الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

بينها الإصلاح الاقتصادي.. تحديات تواجه السلطان العماني هيثم بن طارق

الرئيس نيوز

في ذكرى الأربعين لوفاة السلطان قابوس بن سعيد آل سعيد، ألقى سلطان عمان الجديد، هيثم بن طارق آل سعيد، خطابًا مؤسسًا للمرحلة المقبلة من مسيرة الدولة.
وأشار الخطاب إلى أن الرجل المسؤول في عُمان يعرف ما هو مطلوب داخليًا لمتابعة مسيرة سلفه التي استمرت 50 عامًا. لا أحد يستطيع أن ينكر دور السلطان قابوس المحوري في تحويل سلطنة عمان من بلد منغلق على نفسه في عهد والده السلطان سعيد بن تيمور آل سعيد، إلى دولة منفتحة على العالم وتمتلك المدارس والجامعات والبنية التحتية المتقدمة وحتى دارًا للأوبرا والفنون العصرية. وحرص السلطان قابوس على أن يتذوق رعاياه طعمًا رائعًا لكل ما هو جميل، بما في ذلك تقدير الموسيقى الكلاسيكية الغربية.
في كلمته، أشار السلطان هيثم أكثر من مرة إلى جهود التحديث التي قادها السلطان قابوس بجرأة وهدوء، لكنه لم يتجاهل التحديات التي تواجه عُمان اليوم، سواء على مستوى بناء المواطن الحديث أو في التعليم أو جوانب أخرى من التقدم العلمي.
وتركز خطاب السيادة على المسائل الداخلية، لكن الجزء القصير غطى السياسة الخارجية لسلطنة عمان. وعرفت مسقط منذ أمد طويل كيف تميز نفسها، لا سيما بسبب قربها الجغرافي من إيران ومشاركتها طهران في السيطرة على مضيق هرمز الاستراتيجي.
وقال السلطان هيثم: "عبر تاريخ عمان القديم والمشرف، عرفها العالم ككيان حضاري نشط ومؤثر في نمو المنطقة وازدهارها والعمل من أجل السلام والأمن في المنطقة".
وتابع: "لا يزال الجيل بعد جيل يرفع علمه ويظل ملتزمًا بالحفاظ على رسالة السلام العمانية الحية إلى العالم أجمع. هذه الأجيال تحمل تراثا عظيما وأهدافا نبيلة. إنهم يبنون، لا يدمرون، ويجعلون الناس أقرب إلى بعضهم البعض، ولا يزرعون الفتن".
وأكد أن "هذا هو ما سنسعى لإحيائه بكم ومعكم، حتى يتسنى لنا جميعًا، بعزم ومثابرة، إنجاز دورنا الحضاري والاضطلاع بمسؤوليتنا التاريخية بأمانة كاملة".
كان خطاباً قصيرًا لكنه غني بالدلالات، فقد عبر السلطان هيثم عن رغبة عمان في الابتعاد عن المشاكل ولعب دور المصلح والوسيط.
هل هذا يعني أنه في عهد السلطان هيثم، تقوم عمان بصياغة سياسة خارجية قد تختلف، ولو بشكل طفيف، عن موقفها التقليدي الذي جعلها دولة تتبع طريقها الخاص؟ أو ربما تتمسك عمان بالاعتبارات التي تجعلها غالباً ما تتبع سياستها الخارجية، حتى في إطار التزامها بالتعاون مع أعضاء مجلس التعاون الخليجي الآخرين أو في إطار علاقاتها مع إيران أو في إطار علاقاتها مع دول عربية أخرى.
على سبيل المثال، وهم ليسوا وحدهم، هناك مواقف عُمان فيما يتعلق برحلة الرئيس المصري أنور السادات التاريخية إلى القدس عام 1977، وتوقيع اتفاقيات كامب ديفيد عام 1978، ومعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية في مارس 1979 والمقاطعة العربية لمصر التي تلت ذلك.
يعرف السلطان أن رسم رؤية 2040 لسلطنة عمان يقع على عاتقه وأن الإدارة العمانية تحتاج إلى تحديث وتحتاج إلى تجنب التباطؤ. 
وترجح صحيفة "آراب ويكلي" اللندنية أن السلطان هيثم يعرف يعلم أن جهاز الدولة قد فقد نشاطه وأن دور عمان النشط في الشؤون الخارجية، بما في ذلك دورها الفريد في اليمن الذي يتضمن علاقة خاصة مع الحوثيين، لن يعوض عن التدهور في الداخل، وخاصة على المستوى الاقتصادي. 

وخلال العقدين الأولين من حكمه، وضع السلطان قابوس الأسس لدولة وإدارة حديثة. في الثلاثين سنة الماضية، أصبحت تلك المؤسسات بحاجة إلى التحديث ودماء جديدة. تحتاج البلاد إلى إدارة أكثر ديناميكية يديرها أشخاص ذوو رؤية وقادرون على أخذ زمام المبادرة، فقد تغير العالم ولا يمكن لعُمان أن تظل أسيرة المفاهيم التي كانت ذات صلة بسبعينيات وثمانينيات القرن العشرين.

وهذا ما أكده السلطان الجديد عندما قال: "لدعم جهودنا لتحقيق أهدافنا، نحن مصممون على اتخاذ التدابير اللازمة لإعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة، وتحديث نظام التشريعات والقوانين وآليات العمل، ودعم قيمها ومبادئنا، واعتماد أحدث الأساليب الإدارية، وتبسيط الإجراءات وتحقيق الحكم الرشيد والأداء والنزاهة والمساءلة"؛ فالفكرة الأساسية هي "إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة". 
وأشار السلطان هيثم إلى ذلك وإلى "قيم العمل" يؤكد رغبته في الاستفادة من كل ما تم تحقيقه خلال عصر السلطان الراحل قابوس أثناء العمل على تطويره.