الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"واذكر في الكتاب إسماعيل".. كيف أحرجت الأميرة خديجة الخديوي لتتزوج ابنه؟

الأميرة خديجة- الخديو
الأميرة خديجة- الخديو إسماعيل

- زوّج أبنائه الأربعة في حفل واحد امتد 40 يومًا.. و"النيش" من الألماس والياقوت
- سرير لكل عروس يشبه هديته للإمبراطورة "أوجيني".. وعبده الحامولي وألمظ مطربي الحفل

قبل يومين، في 2 مارس، مرت ذكرى وفاة الخديو إسماعيل، خامس حكام الأسرة العلوية لمصر، والذي توفي في عام 1895.
"إسماعيل" هو حفيد محمد علي، المعروف بـ"مؤسس مصر الحديثة"، تولى حكم مصر في ناير 1863 خلفا لمحمد سعيد باشا، وهو أول من مُنح لقب "خديو" في الأسرة العلوية.
شهد عصر "إسماعيل" طفرة في التحديث والإنشاءات، ما نتج عنه تأسيس النسخة الحديثة من العاصمة، والمعروفة حاليا بـ"القاهرة الخديوية"، بخلاف مؤسسات أخرى مثل الأوبرا وتطوير السكة الحديد.
غير أن النقطة الأسود في تاريخ إسماعيل تتلخص في استدانته من الدول الأوروبية، ما سمح بتحميل خزانة الدولة عبء ثقيل، بالإضافة إلى التدخل الأجنبي واسع النطاق في الشئون الداخلية.
عُرف الخديو إسماعيل بالبذخ الشديد، تشهد على ذلك الإسراف الشديد في نواحي عدة، من أبرزها الحفلات، مثل حفل افتتاح قناة السويس.
على المستوى العائلي، كان "إسماعيل" ينفق بلا حساب على أسرته، مثال على ذلك حفلات الزفاف التي أقامها لأبنائه الأربعة مرة واحدة عام 1873، والمعروفة بـ"أفراح الأنجال".
وفي عدد خاص أصدرته مجلة "الهلال" عن الزواج الملكي، في مناسبة زواج الملك فاروق بالملكة فريدة عام 1938، نلمس إلى أي مدى أنفق "إسماعيل" على تزويج أبنائه من خزانة مصر.
في عام 1873، قرر الخديو تزويج 4 من أبنائه، ثلأثة ذكروة وفتاة، هم: الأمراء توفيق وحسين كامل وحسن، والأميرة فاطمة إسماعيل.
تقول "الهلال": "بلغت هذه الحفلات من الفخامة والجمال مبلغا يفوق كل وصف، وتجلى فيها كرم إسماعيل وبذخه بشكل لم يسبق له مثيل".
تقرر عقد قران توفيق، الذي أصبح الخديو فيما بعد، على الأميرة أمينة هانم، وأما حسين كامل، الذي سيصبح سلطانا، فعقد له على الأميرة عين الحياة، بينما تزوج الأمير حسن من الأميرة خديجة هانم، فيما زُفت الأميرة فاطمة إسماعيل إلى الأمير طوسون باشا نجل سعيد باشا.
لنقرأ ما فعله "إسماعيل" للعرائس الأربع في تلك السنة: "أعد لهن جهازا فخما منقطع النظير، مؤلفا من أبدع الحلي والجواهر المرصعة بالألماس واليواقيت، ومجموعات ثمينة من الأواني الفضية والذهبية، وأطقم القهوة والشاي والشوبكات المصنوعة من الكهرمان الخالص مطوقة بالذهب والأحجار الكريمة".
وتكشف "الهلال" أن من بين جهاز كل عروس كان هناك سريرا "مسكو بطبقة سميكة من الذهب الخالص، رصت أعمدته بالياقوت والزمرد والفيروز، أشبه بالسرير الذي أهداه إسماعيل إلى الإمبراطورة أوجيني تذكارا لزيارتها لوادي النيل في أثناء الاحتفال بافتتاح قناة السويس".
وطيلة 40 يوما متصلة، أقيمت الأفراح، التي بدأت بـ"كتب الكتاب" في القصر العالي، مقر إقامة والدة إسماعيل بمنطقة قصر العيني، ونُصبت السرادقات الفخمة، ودُعي أشهر مطربي ذلك العصر وعلى رأسهم عبده الحامولي وألمظ، وقدمت الولائم طيلة تلك الفترة.
وعلى هامش كل هذا، تروي مجلة الهلال واقعة طريفة عن زواج الأمير حسن بالأميرة خديجة هانم، تعود إلى قرار الخديو إسماعيل إنشاء مدرسة ابتدائية لتعليم البنات ألحق بها بعض أميرات البيت المالك، ومن بينهن "خديجة"، التي كان قد وعدها بأن يزوجها لابنه "حسن" شريطة التفوق في المدرسة.
وذات يوم، زار "إسماعيل" المدرسة ليتفقد أحوالها وليطمئن على سير الدراسة فيها، وعندما دخل الفصل الذي كانت فيه الأميرة خديجة سألها وهو يبتسم: "إلى أين بلغت من تعلم القرآن يا خديجة؟"، فأجابت في غير تردد: "واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد.."، فسُرّ إسماعيل لذكائها وسرعة خاطرها وابتسم ابتسامة أخرى وقال: "أجل، أجل، ما زلت عند وعدي".