الثلاثاء 23 أبريل 2024 الموافق 14 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

خاص| ما وراء محاولة تفجير السفارة الأمريكية في تونس؟

الرئيس نيوز

علق الناشط السياسي التونسي، الدكتور شهاب دغيم، على الحادث الإرهابي الذي استهدف السفارة الأمريكية في تونس، قائلا إنها المرة الثانية التي تتعرض لها السفارة لعملية إرهابية منذ 2011.

وأضاف دغيم في تصريح لـ"الرئيس نيوز": "العملية الأولى عرفت بما أطلق عليه بغزوة السفارة في حكومة الترويكا النهضوية عام 2012، واليوم بعد إقدام إرهابيين على تفجير نفسيهما أمام مفترق طريق يشرف على السفارة الأمريكية، وغير بعيد عن سفارة مصر الجديدة في العاصمة التونسية".

"أهداف الهجوم"
وعن سيناريوهات الهجوم قال: "الاستنتاج الأول أمني، وذلك لأن مقاومة الإرهاب لا يمكن أن تتوقف إلا بدحر آخر عناصر الإرهاب  المستقرة في الجبال والمرتفعات والتي عششت أمام تساهل و تسامح حكومات الترويكا التي تزعمتها حركة النهضة والتي طالما وجه لها التونسيون أصابع الاتهام بالتساهل مع الإرهاب، كما ينبغي متابعة الخلايا النائمة وتمكين وحدات الأمن من كل الإمكانيات والقوانين لمقاومة الإرهاب دون تدخل سياسي أو تعطيلات من جماعات حقوق الانسان خاصة والبلاد في حرب متواصلة على الارهاب".
وتابع: "إثر ما أطلق عليه بالثورة تمت شيطنة الأمن التونسي وحل جهاز الاستعلامات والمخابرات، وهو ما أثر على عمليات تعقب الإرهابيين و صعود أصوات داعمة للإرهاب، خاصة من توابع الاسلام السياسي وروابط حماية الثورة المنحلة سابقاً".
واستطرد دغيم حديثه: "الاستنتاج الثاني إقليمي وخطير في ظل ما يعرف بمعركة طرابلس و عمليات نقل الإرهابيين من سوريا للجبهة الليبية الجديدة، بمعاضدة المحور التركي الإخواني والتي تشكل خطراً محدقاً على تونس وكامل بلدان الجوار".
"الرسائل من العملية"
وأكمل: "إعادة شبح الإرهاب إلى تونس فيه رسائل متعددة، وهي عملية مقصودة ومخطط لها بهدف ضرب البلاد في مقتل مع بداية موسم سياحي قد يتأثر بمرض كورونا الذي عطل أغلب التنقلات الجوية والتي ستتأثر لمدة طويلة".
وأشار دغيم إلى أن ضرب السياحة كان أحد مخططات الإسلام السياسي منذ سنوات لأنه يقطع آخر خيوط الأمل في انتعاشة اقتصادية للبلاد والتخفيف من وطأة الأزمة الاقتصادية.
"ضحايا الإرهاب"
وقال الناشط السياسي التونسي إن الضحية الأولى للإرهاب في تونس والعالم العربي عموماً هي قوات الأمن المستهدفة والتي تعتبر آخر معاقل محاربة الارهاب، مشدداً على أن التواريخ أثبتت أنه ليس للإرهاب حاضنة شعبية في تونس، وأن التونسيين والتونسيات يساندون الأمن الجمهوري والجيش الوطني في مقاومة الإرهاب بشكل عفوي ودعم لا محدود.
"عوامل تفشي الارهاب"
ولفت دغيم إلى أن الإشكالية الكبرى في تونس هي التفتت السياسي الذي يترجمه المشهد النيابي الحالي والصراع المستفحل بين أطراف "قرطاج" وداعمي "باردو" وحركة النهضة من جهة والجبهة التقدمية المشتتة في مواجهة الجميع.
وشدد: "لا يمكن لأي دولة اليوم مقاومة الإرهاب دون وحدة وطنية صماء جامعة لكل التونسيين، وفي غيابها ستواصل الذئاب المنفردة عملياتها المتفرقة بعد أن عجزت لسنوات عن زعزعة استقرار وأمن البلاد".