الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"عاوزين نخلص يا ريس!".. عندما احتدّ عمر سليمان على مبارك في يوم التنحي

الرئيس نيوز


أعادت وفاة الرئيس الأسبق حسني مبارك أحداث كثيرة من الفترة التي تولى فيها حكم مصر طوال 30 سنة، وانتهت بثورة 25 يناير، التي أجبرته على التنحي.
ولأن مبارك، حسبما هو معلن إلى الآن، لم يكتب مذكراته السياسية، فإننا نلجأ إلى مذكرات المسئولين الذين كانوا مقربين منه، أو ما كُتب عنهم.
واحدة من اللحظات المهمة في تاريخ مبارك بالطبع، كان رضوخه للمطالب الشعبية المنادية بإسقاط نظامه قبل 8 سنوات، عام 2011.
وفي كتاب "الصندوق الأسود"، عن اللواء عمر سليمان، مدير جهاز المخابرات العامة الأسبق، ونائب مبارك في أيامه الأخيرة، يكشف البرلماني والكاتب الصحفي مصطفى بكري، كواليس المكالمة الأخيرة بين الرجلين.
يقول بكري إن عمر سليمان، ظهيرة يوم الجمعة 11 فبراير، ذهب إلى المشير حسين طنطاوي، رئيس المجلس العسكري، ومعه الفريق أحمد شفيق رئيس الحكومة، لدراسة الوضع في البلاد على ضوء نقل مبارك صلاحياته إلى نائبه وهي الخطوة التي لم ترض الجماهير الغاضبة.
كان مبارك قد غادر إلى شرم الشيخ مع عدد قليل من حاشيته، وفي ظنه أن ذلك سيهدئ الأوضاع، لكن المتظاهرون كانوا في طريقهم إلى القصر الجمهوري، فاجتمع الثلاثة معا واتفقا على أنه لا بد من حل حاسم للأزمة.
طلب المشير طنطاوي والفريق شفيق من اللواء عمر سليمان أن يتصل بمبارك ويخبره بالوضع على الأرض ويطلب منه أن يتنحى بطريقة غير مباشرة.
وبحسب ما جاء في الكتاب فإن تفاصيل المكالمة التي كان يتابعها طنطاوي وشفيق كانت كالتالي:
الرئيس: فيه إيه تاني؟!
عمر سليمان: "لأ الوضع صعب جدا!!".
الرئيس: "أنا قدمت كل ما عندي وفوضتك في كل المسئوليات، اتصرف إنت، البركة فيك".
عمر سليمان: "الناس رافضة التصويت يا ريس".
الرئيس: "ليه... عاوزين إيه؟ أنا تركت كل حاجة وجيت على شرم الشيخ، إيه المطلوب مني أكتر من كده؟".
عمر سليمان: "الناس موش مقتنعة، وبتقول إن دي تمثيلية!!".
الرئيس: "تمثيلية إزاي يا عمر؟ بالذمة ده كلام؟ أنا موش عاوز حاجة، أنا خلاص حرتاح من المسئولية والحكم ومشاكله.. اتصرف إنت!!".
عمر سليمان: "أتصرف إزاي يا ريس؟ المتظاهرين بيرفضوا أي قرار، وغير مقتنعين بأي كلام.. افتح التلفزيون يا ريس".
الرئيس: "فيه إيه في التليفزيون؟".
عمر سليمان: "الجماهير تزحف إلى القصر الجمهوري وتحاصره".
الرئيس: "طب والباقيين رأيهم إيه؟!".
عمر سليمان: "هذا ليس رأيي وحدي، هذا رأي جماعي، أنا موجود وإلى جواري الفريق أحمد شفيق والمشير طنطاوي، كلنا متفقين على هذا القرار".
الرئيس: "طيب، إذا كان مفيش كده، ابعت لي التليفزيون، واكتب الصيغة علشان أقولها في خطاب قصير للناس".
عمر سليمان: "مفيش وقت يا ريس.. إزاي أبعت التليفزيون لشرم الشيخ ونظل منتظرين. الأوضاع في البلاد تتفاقم، وأنا خايف أحسن البلد تدخل في بحور من الدم، أرجوك يا ريس عاوزين نخلص".
الرئيس: "إنت عارف يا عمر أنا ولا عاوز موت ولا عاوز دم، أنا سبت كل حاجة وجيت شرم الشيخ موش عاوز حاجة، بس قولي إنت وضعك هيكون إيه بعد التنحي؟!".
عمر سليمان: "أنا لا يهمني حيكون وضعي إيه، المهم ننقذ البلد وبأقصى سرعة".
الرئيس: "طيب شوفوا الصيغة المطلوبة وقول لي، وخلي بالك لازم تدرسوها من الناحية الدستورية كويس، حتى لا تقعوا في حيص بيص".
انتهت المكالمة أخيرا ووخرج نائب الرئيس منها بحل بعد أن أوضح الصورة لمبارك الذي بدا أنه لا يدرك حجم المشكلة الحقيقية.
يضيف مصطفى بكري، أن اللواء عمر سليمان قال للمشير وللفريق: "الرئيس لم يعترض علي شيء، الراجل خايف على البلد وكان متجاوب رغم قسوتي عليه..!!"، في إشارة إلى أسلوب النائب مع الرئيس خلال المكالمة، والذي بدا محتدا لإنهاء الأزمة.