهم تذاكر سينما وصنايق كبيرة تحتوى على جميع منتجات كورونا فى بداية كل عام.
ومن آثار تلك المعاملة الطيبة من مؤسس ومالك الشركة للعمال، جاءت فكرة "الغزالة" الشهيرة على منتجات "كورونا" والتي أصبحت علامة تجارية للشركة تحتفظ بها إلى الآن.

وبحسب الموقع الرسمي، فإن "خريستو" الذي كان حريصا على توفير أنشطة ترفيهية للعمال، أقام ملعب كرة قدم بالقرب من المصنع، وفي أحد الأيام كانت هناك مباراة بين العاملين يحضرها "خريستو"، وركل أحد العمال الكرة بقوة فأصابت رأس غزالة كانوا يربونها بجوار المصنع.

ماتت الغزالة متأثرة بضربة الكرة غير المقصودة، فقرر تومي خريستو تخليد ذكرى الحيوان البرئ الذي كان الجميع يحبه في الشركة، واعتبرها العلامة التجارية لـ"كورونا" كما أقام تمثالا لها في مدخل الشركة.