الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

بعد الفشل في أفغانستان.. ترامب يستعد لسحب جنوده باتفاق سلام مع طالبان

الرئيس نيوز

قال الباحث المُتخصص في الحركات الأصولية، مصطفى أمين، إن أمريكا تدرك أن حربها في أفغانستان فشلت، ولم تستطع تحقيق المراد من الحملة التي تعد أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة في العقدين الماضيين، ولا تزال تتكبد فيها خسائر بشرية ومالية باهظة؛ وهي تريد حاليًا الوصول إلى اتفاق للخروج من هناك، بشرط أن يحفظ ماء وجهها.
 مضيفًا في تصريحات لـ"الرئيس نيوز": "الرئيس ترامب تعهد إيضًا إبان حملته الانتخابية بالانسحاب من أفغانساتان، ووصفها وقتذاك بـ"الحرب الا نهائية"، لذلك هو حريص أن ينسب إليه الفضل في إعادة الجنود الأمريكان من أفغانستان؛ كجزء من نصر سياسي ربما يخدمه في الانتخابات الأمريكية المقبلة.
استرسل أمين في شرح الجزئية المتعلقة بفشل واشنطن في أفغانستان بالقول: "أمركيا لم تعد تواجه فقط طالبان بل ظهر وحش آخر هو (داعش) زاد من التحديات الأمنية أمام القوات الأمريكية، في ظل ضعف ظاهر لحكومة كابل، التي لا تقوى على مواجهتمها (طالبان – داعش)؛ ما ترتب عليه فقدانها العديد من الأراضي التي كانت تسيطر عليها".
 أشار أمين إلى أن أمريكا أرادت استغلال العداء بين (طالبان وداعش) وسعت للاتفاق مع الأولى ضد الثانية، مع وعدها الأولى بإشراكها في العملية السياسية والسماح لها بالعودة إلى المشهد مجددًا الامر الذي يغضب حليف واشنطن (في إشارة منه إلى حكومة كابل).
اختتم أمين حديثه بالقول: "الإشارات الصادرة من الرئيس ترامب تؤكد قرب التوصل إلى اتفاق نهائي للسلام بين الطرفين، ربما يكون أبرز بنوده السماح لطالبان بالعودة إلى المشهد السياسي، والاعتراف بها كشريك في الحكم، لكن هذا لا يعني عودة الاستقرار إلى أفغانستان، فطالبان لا تزال تعتنق أفكارها المتطرفة وتريد إعادة استنتساخها مجددًا، وأنها على نقيض تام مع حكومة كابل، كما أن الحركة المتشددة ترفض الاحتكام لصناديق الاقتراع".

قرار مشروط
كانت شبكة "فوكس بيزنس" الإخبارية الأميركية، ذكرت خلال وقت سابق، أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أعلن قرارا مشروطا لإبرام اتفاق سلام مع حركة "طالبان"، وفق ما نقلته وكالة "رويترز".
ويأتي ذلك تأكيداً لما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، بأن ترامب اشترط على "طالبان" تنفيذ التزام من جانبها بـ"خفض العنف"، مقابل قيام الولايات المتحدة بتوقيع اتفاق يتم بموجبه البدء تدريجياً في سحب القوات الأميركية من أفغانستان.
وفي التفاصيل أوضحت "نيويورك تايمز" أن توقيع خطة السلام يظل رهينا بمدى قدرة "طالبان" على إثبات التزامها بالحد من العنف بفترة اختبار نوايا تمتد لسبعة أيام أواخر هذا الشهر. وأضافت الصحيفة أنه في حال قامت "طالبان" بإنهاء "اعتداءاتها" وتم توقيع الاتفاق، فإن الولايات المتحدة الأميركية ستشرع تدريجيا في سحب وحداتها العسكرية، وسيتم كذلك الشروع في محادثات مباشرة بين "طالبان" والقادة الأفغان حول مستقبل بلادهم.
وكانت مصادر وثيقة الصلة بالمفاوضات التي تجرى في الدوحة، برعاية قطرية، بين مبعوث السلام الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد، و"طالبان"، والتي يمثلها في المفاوضات رئيس المكتب السياسي ونائب زعيم الحركة، الملا عبد الغني برادر، قد كشفت عن قرب التوقيع على "اتفاق سلام" بين الطرفين.
وقالت المصادر، في تصريحات نقلتها "رويترز"، إن حركة "طالبان" ستلتزم بموجب الاتفاق بـ"خفض العنف" لمدة أسبوع تبدأ نهاية الشهر الجاري، كاختبار لحسن النوايا، وفي نهاية المدة سيجرى التوقيع على اتفاق السلام الذي ينصّ على بدء انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، وإجراء مفاوضات مباشرة بين "طالبان" ومختلف الأطراف الأفغانية، بما فيها الحكومة الأفغانية، لـ"تحقيق المصالحة الوطنية وبحث مستقبل البلاد".
وقدّمت "طالبان"، أواخر شهر يناير الماضي، عرضاً للجانب الأميركي لوقف إطلاق النار لفترة وجيزة، من 7 إلى 10 أيام، وتقليص عملياتها العسكرية ضد الولايات المتحدة في المدن الرئيسية، لتسهيل التوقيع على اتفاق السلام، وتوفير بيئة آمنة للقوات الأجنبية لمغادرة أفغانستان.
وكان الرئيس الأميركي قد طالب لدى لقائه الرئيس الأفغاني أشرف غني في دافوس بسويسرا، في يناير الماضي، بـ"خفض كبير" في أعمال العنف المنسوبة إلى "طالبان" بغية إجراء "محادثات جادة" حول مستقبل البلاد، وفق بيان للبيت الأبيض.