الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

من داخل الكرملين.. كيف نجح بوتين في استفزاز أردوغان؟

الرئيس نيوز

ببنود هشة وغامضة يمضي اتفاق لوقف إطلاق النار، في محافظة إدلب السورية أخر معاقل الجماعات الإرهابية التي تقاتل في سوريا منذ نحو 9 سنوات، فيما يظل تفسير أنقرة للاتفاق يختلف عن تفسير موسكو ودمشق.  فتركيا تفسره بأنه مدخل يتيح لها إقامة دائمة في تلك المنطقة الاستراتيجية؛ لكون الاتفاق لم ينص على أن الوجود التركي ليس مؤقتًا كما كان ينص اتفاق سوتشي. 
فيما تراه دمشق، بمثابة استراحة قبل استئناف المعركة لاستعادة إدلب، وقبل التوجه شرقا لاستعادة جميع الأراضي. بينما يعتبره بوتين احتواء لأردوغان؛ لعدم إخراجه من حضن الدب الروسي وتركه يعود مجددًا إلى معسكره الأوروبي.

فرقاطتان اسمهما له تاريخ
المثير للدهشة أن اللقاء شهد اللقاء عددًا من المواقف التي اعتبرت إهانة للوفد التركي الذي يترأسه أردوغان. يأتي على رأس تلك المواقف، التعزيزات العسكرية الروسية في مياه المتوسط، كان رأسها الفرقاطة "الأدميرال غريغوروفيتش" و"الفرقاطة ماكاروف".
واسم الفرقاطة الأولى، يعود إلى آخر وزير لبحرية الإمبراطورية الروسية، الجنرال إيفان غريغوروفيتش، العام 1911 إلى 1917، وهي البحرية التي قصفت سواحل الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى.
أما اسم الفرقاطة الثانية، "ماكاروف"، فهي على اسم الأدميرال ستيبان ماكاروف، وهو الذي وجّه الضربة للبحرية العثمانية في الحروب التي وقعت بين الدولتين ما بين 1877 و1878. وكلا الفرقاطتين عبرا مضيق البفوسفور مع ثلاث سفن حملت عشرات ومئات الجنود والمدرعات والدبابات.

تمثال كاترين
الصفعة الثانية للوفد التركي، تمثلت في وجود تمثال كاترين الثّانية أو (كاترين العظيمة) القيصريّة داخل الكرملين، وكاترين تحالفت مع كثر لوقف "مد نفوذ العثمانيين"، كما انها خاضت حروبا معهم العام في 1768 وانتزعت جزيرة القرم في 1771 منهم. وتمثال "كاترين العظيمة"، كان يقف وراء الوفد التركي.

  
بنود الاتفاق
بعد محادثات ست ساعات، بين بوتين وأردوغان، توصل الرئيسان إلى عدد من البنود يأتي على رأسها وقف إطلاق النار على خطوط التماس في منطقة خفض التصعيد بإدلب، من دون التطرق إلى انسحاب الجيش السوري إلى نقاط سوتشي، وهو ما يعد تراجع لأردوغان الذي حذر من شن عملية عسكرية ضد الجيش السوري إذا لم يتراجع.
الاتفاق تضمن أيضًا إنشاء ممر أمني بعمق 6 كلم على جانبي طريق حلب - اللاذقية، أي منطقة عازلة بعرض 12 كلم. تسير دوريات روسية - تركية بين ترمبة غرب سراقب وعين حور في ريف اللاذقية على الطريق السريع.
قبول أردوغان بذلك يعني أنه تراجع عن مطالبته بعودة قوات دمشق إلى حدود سوتشي وقبوله تشغيل الطريقين الدوليين بين حلب ودمشق وبين حلب واللاذقية ويعني تحمل أنقرة مسؤولية إقامة المنطقة العازلة وإبعاد فصائل معارضة أو متشددة من جانبي الطريق الدولي.
لم يتطرق الاتفاق إلى نقاط المراقبة التركية المحاصرة من الجيش السوري، لتبقى بذلك جزر معزولة في مناطق سيطرة الحكومة وتحت رحمة المظلة الروسية.
نص الاتفاق أيضًا على إعادة التأكيد على التزامهما القوي بسيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدتها وسلامتها الإقليمية.
تأكيد على مكافحة جميع أشكال الإرهاب، والقضاء على جميع الجماعات الإرهابية في سوريا على النحو الذي حدده مجلس الأمن الدولي.