السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

في سجن النساء.. قصة كتاب لنوال السعداوي سجلته بـ"قلم حواجب وورق تواليت"

الرئيس نيوز

بمقولة "لا ثورة دون امرأة"، تصدرت الكاتبة والطبيبة النفسية المصرية نوال السعداوي غلاف مجلة "التايم" الأمريكية التي اختارتها واحدةً من أهم 100 امرأة في العالم.

"التايم" كانت قد أصدرت بالأمس قائمة بـ100 شخصية نسائية على مستوى العالم، رأت فيهن أنهن لعبن دورا بارزا في دعم حقوق المرأة وإحداث تغييرات بارزة في مجتمعاتهن.

واختارت المجلة لكل سنة منذ 1920 إلى 2019، واحدة من الشخصيات الـ100. وبالنسبة للطبيبة المصرية فإن "التايم" قررت أن تجعلها شخصية الغلاف الاحتفالي لعام 1981.

في السطور التالية، نستعيد قصة العام 19891 مع نوال السعداوي.

بداية، كتبت محررة "التايم" عن ذلك الاختيار: "في عام 1981 ، سُجنت السعداوي بتهمة "جرائم ضد الدولة" بسبب آرائها الصريحة، بما في ذلك انتقادها لختان الإناث".
كانت نوال السعداوي قد أصدرت كتابها الشهير "المرأة والجنس"، وأعلنت مواقفها السياسية والاجتماعية المعارضة لسياسة الرئيس أنور السادات.
لذلك، فإن "السادات" قرر أن تدخل السجن ضمن الاعتقالات الشهيرة بـ"اعتقالات سبتمبر"، وذلك قبل شهر واحد من اغتياله، عندما وضع أكثر من 1500 شخصية سياسية وثقافية وراء القضبان.

دخلت "السعداوي" سجن النساء رفقة عدد من الصحفيات والكاتبات البارزات آنذاك، مثل لطيفة الزيات وفريدة النقاش وشاهندة مقلد، بسبب كتاباتهن أو مواقفهن الرافضة لسياسات "السادات" سواء في السلام مع إسرائيل أو الانفتاح الاقتصادي.

نعود إلى ما كتبته التايم عن تلك الفترة في السجن بالنسبة لنوال السعداوي. تقول المجلة إن نوال السعداوي في المعتقل استعانت بقلم للحواجب ومناديل ورق التواليت، للكتابة عن تجربتها في السجن، والتي أصبحت فيما بعد كتاب "مذكرات من سجن النساء"، الذي نُشر في عام 1983، معتبرة أن الكتاب كان بداية لحملتها لتحرير المرأة في العالم العربي.

إذا ذهبنا إلى الكتاب نفسه، سنجد أن "السعداوي" تحدثت عن إصرارها على الكتاب في السجن. تحكي في المقدمة: "حين صاح المسؤول البوليسي في السجن قائلا: لو وجدت عندك طبنجة أهون عندي من الورقة والقلم، قررت أن يكون عندي قلم وورقة قبل أن ينتهي النهار. وقبل أن تغلق الشاويشة علينا باب العنبر الساعة الرابعة تماما بعد ظهر ذلك اليوم كان معي القلم والورق. ليس إلا ورق تواليت، لكن حروفي واضحة وأستطيع أن أقرأ ما أكتب".

كان إهداء الكتاب قويا ومعبرا عن الغضب الذي حملته "نوال" ضد السلطة آنذاك. تقول: "إلى كل من كره الظلم حتى الموت، وأحب الحرية حتى السجن، ورفض الكذب حتى الثورة. وإلى كل من رفع صوته بالاحتجاج والغضب، حين كسروا بابي بالقوة المسلحة، وساقوني إلى السجن في 6 سبتمبر 1981، إلى كل هؤلاء النساء والرجال والشباب والأطفال.. داخل مصر وخارجها".

وبحسب أفكار "السعداوي" التي عبرت عنها في الكتاب، فإن سلاحها الوحيد في الحياة هو القلم: "أدافع به عن نفسي، عن حريتي وحرية الإنسان في كل مكان. لم يبق إلا القلم لأعبر عن مأساة الفقراء والنساء والعبيد. ولأقول للناس إنني أكره الظلم وأحب العدل. وأحترم الإنسان ولا أنحني للسلطان مهما كان. ولا أقول نعم. ولا أشترك في الاستفتاءات ولا أسمع الإذاعات ولا الخرافات وأغلق بابي دون موظفي البلاط. ولا أقدم قرابين الولاء، ولا أطيع إلا عقلي، ولا أكتب إلا رأيي".

وتُكمل على نفس الطريقة معبرة عن مواقفها: "لا أمشي في الزفة. وليست لي شلة. ولا أحضر الحفلات. ولا أتزين كالحريم ولا أستحم بالشامبو الأمريكي. ولا أشرب البيرة الإسرائيلية. ويصيبني الغثيان إذا قرأت الصحف".

أخيرا وبالنسبة إلى الاقتباس الذي نشرته مجلة "التايم" على غلافها لنوال السعداوي والذي يقول: you cannot have  a revolution Without women”، سنجده في مقدمة نفس الكتاب عندما كتبت: "الحرية هي الثورة. حرية جميع أفراد المجتمع، رجالا ونساء. وإذا النساء حُرمن الحرية فلا يمكن أن تكون هناك ثورة. وهل تتحقق الثورة في مجتمع يكبل نصفه بالقيود؟".