الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

هاني رمزي: الفن قبل «25 يناير» كان يتمتع بحرية مطلقة (2-4)

الرئيس نيوز

- لم أتعرض لمضايقات بسبب الإسقاطات في أفلامي
- بعض الفنانين يرفضون الأعمال السياسية خوفا من القلق
- مبحبش أتكلم في السياسة
- الأفلام الاجتماعية أصلها سياسي

لم يكن الفيلم السياسي يقدم بشكل جاد وأفكار مباشرة، بل كان صناعه يلجئون لوضع السياق العام للفيلم في شكل ساخر، مع طرح موضوعات شائكة تحمل إسقاطات، حتى يتجنبوا الصدام مع جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، أو إثارة أزمة مع مؤسسات الدولة.

يعد النجم الكوميدي هاني رمزي أحد أبرز من قدموا الفيلم السياسي من خلال مجموعة من الأعمال السينمائية رغم أنها تحمل الطابع الكوميدي إلا أنها تضم بعض الإسقاطات السياسية وتناقش موضوعات شائكة في إطار ساخر، وأبرز أفلامه "ظاظا"، و"عايز حقي".

وقال رمزي في تصريحات لـ"الرئيس نيوز"، إنه لا يحب السياسة في حياته الخاصة ولم يمارسها، مضيفًا: "مبحبش أفتي ولا اتكلم في السياسة أصلا، ويعبر فنيا عن رأيه كمواطن في أعماله التي يقدمها".

وأضاف رمزي أن كل فيلم يحل قضايا مجتمعية تخص المواطنين ومشكلاتهم الحياتية هو فيلم سياسي، موضحا أن أعماله التي ألقت الضوء على قضايا فساد قبل ثورة 25 يناير تعتبر أفلام سياسية رغم تناولها بشكل كوميدي.
وأكد هاني رمزي أن الفن حينها كان يتمتع بحرية مطلقة، مشيرا إلى أننا في حاجة إلى حرية أكبر، لافتًا إلى أنه لا يعتبر السياسة طريقة حكم وأشخاص لكن كل ما يهم أمور المواطن من مأكل وملبس ومشرب وأمان ومستقبل ومعيشة هو أمور سياسية.

أفلامي صرخات مواطن بسيط يبحث عن حقوقه

وقال النجم الكوميدي، إن أفلامه التي تحمل لمحات سياسية هي صرخات مواطن بسيط يبحث عن حقوقه المشروعة، ونداءات للدولة والنظام الحاكم لحل هذه المشكلات، مضيفا أنه لا يعتبر هذه الأفلام سياسية بالمعني الحرفي، لكنها أفلام إنسانية.
وأكد هاني رمزي أن مثل هذه الأفلام تعاني كثيرا قبل الخروج إلى النور بسبب الرقابة، موضحا أن أفلام مثل "عايز حقي" و"ظاظا" كانت الرقابة ترفضهم في البداية دون تدخل أي جهة من الدولة، لكن الرقابة نفسها تعد أحد مؤسسات الدولة وكان صناع الأعمال يعانوا كثيرا لخروج أفلامهم إلى النور ويمرون بصعوبات كثيرة جدا منها تعطيل العمل لما يزيد عن سنة كاملة للحصول على الموافقة بالتصوير.

الرقابة عندها "هسهس" من أي عمل يطرح قضايا اجتماعية

وأوضح أن الرقابة كان لديها "هسهس وقلق" من أي عمل يطرح قضايا اجتماعية شائكة حتى في إطار كوميدي.
ونفى رمزي تعرضه لأي ضغوط أو مضايقات بعد تقديم هذه الأعمال، مؤكدا أنه لم يكن لديه احتكاك مباشر بأشخاص في الدولة من الأساس، مشيرا إلى أن المنتج والكاتب يتعرضون لبعض المضايقات بشكل غير مباشر.

مسئول قالي "سيبك من الأفلام دي"

وأشار إلى أنه التقي شخصية سياسية بارزة تعمل في إحدى مؤسسات الدولة في إحدى المناسبات وقال له في إطار ودي "سيبك من الأفلام دي".
وأكد هاني رمزي أن أبرز أسباب غياب الفيلم السياسي يرجع لما يعانيه صناعه مع الرقابة، إضافة إلى أن عدد كبير من الفنانين يرفضون تقديمها، واستشهد على ذلك بأن هناك بعض الفنانين كانوا يتعاونون معه وعندما كان يعرض عليهم أعمال تحمل اسقاطات سياسية يفاجأ باعتذارهم عن المشاركة خوفا وقلقا من حدوث أي أزمة على طريقة "اشتري دماغك وابعد عن الشر وغنيله".

وأوضح رمزي أنه كان يعذر هؤلاء الفنانين، قائلا: "يمكن أنا جريء شوية وده بيديني مساحة أشتغل الفيلم اللي يلمسني وأحسه مهم".


شركات إنتاج رفضت "ظاظا" خوفًا من "الرقابة"

وكشف عن أن فيلم "ظاظا" كان قد تعاقد مع أكثر من جهة منتجة وتراجعت عن إنتاج العمل قبل بدء تصويره، لكن في النهاية تحمست له إحدى الشركات وقدمته بعد اعتذار شركتين، وظللت أبحث وأسعى جاهدا حتى خرج الفيلم إلى النور.

تفاصيل الفيلم الممنوع قبل ثورة 25 يناير

وكشف رمزي أنه كان يجهز لفيلم يحمل اسم "المصنع" ويحمل إسقاطات سياسية، كتبه طارق عبد الجليل، سعى كثيرا خلال سنوات لتنفيذه ولكن لم يتمكن من تنفيذه لعدة أسباب منها الرقابية، وأخرى تتعلق بالإنتاج وعدم وجود جهة منتجة تتحمس للفكرة، خشية الدخول في صدامات متوقعة، وهو ما تسبب في تعطيل الفيلم حتى أصبح فكرة لا تتناسب مع المرحلة الحالية.
وأشار إلى أن الفيلم كان يروي تفاصيل كثيرة عن أمور عايشناها مؤخرا لكن في وقت سابق لحدوثها، مفسرا أن الفيلم كان يكشف عما سيحدث قبل حدوثه، وقال أن هذا الفيلم كان سيتم تنفيذه قبل الثورة.

أزمة أغنية "جواز بقرار جمهوري"

وأوضح أن اختلاف المراحل الزمنية قد يتيح فرصة تنفيذ أعمال سينمائية قد لا تصلح في مرحلة زمنية أخرى، مشيرا إلى أن صناع السينما يصلون مع الرقابة إلى صيغة ترضي جميع الأطراف لخروج الأفلام إلى النور، موضحا أن الرقابة لا تستهدف المنع لكنها تبحث مع صناع السينما عن أقرب صيغة توافقية لا تشوه الأعمال ولا تضر بصورة الدولة. 
وأكد رمزي أنه قدم أغنية يعتبرها سياسية بشكل مباشر في فيلم "جواز بقرار جمهوري" تحمل اسم "أحلامهم البسيطة"، تتحدث عن هموم ومطالب المواطن العادي لكنها أحدثت ضجة كبيرة بعد عرض الفيلم، كما قدم الكوميديا السياسية أيضا في التليفزيون من خلال مسلسل "ابن النظام" وبرنامج "الليلة مع هاني".