الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

الصحافة العالمية تبرز الرد المصري على تخلف إثيوبيا عن محادثات واشنطن

الرئيس نيوز

منذ الأربعاء الماضي، قالت إثيوبيا إنها لن تشارك في أحدث جولات المفاوضات الجارية مع مصر والسودان حول سد النهضة، واتي تستضيفها الولايات المتحدة الأمريكية.

 وقال السفير الإثيوبي في الولايات المتحدة، فيتسوم أريجا، على موقع تويتر: "إثيوبيا لن توقع على أي اتفاق يتخلى عن حقوقها في كيفية استخدام مياه النيل الخاصة بها".

ولفتت صحيفة "فويس أوف أمريكا" إلى أن قلقًا واسع النطاق انتشر في إثيوبيا من أن وفدها يتعرض لضغوط من الولايات المتحدة. لقبول اتفاق لا يمكن التعايش معه.

وأضافت الصحيفة أنه منذ يوم الخميس، تظاهر بضع عشرات من الإثيوبيين في واشنطن أمام مبنى وزارة الخارجية، لحث الولايات المتحدة لوقف حملة الضغط ضد أديس أبابا.

وقال بيان ثان صادر عن وزارة المياه والري والطاقة في إثيوبيا، والذي نشرته وسائل الإعلام المملوكة للدولة في إثيوبيا، إنه لن يشارك في اجتماعات هذا الأسبوع لأنها لم تستكمل المشاورات الداخلية.

وقال برونوين بروتون نائب مدير مركز إفريقيا بالمجلس الأطلسي "إنها ليست محادثات بدون إثيوبيا".

ونقلت "فويس أوف أمريكا عن مصادر في البيت الأبيض أن إثيوبيا تحث وزير الخزانة منوشين منذ 13 فبراير على تأجيل المحادثات، وكذلك تذكير الولايات المتحدة بضرورة أن تكون "مراقبًا محايدًا" ولكن منوشين أجاب بأن الولايات المتحدة ستواصل المحادثات كما هو مخطط لها.

كما أنكر منوشين وصف إثيوبيا لدوره، قائلاً إن وضع المراقب للولايات المتحدة المتفق عليه يقتصر على المفاوضات الفنية الإقليمية ولا يشمل محادثات واشنطن. وعلى الرغم من انتكاسة المباحثات الأخيرة، وتتوقع الصحيفة الأمريكية ألا تضيع العملية بالكامل.

قال ويليام دافيسون، كبير المحللين في المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات، إن إثيوبيا تصف هذا الأمر بأنه تأجيل. وقال "إنهم لا يقترحون إلغاء الاجتماع إلى الأبد، لكنهم فقط بحاجة إلى مزيد من الوقت للتحضير له".

كان من المتوقع التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن سد النهضة الإثيوبي خلال المحادثات التي استمرت يومين بوساطة أمريكية في واشنطن والتى اختتمت يوم الجمعة.

 وألقت وكالة "أسوشيتد برس" الضوء على  تصريحات مصرية صدرت أمس السبت أعربت فيها القاهرة عن عزمها استخدام "جميع الوسائل المتاحة" للدفاع عن مصالح الشعب المصري بعد أن تخلفت أديس أبابا عن حضور الجولة الأخيرة من المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة بشأن مشروع سد النهضة.

ونقلت صحيفة "فويس أوف أمريكا" عن مصادر في البيت الأبيض قولها إن عدم حضور إثيوبيا يعني ضمنيًا رفضها اتفاقًا توسطت فيه الولايات المتحدة بشأن السد الإثيوبي وقالت أديس أبابا إنه سيبدأ ملء الخزان الأول للسد.

 وفي بيان صدر يوم السبت، قالت الحكومة الإثيوبية إنها لم تقبل توصيف الولايات المتحدة باكتمال "التفاوض على المبادئ التوجيهية والقواعد الخاصة بالتعبئة الأولى والتشغيل السنوي لسد النهضة وأضافت الحكومة الإثيوبية إن نص مسودة الاتفاقية التي ورد أنها موقّعة بالأحرف الأولى من مصر "لم يكن نتيجة للتفاوض" مع مصر والسودان، لكنها أشارت إلى التزامها بمواصلة التعامل معها لمعالجة هذه المسألة.

كانت أديس أبابا والقاهرة على خلاف في ما اعتبرته "فويس أوف أمريكا" حربًا مائية حول مسألة تشغيل السد الإثيوبي الذي تخشى مصر أن يهدد إمدادات المياه من النيل.

بدلاً من الاجتماع مع الدول الثلاث المشاركة في النزاع، الولايات المتحدة شارك وزير الخزانة ستيفن منوشين، المضيف للمفاوضات، في اجتماعات ثنائية يومي الخميس والجمعة مع وزيري الخارجية ووزراء الموارد المائية في مصر والسودان.

وفقًا لبيان وزارة الخزانة في وقت متأخر من يوم الجمعة، سهّلت الولايات المتحدة "إعداد اتفاق بشأن ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي بناءً على الأحكام التي اقترحتها الفرق القانونية والفنية من مصر وإثيوبيا والسودان ومع المدخلات الفنية للبنك الدولي".

وأضافت "أسوشيتد برس" أن مصر وقعت على الاتفاق  ولكن إثيوبيا تخلفت عن حضور المحادثات، ولم يوقع السودان الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الولايات المتحدة بإشراف البنك الدولي. وقالت مصر السبت في بيان لوزارة الخارجية إنها "تأسف لغياب إثيوبيا غير المبرر في هذه المرحلة الحرجة من المفاوضات". ووصف البيان التسوية بأنها "عادلة ومتوازنة".

وقالت إثيوبيا إنها لم تحضر المحادثات "لأن وفد البلاد لم يختتم مشاوراته مع أصحاب المصلحة المعنيين" ما يثير الخلاف حول سد الطاقة الكهرومائية الأكبر في إفريقيا، رغبة من إثيوبيا في انتشال الملايين من براثن الفقر في مواجهة مخاوف مصر بشأن إمدادات المياه الحرجة النسبة لكافة القطاعات. وتتوقع إثيوبيا أن يبدأ مشروع سد بقيمة 4 مليارات دولار على نهر النيل في عام 2020.

وقالت وزارة الخارجية المصرية إن مصر "ستواصل إيلاء الأمر أقصى قدر من الاهتمام الذي يستحقه، كجزء من تحمل مسؤولياتها الوطنية في الدفاع عن مصالح الشعب المصري وكذلك مصيره ومستقبله، بكافة الوسائل المتاحة".