سياسي سوداني: المجلس السيادي لن يسلم البشير للجنائية الدولية

قال المحلل السياسي السوداني الدكتور ياسر محجوب الحسين، إن السياسيين السودانيين الحاليين أو السابقين أصبحوا على قناعة أن قضية وضع السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب "عصا مرفوعة" تقصد بها واشنطن جر الخرطوم إلى كثير من التنازلات.

وأضاف الحسين في تصريح لــ"الرئيس نيوز" أن الحكومة السابقة أوفت بكثير من الشروط الأمريكية، إلا أن هذه الشروط تعددت وتضخمت وأتت في أشكال عدة، مؤكداً إدراك السلطة الانتقالية الحالية لهذه الحقيقة.

وحول ما إن كان تسليم الرئيس المعزول، عمر البشير، إلى الجنائية الدولية هي أحد أوراق الضغط الأمريكية، قال "الحسين" إن إعلان هذه الخطوة من قبل الحكومة هي من أجل تحقيق مكاسب داخلية، موضحاً أن المكون المدني من السلطة الانتقالية يعتقد أن من ضمن متطلبات الثورة تسليم "البشير" إلى الجنائية الدولية.

وتابع: "إثارة هذه القضية في الوقت الحالي محاولة من الحكومة لتخفيف الضغوط عليها في ظل معاناتها الآن من ضغوط شعبية تتعلق بنقص الوقود والخبز وتردي الأوضاع المعيشية".

وأكد الحسين أن المكون العسكري لن يسلم "البشير" إلى الجنائية الدولية؛ باعتباره كان قائداً أعلى للجيش السوداني، مستدلاً بحديث أحد أعضاء المجلس العسكري الانتقالي في بداية التغيير بأنهم لن يقوموا بتسليم  إلى المحكمة الدولية، ولن يقوموا بخطأ قد يكون تاريخياً، لأنه سيكون اعترافاً بعجز مؤسسات الدولة على محاكمة "البشير".

ولفت المحلل السياسي السوداني إلى أن قضية تسليم "البشير" أمر غير متفق عليه، قائلاً: "تم تداول هذه القضية بين مفاوضي الحكومة والحركات المسلحة في جوبا، وكان هناك اتفاق مبدئي على هذه الخطوة، إلا أن هذه الأمر يحتاج إلى العودة إلى الخرطوم لاعتمادها".