السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أخبار

السياسة الكويتية : مبارك سيبقى فى ذاكرة الشعوب ولن يرحل إلى النسيان

الرئيس نيوز

قال رئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية أحمد الجارالله، أن الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك لن يرحل إلى النسيان، لأن من مثله يبقون فى ذاكرة الشعوب، تدل عليهم إنجازاتهم.


وأضاف الجارالله فى افتتاحية جريدة السياسة الكويتية، اليوم الخميس، تحت عنوان "وداعا حسنى مبارك": "نعم الكويت حزينة، تماما كما هى مصر، على غياب الرجل جسدا، وهو الذى بقى الى آخر أيامه يسطر معانى الانتماء الوطنى بتصميم كبير، حتى فى أحلك الظروف حين خرجت رياح سموم الإخوان بمصر، ووجهت إليه الدعوات من دول عدة للمغادرة والإقامة فى المنفى، إلا أنه أصر على البقاء والصمود قائلا: "هنا ولدت وهنا عشت وهنا أموت، ولن أغادر مصر".

وأشار إلى أن مبارك ترجم إيمانه بدولة المؤسسات، بدءا من القضاء وصولا إلى أصغر موظف، لأنه كان يدرك أن مصر ولادة، وما بناه طوال 30 عاما من الحكم، لم تقم أساساته على الكيدية، والمصالح الخاصة والانتهازية والنفعية، بل على التفانى فى الخدمة العامة.

وأكد أن القضاء شاء أن يرى مبارك ثمرات ما زرعه قبل رحيله، فى العودة إلى حكم المؤسسات، بعدما أسقط المصريون حكم "مكتب الأوغاد"، وتسلم القيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، نزولا عند رغبة الملايين التى منحته الثقة، أو فى استردادها نعمة الأمن، بعدما دحر جيشها العظيم الارهاب.

وتابع الجارالله، أن مبارك واجه الدعاوى التى رفعت ضده وابنيه بصلابة، دون أن يستفيد من أى امتياز، نظرا لإدراكه جيدا، أنه لا سياج لمصر، إلا بحكم المؤسسات والقضاء العادل النزيه، وأن لا قوة للعرب إلا بتضامنهم، أما مشروعات الانقسام والمغامرات، فهى مقتلهم، لذلك حين وقف فى وجه نظام صدام حسين، رافضا أى مساومة على الكويت، مهما كانت المبررات والإغراءات، يومها جعل مصر بعظمتها، خندقا أول فى الدفاع عن أعدل قضايا القرن العشرين، مشيرا إلى أن القدر شاء أن يطوى صفحة العمر فى ذكرى العيد الوطنى للكويت، التى مرت حزينة على شعبها بسبب رحيله.

وأردف "الحزن الكويتى كبير جدا على من وقف إلى جانب هذا الشعب، مدافعا عنه تماما كما دافع عن الأمنين القوميين المصرى والعربى، فالرجل لم يوظف القضية الفلسطينية فى متاهة المصالح الخاصة، ولم يرفع الشعارات، بل سعى إلى أن تكون فلسطين لأهلها إذا أحسنت قيادتهم إدارة أمورها بالطريقة الصحيحة، للأسف قلة الذين أدركوا تلاعب جماعة "الإخوان" بهذه القضية، كى تحقق المخطط الصهيونى المدعوم من إدارة اوباما، وجميعنا نذكر الرسالة التى أرسلها محمد مرسى إلى قادة إسرائيل، والتنازلات الكثيرة التى قدمها لهم، سعيا من أجل ضمان البقاء فى الحكم بغطاء أوبامى، غير أن الطوفان الشعبى المصرى جرفه، ومعه "الإخوان" أيضا.

واختتم رئيس تحرير جريدة السياسة الافتتاحية قائلا: "طوال السنوات العشر الماضية، تعرض الرئيس الراحل لشتى صنوف الإذلال من جماعة "إخوان الشياطين"، الذين مارسوا كل أنواع القمع والتنكيل به وبعائلته، لكن كان الحق فى جانبه، فكلما كان القضاء يصدر حكم براءة فى قضية كيدية، ابتدعوا له أخرى، كى يبقى سجين عدوانيتهم، وها هو يرحل بعد أيام قليلة من براءة ابنيه علاء وجمال من دعوى قضائية، ليذهب إلى بارئه بكتاب أبيض ليس فيه أى دنس، رحم الله الرئيس حسنى مبارك الذى لن ينساه الشعب المصرى العظيم، ولا الشعوب العربية، ولا الشعب الكويتى، وتعازينا إلى أسرته الكريمة، ومصر قيادة وشعبا".