السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

فاروق جرى بـ"البيجامة والشبشب".. كواليس الوفاة الغامضة لأحمد حسنين باشا

الرئيس نيوز

- الملك فتح مكتبه بعد وفاته بحثًا عن عقد زواجه بنازلي.. والملكة أقامت له عزاءً لمدة أسبوع

هو أحد ألمع نجوم السياسة في عهد الملكية.. لعب دورا كبيرا في تاريخ مصر لكن من خلف ستار، وعُرف بصلاته النافذة وتأثيره على الملك، أكبر رأس في الدولة، بل وارتبط بحكايات مثيرة للجدل مع والدة الملك.

نتحدث عن أحمد حسنين باشا، رئيس الديوان الملكي في عهد الملك فاروق، والذي مرت منذ أيام، في 19 فبراير، ذكرى وفاته الغامضة عام 1946.

وُلد أحمد حسنين في 31 أكتوبر 1889 لأب أزهري، لكنه سلك طريق التعليم المدني حتى تخرج في جامعة أكسفورد البريطانية العريقة، وعمل مفتشا بوزارة الداخلية، ثم سكرتيرا لسفارة مصر في واشنطن، تزوج من ابنة الأميرة شويكار، طليقة الملك فؤاد.

في فترة من حياته، كان "حسنين" بطلا لمصر في لعبة السلاح "الشيش"، كما أن له جولات استطلاعية في الصحراء الغربية، إذ قضى هناك أسابيع عدة.

لم يكن "حسنين" باشا بالنسبة للملك فاروق رئيسا للديوان فقط، إذ أنه كان رائده ومربيه في طفولته، وسافر معه في رحلة تعليمه إلى إنجلترا والتي قطعها الملك الشاب ليعود إلى عرش مصر بعد فواد والده فؤاد الأول.

عُرف عن "حسنين" دهاءه السياسي وقدرته على إدارة الأمور حسب رغبته، وقيل عنه إنه "الرجل الذي يقيم وزارة ويسقط أخرى دون أن يبدي لك أنه يعرف شيئا"!.

وفي حادث مفاجئ لم يكن له أي مقدمات صحية، رحل "حسنين" باشا، إثر حادث مروري وصفه لنا الكاتب الصحفي اللامع آنذاك محمد التابعي في كتابه عن أحمد حسنين "من أسرار الساسة والسياسة"، دار الهلال، 1970.

يحكي محمد التابعي: "في يوم الثلاثاء 19 فبراير كان حسنين مدعوا لتناول الغداء عند أسرة صديقة في المطرية.. ولكن تراكم الأعمال أبقاه في مكتبه بقصر عابدين إلى الساعة الثالثة بعد الظهر، ورأى أنه تأخر كثيرا عن الموعد فاعتذر لأصحاب الدعوة بالتليفون".

استقل "حسنين" سيارته باتجاه منزله بالدقي، في أجواء مطيرة تشبه هذه الأيام، "وبينما كانت سيارته تجتاز كوبري قصر النيل في طريقها إلى الدقي أقبلت سيارة لوري بريطانية من الجهة المضادة.. وانزلقت عجلات السيارة البريطانية بفعل المطر.. ولفت اللوري نصف لفة على الكوبري وصدمت سيارة حسنين من الخلف صدمة شديدة".

يكمل "التابعي": "سمع سائق السيارة صوت حسنين باشا خلفه وهو يقول: "يا ساتر.. يا ساتر يا رب". والتفت السائق حلفه فرأى الدم يسيل من فم حسنين باشا".

أوقف السائق السيارة ونزل على الفور يطلب المساعدة، وتصادف مرور سيارة وزير الزراعة أحمد عبد الغفار باشا، الذي كان صديق "حسنين" وزميله في جامعة إكسفورد، والذي أسرع لنقل صديقه إلى مستشفى الأنجلو أمريكان القريب من مكان الحادث، لكن "حسنين" كان لفظ أنفاسه الأخيرة فنُقل إلى منزله.

في قصر عابدين، جاء الخبر إلى الملك فاروق، الذي كان في تلك اللحظة مرتديا بيجامة عليها "روب دي شامبر" وفي قدميه شبشب، فهرع الملك إلى منزل رائده ومربيه بالدقي.

في المنزل "وقف فاروق لحظة أمام جثمان حسنين، ثم قال: "مسكين يا حسنين" وسأل بعدها عن مفاتيح مكتب حسنين.. وتناولها ودخل غرفة المكتب وأغلق وراءه الباب".

يشير "التابعي" إلى أن فاروق كان يبحث عن أي مذكرات أو أوراق مهمة يكون حسنين قد كتبها أو عن عقد زواجه بأمه الملكة نازلي، والتي عُرف عنها علاقتها الغرامية برئيس الديوان.

ويكشف المؤلف أن "نازلي" كانت حزينة على "حسين" لفترة طويلة، وأقامت له عزاء في منزلها استمر أسبوعا كاملا، وأخذت تبكي تحت صورته التي علقتها على الحائط، الأمر الذي زاد من غضب ابنها الملك.