الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

الصراع الروسي السعودي يهوي بسعر النفط لـ30 دولارًا للبرميل

الرئيس نيوز

لا يزال القرار السعودي بتخفيض سعر برميل النفط الخام لنحو 30 %، ليصل سعره في الوقت الحالي 30 دولارًا، بعدما كان في 2014 يسجل 120 دولارَا، يحدث زلزالًا عالميًا في أسعار الذهب الأسود، فيما أعلنت روسيا أنها ماضية في إنتاجها كما هو وأنها لن تأخذ خطوة تخفيض الإنتاج بالاتفاق مع منظمة (أوبك).

وأعلنت المملكة تخفيض سعر برميل النفط 10 دولارات، وأنها بصدد رفع إنتاجها منه خلال شهر أبريل المقبل؛ وذلك في مُحاولةٍ لإخضاع روسيا وإجبارها على الالتزام بقرار اتّخذته منظّمة “أوبك” بتخفيض الإنتاج بحواليّ 1.5 مليون برميل يوميًّا لرفع أسعار النفط التي تراجعت بسبب انخِفاض الاستِهلاك نتيجة انتشار فيروس كورونا، خاصّةً في الصين أبرز الدول المُستَهلِكَة والمُستَورِدَة.
ويوم الجمعة الماضية، فشلت دول تحالف "أوبك"، في التوصل إلى اتفاق بشأن زيادة تخفيضات إنتاج النفط، ما أدى إلى هبوط حاد في أسعار النفط مسجلة أسوأ أداء منذ 1991، بحسب التقارير العالمية.

لماذا ترفض روسيا؟
ولعل السؤال الأبرز هو لماذا ترفض روسيا قرار تخفيض إنتاجها بحيث يصبح الإنتاج الكلي الوارد لمنظمة "أوبك" بواقع 1.5 مليون برميل يوميا حتى نهاية العالم الجاري؟ ربما يعود موقف روسيا الرافض لتخفيضات جديدة في الانتاج لمخاوف من خسارة حصتها السوقية في ظل نمو إنتاج النفط الصخري الأمريكي.
الجانب الروسي لم يخف أسباب رفضه قرار التخفيض، فيقول المتحدث الرسمي باسم "روس نفط"، كبرى شركات النفط الروسية الحكومية، ميخائيل ليونتيف، إن صفقة "أوبك" بلا معنى لروسيا، إذ أنها تساهم في تراجع حصة روسيا في أسواق النفط لصالح النفط الصخري الأمريكي. وتابع قائلًا: "الصفقة كانت تهيئ الظروف المناسبة لتموضع النفط الأمريكي في الأسواق".
أما وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، قال خلال لقاء متلفز له، نشر تفاصيله موقع "روسيا اليوم"، إن أسباب هبوط أسعار النفط في الأسواق العالمية أمس الاثنين – هبوط اعتبر الأسوء منذ عقود إذ وصل سعر برميل النفط 30 دولارًا – يعود للتصريحات السعودية الرسمية التي تتحدث عن زيادة في الإنتاج السعودي.
وفيما يبدو أنها حرب تصريحات بين المتحكمين الرئيسيين في أسواق النفط (روسيا والسعودية)، فبعد التلويح السعودي بزيادة الإنتاج خلال شهر أبريل المقبل،  قال الوزير الروسي: "نعتزم رفع إنتاجنا على المدى القصير بواقع 200-300 ألف برميل يوميا، ومن الممكن أن يصل حجم الزيادة مستقبلا إلى 500 ألف برميل يوميا".
تابع نوفاك: "قادرون على المنافسة رغم انخفاض أسعار النفط والتقلب الذي تشهده أسواق الطاقة اليوم. إن كلفة إنتاجنا لبرميل النفط في روسيا تعد واحدة من الأقل في العالم".

المرة الثانية 
إن التحدي السعودي لروسيا في مجال النفط ليس الأول من نوعه، بل يعد الثاني فالمرة الأُولى كانت العام 2014، وكانت بإيعازٍ من أمريكا، عندما قرّرت المملكة زيادة إنتاجها لتخفيض الأسعار لإلحاق أضرار بالاقتصادين الروسيّ والإيرانيّ، فهبطت الأسعار من 120 دولارًا للبرميل إلى 30 دولارًا.
بحسب تقارير متخصصة، فمنذ هذه الهزة الكبيرة في أسعار النفط، لم تقم لها قائمة من حينها، وخَسِرت دول الخليج مِئات المِليارات نتيجة تراجع عوائِدها النفطيّة.
ويتخوف مراقبون من أن يأتي القرار السعودي بردات فعل عكسية، مِثلما حدث العام 2014؛ ويبرر المراقبون تخوفهم بالقول: "أنّ الاستِهلاك العالميّ من النّفط يتراجع هذه الأيّام بنسبٍ عاليةٍ من جرّاء توقّف شِبه كامِل لقِطاع الطّيران الذي خَسِر حواليّ 120 مِليار دولار في الأيّام القليلة الماضية بسبب انخِفاض عدد المُسافرين خوفًا من كورونا".

خسائر أرامكو 
وبينما أعرب مراقبون عن تخوفهم من ردات الفعل العكسية للقرار السعودي، تهاوت أسهم شركة (أرامكو) – الشركة الحكومية التي تدير النفط السعودي - وخَسِرت حتّى الآن؛ بسبب الانهِيارات الماليّة العالميّة، وتراجع استِهلاك النّفط، نحو 248 مِليار دولار من قيمتها، وتراجعت أسعار أسهمها بحواليّ 10 بالمِئة بالمُقارنة مع سِعرها عندما جرى طرحها في الأسواق أو ما يُعادل 8.5 دولار للسّهم.