الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

الرحلة الغامضة.. ماذا يريد تميم من زيارة الأردن وتونس والجزائر؟

الرئيس نيوز

بدأ أمير قطر تميم بن حمد، اليوم، زيارات رسمية تشمل الأردن وتونس والجزائر.

وخلال الزيارات التي ستستغرق ثلاثة أيام سيبحث أمير قطر مع العاهل الأردني عبد الله الثاني، والرئيس التونسي قيس سعيد، والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، سبل دعم وتعزيز العلاقات الثنائية مع بلاده في مختلف المجالات، بحسب إعلان الإمارة، إلا أن خبراء رأوا أن الزيارة غامضة، ويسعى تميم من خلالها إلى محاولة إنهاء المقاطعة الرباعية المفروضة عليه من مصر والسعودية والامارات والبحرين.

قالت أستاذة العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في القاهرة، نهى بكر، إن الأمير تميم بن حمد يستهدف من الجولات التي يقوم بها اليوم في الأردن، وغدًا وبعد غد في تونس، هو محاولة ضم تونس إلى التكتل الذي تحاول إنشاءه مع تركيا في المنطقة لمواجهة التكتل المصري الإماراتي السعودي، خاصة فيما يتعلق بالملف الليبي؛ إذ تلعب الدوحة دورًا بارزًا في دعم حكومة السراج، كما تؤيد التدخل التركي في الملف الليبي.

وفيما يتعلق بزيارة تميم إلى الأردن، حيث تعد الأولى منذ أن قرر الرباعي العربي مقاطعة قطر؛ إذ أيدت عمان (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) في مواقفها تجاه الدوحة، قالت أستاذة العلوم السياسية: "الأردن أمامها تحديدات سياسية واقتصادية كبيرة، على المستويين الداخلي والخارجي، وهي تريد الاستمرار في سياسة الانفتاح على جميع الدول، كما أنها لم تقاطع قطر وإن تحفظت على سياساتها العدوانية"، تابعت بكر: "ربما تستفيد الدوحة بعلاقات الأردن بالرباعي العربي، في توصيل بعض الرسائل للتهدئة أو فتح باب جديد للتهدئة".

وفيما يتعلق بزيارة تونس، قالت بكر: "الرئيس قيس سعيد حدد منذ زيارة الرئيس التركي لبلاده موقف تونس من الأزمة الليبية ومن أزمات المنطقة، ولا أظن أن ذلك الموقف قد طرأ عليه أي تغيير"، وأستطردت أستاذة العلوم السياسية قائلة: "هذا لا يعني أن الأمير تميم لن يستغل الزيارة في محاولة استقطاب تونس مرة أخرى، أو إعادة مراودته مرة أخرى، بحزمة مساعدات، ولكن رهاننا على حكمة الرئيس قيس".

ورفضت بكر اعتبار الزيارة موجهة إلى مصر بأي شكل من الأشكال، وقالت: "مصر وتونس تربطهما علاقات وطيدة وملفات متداخلة على المستوى القاري والإقليمي والدولي، ولا أظن أن الرئيس قيس سعيد لديه النية في الدخول في أي تحالفات أو تكتلات إقليمية لا ناقة لبلاده فيها ولا جمل، وأظن أن البيان الرئاسي الذي صدر في أعقاب زيارة الرئيس أردوغان لتونس، وشدد على أن تونس تقف على مسافة واحدة من الجميع وترفض التكتلات في قضايا المنطقة سيكون القاعدة الحاكمة لإدارة الرئيس قيس سعيد في جميع قضايا المنطقة". 

وبينما وصل الأمير تميم إلى الأردن اليوم الاحد، من المقرر أن يتوجه، الإثنين، إلى تونس، في زيارة رسمية يبحث خلالها سبل تعزيز العلاقات الثنائية. ويترأس الأمير القطري وفدا رفيع المستوى يضم وزيري الخارجية محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ووزير المالية علي شريف العمادي، وفق بيان للرئاسة التونسية السبت. وتأتي الزيارة بناءً على دعوة من الرئيس التونسي قيس سعيّد، وتستمر يومي الإثنين والثلاثاء.
والزيارة هي الأولى لأمير قطر إلى تونس في ظل انتخاب قيس سعيّد رئيساً للبلاد في أكتوبر 2019. وقال بيان قطري: "الزيارة تجسيداً للرغبة المشتركة في دفع العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون بين البلدين".

ويتضمن برنامج الزيارة لقاءً بين الرئيس التونسي والأمير القطري، تليه جلسة عمل موسعة بين وفدي البلدين يتم خلالها بحث علاقات التعاون وسبل دعمها وتثمينها في المجالات ذات الأولوية.
من جانبه الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور أحمد قنديل إن زيارة أمير قطر إلى الأردن والجزائر وتونس، محاولة لإنهاء المقاطعة الرباعية المفروضة عليه من مصر والسعودية والامارات والبحرين.
وتابع في تصريح لـ"الرئيس نيوز": "تميم يريد استكشاف كيفية التعامل مع الدول الثلاث "الأردن والجزائر وتونس"، خاصة في ظل وجود نظامين جديدن في الجزائر وتونس، كما يريد من زيارته محاولة اجتذابهم إلى صفه أو محاولة اختراق المقاطعة المفروضة على بلاده، بالتلويح بالمساعدات المالية لتحسين الأوضاع الاقتصادية في هذه الدول".
أضاف "قنديل" أن الجزائر تعتبر لاعباً كبيراً في سوق الغاز العالمي، وهو ما يدفع أمير قطر للتنسيق مع الجزائر لتحسين أسعار الغاز العالمية باعتبارها أكبر مصدر للغاز في اوروبا من قارة أفريقيا.
وأكمل: "بالنسبة للأردن، فسيكون ملف صفقة القرن أحد أبرز أهداف الزيارة، وقد يكون أمير قطر حاملاً رسائل أمريكية إلى الأردن من أجل تخفيف معارضتها للصفقة، خاصة وأن قطر تحمل لواء نشر الأفكار الأمريكية، بمحاولة لعب دور أكبر من حجمها في مسألة الترتيبات الاقليمية الجديدة".
وأوضح الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن قطر تحاول التخديم على الدور التركي المزعزع للاستقرارا في ليبيا، كما تقوم بتمويل نقل المتطرفين من سوريا إلى ليبيا إضافة إلى دعمهم بالسلاح، رغم مقررات مؤتمر برلين الذي أكد على ضرورة وقف اطلاق النار وتدفق السلاح إلى ليبيا.
وأتم الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أنه من المنتظر أن تفشل هذه الزيارة، خاصة وأن الثوابت العربية والاقليمية لن تتغير وستقف أمام أي دور قطري في المنطقة.