الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"منوفي زيي".. هكذا اختار السادات حسني مبارك نائبًا له

مبارك- السادات
مبارك- السادات

- رفض اقتراح إسناد وزارة خدمية ليتعلم فيها إدارة الدولة.. وقال: "له في الطيران مجموعات مسيطرة"

92 سنة عاشها الرئيس الأسبق حسني مبارك إلى أن أسلم الروح صباح اليوم الثلاثاء، توزتعت بين الحياة العسكرية، ثم بزوغ اسمه على سطح الحياة العامة بعد حرب أكتوبر.
بدأ بزوغ اسم مبارك كضابط جيش أثناء حرب الاستنزاف، وتحديدا في يونيو 1969، عندما رشحه الفريق محمد فوزي، للرئيس جمال عبد الناصر، لرئاسة أركان سلاح الطيران المصري، في إطار الاستعداد لمعركة استعادة أرض سيناء، وكان على رتبة عميد طيار.
وفي أبريل 1972، اختاره الرئيس أنور السادات قائدا للسلاح وكان وصل إلى رتبة اللواء، بالإضافة إلى تعيينه نائبا لوزير الحربية، ليمهد له ذلك الاختيار أن يكون أحد أسماء معركة العبور في 6 أكتوبر 1973.
وبعد سنتين من انتصار أكتوبر، وجد "مبارك" نفسه في قلب الحياة العامة، من بوابة رئاسة الجمهورية، عندما اختاره الرئيس السادات نائبا له في عام 1975، في اختيار بدا أنه كان مفاجئا للكثيرين.
وروى الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، في كتابه "مبارك وزمانه من المنصة إلى الميدان"، كواليس اختيار "مبارك" نائبا للرئيس السادات.
يقول هيكل إن السادات استدعاه وفاتحه في رغبته تعيين نائب جديد للرئيس خلفا لحسين الشافعي، الذي كان من تنظيم الضباط الأحرار، قائلا: "بصراحة جيل يوليو لم يعد يصلح، والدور الآن على جيل أكتوبر، ولا بد أن يكون منه ومن قيادته اختياري لنائب الرئيس الجديد".
وصارح السادات، محمد حسنين هيكل، باسم الفريق طيار محمد حسني مبارك، فبدا على الصحفي المفاجئة قائلا إن هذا لم يخطر بباله قط، مضيفا أنه تصور أن السادات سيختار المشير محمد عبد الغني الجمسي، وزير الحربية آنذاك، والذي كان رئيسا لهيئة العمليات في المعركة، أو الفريق محمد على  فهمي قائد الدفاع الجوي.
وكان رد السادات: "لا، لا أحد من هؤلاء يصلح. مبارك أحسن منهم، خصوصا في هذه الظروف"، ثم أخذ يشرح: "إن هناك قيادات في الجيش لم تعد تفهم بعد سياسته في عملية السلام ومقتضياتها. إن هناك عناصر في الجيش لا تزال مشايعة لمراكز القوى أو متعاطفة مع سعد الشاذلي".
ويكشف هيكل أن السادات أضاف ضاحكا: "مبارك منوفي مثلي، وله في الطيران مجموعات بين الضباط مسيطرة على السلاح".
بعد ذلك، أفصح هيكل عن تخوفه من عدم خبرة مبارك بالسياسة والحياة العامة، مقترحا: "لماذا لا تتيح له فرصة التجربة في وزيرا لإحدى وزارات الإنتاج أو الخدمات، حتى يتفهم الرجل أحوال الإدارة المدنية، وحتى يحتك ولو من باب الإنصاف له – بمطالب الناس وحاجاتهم".
عندها كان رأي السادات بالرفض قائلا: "لا، لو فعلت ما تقترحه، فسوف أحرقه.. الإنجاز السريع في الوزارات التنفيذية مسألة في منتهى الصعوبة"، ليصدر قرار تعيينه في 16 أبريل 1975، وحتى 14 أكتوبر 1981، عندما تولى حكم مصر بعد اغتيال السادات.

وتوفى الرئيس محمد حسني مبارك، الثلاثاء، بعد وعكة صحية ألّمت به مؤخرًا عن عمر يناهز 91 عامًا.

ونشر علاء مبارك صورة لوالده على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" وعلق عليها قائلا: "إنا لله و إنا اليه راجعون، انتقل إلى رحمه الله صباح اليوم والدي الرئيس مبارك. اللهم أعفو عنه واغفر له وارحمه".

ونعت رئاسة الجمهورية ببالغ الحزن رئيس الجمهورية الأسبق محمد حسني مبارك، لما قدمه لوطنه كأحد قادة وأبطال حرب أكتوبر المجيدة، حيث تولى قيادة القوات الجوية، أثناء الحرب التي أعادت الكرامة والعزة للأمة العربية.

ونعت القيادة العامة للقوات المسلحة، الرئيس الأسبق مبارك وقالت في بيان":"تنعى القيادة العامة للقوات المسلحة ابن من أبنائها وقائداً من قادة حرب أكتوبر المجيدة الرئيس الأسبق لجمهورية مصر العربية محمد حسنى مبارك والذى وافته المنية صباح اليوم وتتقدم لأسرته ولضباط القوات المسلحة ولجنودها بخالص العزاء وندعوا المولى سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته. وإنا لله وإنا إليه راجعون".

وكانت الحالة الصحية لـ حسني مبارك تدهورت منذ فترة قريبة، وهو ما أعلنه نجله علاء مبارك عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، بعد الحكم بالبراءة له ولأخيه جمال في قضية «التلاعب بالبورصة».

مبارك من مواليد 4 مايو 1928 في كفر المصيلحة بمحافظة المنوفية، وهو الرئيس الرابع لمصر، وحكم البلاد من 14 أكتوبر 1981 خلفًا لمحمد أنور السادات حتى 11 فبراير 2011 بتنحيه بعد ثورة يناير.