الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

توقيع اتفاق سد النهضة في غياب إثيوبيا.. وخبراء: 6 ملاحظات مهمة

الرئيس نيوز

في غياب إثيوبيا، اختتمت اجتماعات وزراء الخارجية والري في مصر والسودان في العاصمة الأمريكية واشنطن، بحضور أمريكا والبنك الدولي، لتوقيع الاتفاق الخاص بقواعد الملء والتشغيل لخزان سد النهضة بالأحرف الأولى.

الخارجية، أكدت أن الاتفاق يحافظ على مصالح مصر المائية ويضمن عدم الإضرار الجسيم بها، ولذلك وقعت مصر بالأحرف الأولى على الاتفاق المطروح تأكيداً لجديتها في تحقيق أهدافه ومقاصده.

على ذلك علق الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية، قائلا إن البيان فى مجمله يشير إلى أن اتفاق واشنطن لسد النهضة هو اتفاق إطارى يشبه إلى حد كبير اتفاق إعلان مبادئ سد النهضة، الذي وقعته مصر والسودان وإثيوبيا فى مارس 2015، ويؤكد ضرورة الاتفاق قبل الملء والتشغيل الذى يعتمد على وضع قواعد لهما.

وأوضح شراقي، في تصرح خاص، أنه إلى الآن لم تظهر تفاصيل تلك القواعد التي هي جوهر الخلاف حتى الآن،  والذى منع إثيوبيا من حضور الاجتماع الأخير لتوقيع الاتفاق، ويعتبر البيان مقبولاً فى الوقت الحالى حيث يؤكد المبادئ المتفق عليها من قبل خاصة عدم الضرر ذى شأن والاتفاق قبل الملء والتشغيل.

وعدّد شراقي ملاحظات على بيان الخارجية والبيان الأمريكى بعده، قائلا: "أشار أولا إلى أنه لا ينبغي إجراء الاختبار النهائي والملء دون اتفاق، وثانيا لم يذكر الاتفاق مبدأ التعاون، وثالثا جاء في إعلان مبادئ سد النهضة بالبند الخامس الذى ينص على "مبدأ التعاون في الملء الأول وإدارة السد والاتفاق على قواعد الملء الأول والتشغيل السنوي".

وقال: "رابعا ذكر مبادئ الاستخدام المنصف والمناسب مع عدم التسبب في ضرر ذى شأن والتعاون، وهذا يشير إلى أن من حق إثيوبيا استخدام مياه النيل مع عدم الضرر ذى شأن والتعاون"، مشيرًا إلى أن الملاحظة الخامسة أنه ذكر التعاون هنا دون تحديد يشير إلى البند الأول من إعلان مبادئ سد النهضة والذى ينص على "التعاون على أساس التفاهم المشترك، المنفعة المشتركة، حسن النوايا، المكاسب للجميع، ومبادئ القانون الدولي" وليس التعاون فى الملء والتشغيل، وتعبير الاستخدام المنصف قد يفتح الباب للنقاش فى حصص، وهذا النص موجود من قبل فى اعلان المبادئ 2015 البند الرابع.

وأكد أن الاتفاق اعتمد إلى حد كبير على بنود اتفاق إعلان مبادئ سد النهضة 2015 إضافة إلى المفاوضات الأخيرة، وموافقة مصر على الاتفاق، والتوقيع بالأحرف الأولى يثبت التزامها بالاتفاق وتأكيداً لجديتها.

وتابع: "الملاحظة السادسة هى تفهم أمريكا لعدم حضور إثيوبيا الاجتماع الأخير ودعوتها للانتهاء من التشاور في أسرع وقت، دون تحديد موعد، وعدم الاتفاق يعنى عدم التخزين أو التشغيل، وتنفيذ إجراءات أمان السد وفقًا للمعايير الدولية قبل بدء التخزين، وعدم الإعلان عن فشل المفاوضات مع تأكيد الولايات المتحدة التزامها بالتواصل مع الدول الثلاث حتى توقيع اتفاق سد النهضة".

من جانبه، قال الدكتور علاء عبدالله الصادق، أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية في جامعة الخليج بمملكة البحرين، إنه كما كان متوقعا صعوبة الوصول إلى اتفاق نهائى، حيث وقعت مصر وامتنعت إثيوبيا، ما يؤكد استمرار التعنت والمماطلة، رغم أن مصر تفاوضت بكل أمانة وشرف ونية حسنة ولكن النوايا الحسنة وحدها لا تكفي دائما.

وأوضح أنه كان ينبغى أن يتم التفاوض على تصميم السد وعوامل الأمان فيه وسعته التخزينية وآثاره البيئية والاجتماعية، وتوقيع اتفاق ثلاثي بشأن آليات ملء وتشغيل السد، فبينما كنا مهتمين بأمانة ونزاهة المفاوضات والتفاصيل النظرية وآلية فض المنازعات، كانت أعمال بناء السد تجرى على قدم وساق، وتقوم إثيوبيا بفرض الأمر الواقع كعادتها دائما، وإطالة أمد المفاوضات إلى شهور أخرى.