الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

تقرير: السعودية تضاعف دعمها للجيش الوطني الليبي

الرئيس نيوز

قال موقع المونيتور الأمريكي إن السعودية تكثف دعمها للجيش الوطني الليبي وتدفع دورها كوسيط قوي محتمل في تسوية سياسية في ليبيا إلى الأمام. وتشعر المملكة ودولة الإمارات العربية المتحدة بالقلق إزاء تدخل تركيا المتزايد والسافر في الشأن الليبي، بما في ذلك نشر مرتزقة سوريين لدعم حكومة الوفاق الوطني برئاسة السراج.

وأضاف المونيتور إن اهتمام السعودية بليبيا أصبح متزايدًا وأكثر وضوحًا في المجالين الدبلوماسي والعسكري. ففي مطلع العام الجاري سافر وزير الخارجية الجزائري صبري بوكادوم إلى الرياض لمناقشة عملية السلام في ليبيا، والتقى السفير الليبي لدى الأمم المتحدة طاهر السني بالممثل الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة، عبد الله المعلم.

وذكرت صحيفة لوموند الفرنسية أن المملكة العربية السعودية تقدم الدعم للجيش الوطني الليبي ولم ترد وزارة الخارجية السعودية بشكل مباشر على مزاعم لوموند، لكن تصريحاتها الرسمية أكدت أن اهتمام الرياض بليبيا يركز على تحقيق حل سياسي. أكد المسؤولون السعوديون بانتظام أن الرياض "تقف على مسافة متساوية من جميع الأطراف الليبية" وهو ما يتماشى مع تمسكها الأوسع بمبدأ "ضبط النفس والهدوء والحوار" في النزاعات الإقليمية.

 كما أشار وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير إلى أن الرياض على اتصال مع حفتر ورئيس وزراء الوفاق الوطني فايز السراج حول أهمية التسوية السلمية في ليبيا.

ووصف الموقع الأمريكي إجراءات الرياض المتنامية في ليبيا بأنها تتبع نوعًا من "الدعم الحذر" ودفع التسوية السلمية الدبلوماسية. ويمكن تفسير سلوك المملكة العربية السعودية الذي يزداد حزماً في ليبيا برغبتها في مواجهة التدخل العسكري التركي دعماً لحكومة الوفاق الوطني وإنشاء موطئ قدم طويل الأجل لأنقرة في ليبيا. وتنظر السعودية إلى مساعدة أنقرة العسكرية لحكومة الوفاق الوطني، والتي تزامنت مع عمليات التنقيب المشتركة عن الغاز من قبل سفن تركية في شرق البحر المتوسط ، كتهديد للاستقرار الإقليمي.

ومن أجل إظهار تضامنها مع مصر، أحد أكبر حلفاء السعودية في العالم العربي، وتسليط الضوء على معارضتها للسلوك التركي، عمقت الرياض تحالفها مع الجيش الوطني الليبي.

وقال سلمان الأنصاري، مؤسس لجنة العلاقات العامة السعودية الأمريكية،  للمونيتور إن السعودية "بالتأكيد قلقة للغاية بشأن التدخل التركي في شؤون الدول العربية" في حين يسيطر الجيش الوطني الليبي على "أكثر من 90 ٪ من الأراضي الليبية ويدعمه أعضاء البرلمان المنتخب ديمقراطيًا". 

وقال حمدان الشهري، المحلل الجيوسياسي الذي أجرى معه موقع المونيتور مقابلة في الرياض إن المملكة العربية السعودية تعتبر قرار حفتر بطلب المساعدة من الدول العربية مثل السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة مقابلاً إيجابيًا لمنح سراج دعم غير محدود من تركيا، وهي دولة غير عربية. وقال الشهري إن السعودية تريد الوقوف إلى جانب دولة عربية شقيقة وأن موقف الرياض من ليبيا يشبه معارضتها السابقة لتدخل إيران في كل من اليمن وسوريا.

وتهدف السعودية كذلك إلى نزع الشرعية عن التدخل العسكري التركي في ليبيا. في 4 يناير، قالت وزارة الخارجية السعودية إن سلوك تركيا في ليبيا "ينتهك المبادئ الدولية للسيادة"، وفي 9 يناير، أعلنت رابطة العالم الإسلامي أن أنقرة تستخدم دعمها لحكومة الوفاق الوطني كذريعة لاحتلال الأراضي الليبية. في إشارة ضمنية إلى تركيا، قال المعلم أمام مجلس الأمن الدولي في 23 يناير إن "التدخل الأجنبي في القضية الليبية أدى إلى تحرك المقاتلين المتطرفين إلى ليبيا"، وحث الأمم المتحدة على دعم الحفاظ على وحدة التراب الليبي.

عززت التغطية الإعلامية السعودية للتدخل العسكري التركي في ليبيا هذه الروايات وأكدت الآثار السلبية لسلوك أنقرة. ربط تقرير نشر بتاريخ 4 فبراير في صحيفة الشرق الأوسط السعودية بين انخفاض العائدات في الموانئ التجارية في غرب ليبيا وبين استمرار تهريب تركيا للأسلحة والمرتزقة. وأبرزت وسائل الإعلام السعودية أوجه تشابه بين سلوك تركيا في ليبيا وإيران في اليمن.