الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

أول انقلاب من "طالبان" على اتفاق السلام مع أمريكا

الرئيس نيوز

بينما تتحدث الولايات المتحدة الأمريكية، عن أن أول مراحل الانسحاب من أفغانستان بعد 10 أيام من الآن، تقول حركة طالبان المُتشددة إنها ستستأنف أعمال القتال ضد الحكومة التي تتخذ من العاصمة كابول مقرًا لها، وأنها لن تتوقف عن تلك العمليات إلا بعد إفراج الأخيرة عن نحو 5000 سجين للحركة في سجون الحكومة. 

كانت الولايات المتحدة و"طالبان"، وقعتا في الدوحة اتفاق سلام يوم السبت، في خطوة تمهد لانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، وإنهاء حرب مستمرة منذ 18 عاما في دولة تعاني من ويلات العنف. إلا أن مراقبين قللوا من فرص عودة الاستقرار في أفغانستان رغم الاتفاق؛ لكون الحركة والحكومة بينهما متناقضات عدة لا يمكن معها التوصل لحلول إزائها في الأمد القريب.

وتشير التقديرات الأولية أن هدف ترامب من توقيع الاتفاق هو إعادة الجنود الأمريكان إلى بلادهم بغض النظر عن التداعيات الأمنية لذلك الانسحاب، وأنه حرص على ذلك التوقيع كجزء من الدعاية الانتخابية له قبيل عقد ماراثون الانتخابات الرئاسية.
ومن المتوقع أن يحدث الانسحاب فراغًا أمنيًا؛ إذ أن حكومة كابول ضعيفة وخسرت العديد من مناطق سيطرتها خلال الفترة الأخيرة وأن طالبان باتت تسيطر على ما نحوه 60 % من مساحة أفغانستان.
ويبدو من الوهلة الأولى ان طالبان هي المستفيدة الأبرز من ذلك الاتفاق؛ إذ أنه منحها شرعية دولية، كما أنه اتفاق خلصها من عدوها الأول وهو التحالف الدولي بقيادة أمريكا، أما حكومة كابول فإنها أخر اهتمامات الحركة.   

استئناف العمليات
وقالت الحركة مساء أمس الاثنين، إنها من الممكن الآن استئناف العمليات ضد قوات الحكومة الأفغانية، وإنها لن تشارك في المحادثات بين الأفغان، إلا بعد أن تفرج الحكومة عن نحو خمسة آلاف من سجنائها.
وتزامن بيان الحركة مع نشر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أمس، خطط الانسحاب الأولي لقواتها من أفغانستان، لكنها رجحت ألا ينتهي العنف في البلاد، حتى بعد أن وقعت الولايات المتحدة و"طالبان" اتفاق سلام.
ويحسب وكالة "رويترز" للأنباء، فإن وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، حدد الإطار الزمني لانسحاب القوات الأمريكية. وقال إنه فوض قائد القوات الأمريكية في أفغانستان الجنرال سكوت ميلر، باتخاذ قرار بدء الانسحاب الأولي الذي سيتم في غضون عشرة أيام.


اجتماع ليس ببعيد
وفيما يبدو جزء من الدعاية الانتخابية التي يحترف بها الرئيس دونالد ترامب، أعلن خلال وقت سابق، أن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان سيبدأ اعتبارا من اليوم في إشارة منه إلى (السبت) الماضي، وأنه سيجتمع شخصيا مع قادة في حركة "طالبان" في وقت ليس ببعيد.
وجاءت تصريحات الرئيس الأمريكي ردا على سؤال في مؤتمر صحفي حول الاتفاق المبرم بين الولايات المتحدة وحركة "طالبان".
وينص الاتفاق على سحب جميع القوات الأمريكية وقوات الناتو من هذا البلد خلال أربعة عشر شهرا. على أن يتم تنفيذ تلك المراحل بناء على مدى إلتزام "طالبان" ببنود الاتفاق، كما ينص الاتفاق أيضًا على دخول الحركة في مفاوضات مباشرة مع حكومة كابل تمهيدًا للوصول إلى اتفاق سلام بينهما.