السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

رغم مقتل 55 جنديًا.. الناتو يصدم تركيا

الرئيس نيوز

بينما لا تزال تركيا تعاني من تداعيات قتل الجيش السوري لـ33 من جنودها المتواجدين في محافظة إدلب أخر معاقل الجماعات الإرهابية المدعومة من أنقرة، قالت وزارة الدفاع التركية، مساء الجمعة إن أحد جنودها قُتل وأصيب اثنان آخران في قصف لقوات الحكومة السورية في المحافظة.

وبمقتل الجندي التركي، يرتفع عدد القتلى في صفوف الجيش التركي في المنطقة إلى 55 خلال شهر فبراير فقط. وبدا أن حلف شمال الأطلسي لا ينتوي التورط في أي مواجهات مع الدب الروسي، فبعد اجتماع تشاوري عقد أمس الجمعة بدعوة من أنقرة دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسى، ينس ستولتنبرج، روسيا وسوريا، الجمعة، إلى وقف الهجوم الذى يستهدف تطهير إدلب من الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية المدعومة من تركيا، مضيفا أن الحلف يعبر عن تضامنه مع تركيا، العضو بالحلف. من دون أن يعد الحلف باتخاذ أي خطوات على الأرض تعكس هذا التضامن.

وقال ستولتنبرج للصحفيين بعد اجتماع طارئ لسفراء الحلف فى بروكسل عقد بطلب من تركيا "يندد الحلفاء بالضربات الجوية العشوائية التى ينفذها النظام السورى وروسيا فى إدلب". 

وأضاف: "أناشدهما لوقف الهجوم واحترام القانون الدولى ودعم جهود الأمم المتحدة من أجل التوصل لحل سلمى"، ودعا للعودة إلى وقف إطلاق النار المبرم فى 2018 وتوفير مساعدات إنسانية لإدلب.

وأعلن الناطق باسم الكرملين دميترى بيسكوف أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بحث مع أعضاء مجلس الأمن الروسى الوضع فى إدلب، وأعربوا عن قلقهم بشأن التصعيد الأخير هناك. 

وأضاف بيسكوف عقب اجتماع الرئيس الروسى مع أعضاء المجلس أن "الجانب التركى لم يبلغنا بوجود العسكريين الأتراك فى أماكن تجمع الإرهابيين فى إدلب"، لافتا إلى أن العسكريين الأتراك قتلوا فى مناطق العمليات الهجومية التى قامت بها العصابات الإرهابية.

المادة الخامسة
فى المقابل، قال وزير خارجية لوكسمبورج، جان أسيلبورن، إن تركيا لا تملك الحق فى طلب تفعيل المادة الخامسة فى معاهدة شمال الأطلسى (الناتو) ودعمها فى عمليتها العسكرية فى إدلب السورية. 

وأعرب أسيلبورن فى مؤتمر صحفى، عقده فى موسكو مع نظيره الروسى سيرجى لافروف، عن أمله فى ألا توافق دول الناتو على طلب تفعيل المادة الخامسة الخاصة بالدفاع الجماعى، موضحا أن أنقرة لم تطلب موافقة الحلف على عمليتها فى إدلب.

أقر بحق أنقرة فى الاستفادة من المادة الرابعة فى معاهدة شمال الأطلسى، والتى تسمح لأى دولة فى الحلف طلب عقد اجتماع له فى حال تعرض أمنها ووحدة أراضيها واستقلالها السياسى للخطر.
قال أسيلبورن: "تملك تركيا الآن الحق الكامل فى طلب المساعدة بناء على المادة الرابعة لكن ليس المادة الخامسة لأن ذلك كان سيعنى تدخل قوات الناتو فى سوريا ضد الحكومة السورية وأنتم تدركون ماهية العواقب التى سيجلبها ذلك. لا ننطلق من هذا المنطق، حسب اعتقادى، وآمل أننا لن نتخذ هذا القرار".

خيارات أمريكا
بدوره، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، مساء الجمعة إن الولايات المتحدة تدرس خيارات لمساعدة تركيا، وذكر في بيان أن ”الولايات المتحدة منخرطة مع الحلفاء الأتراك وتدرس خيارات لمساعدة تركيا في صد هذا العدوان مع سعينا لوقف وحشية نظام الأسد وروسيا وتخفيف المعاناة الإنسانية في إدلب“. 
فيما قال البيت الأبيض إن الرئيس دونالد ترامب أيد في اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، مساء الجمعة خفض تصعيد العنف في شمال غرب سوريا ودعا الحكومة السورية وروسيا وإيران إلى وقف هجماتها.
وقال جود دير المتحدث باسم البيت الأبيض ”جدد ترامب التأكيد على دعمه لجهود تركيا لخفض التصعيد في شمال غرب سوريا وتجنب كارثة إنسانية“. 
وتابع: "اتفق الزعيمان على أنه يجب على النظام السوري وروسيا وإيران وقف هجومهم قبل مقتل وتشريد المزيد من المدنيين الأبرياء".
فيما ذكرت "رويترز" تصريحات لمسؤول رفيع بالخارجية الأمريكية، قال إن واشنطن تدرس سبل مساعدة القوات التركية بشكل عاجل في مواجهة الجيش السوري بمحافظة إدلب، لكنها لم تقرر بعد إرسال قوات للمنطقة.
وقال المسؤول: "نبحث ما بوسعنا أن نفعله الآن لمساعدتهم بشكل عاجل"، مؤكدا أن الولايات المتحدة تعتزم دعم القوات التركية في إدلب "بالعتاد والمعلومات، دون تحركات عسكرية لوحدات أمريكية". وأكد أن تركيا لم تطلب من الناتو تفعيل المادة الخامسة من ميثاق الحلف، على خلفية تصاعد التوتر في إدلب.
وتتعلق المادة بالدفاع الجماعي لأعضاء الحلف وتنص على أن "الهجوم على عضو واحد أو العديد منهم في أوروبا أو أمريكا الشمالية سيعتبر هجوما على جميع الحلفاء".