الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

سياسي تونسي: هذه أبرز أسباب الخلاف بين "النهضة" و"سعيد"

الرئيس نيوز

قال المحلل السياسي التونسي، محمد الهادي غابري إن توتر العلاقة بين حركة النهضة والرئيس التونسي قيس سعيّد، أمر حاصل ولا يخفى على أحد.

وأضاف "غابري" في تصريح لـ"الرئيس نيوز": "لفهم الموقف بين النهضة وسعّيد، فإنه يجب الرجوع للوراء بعد أداء الرئيس اليمين الدستورية، إذ بدأت الحركة في استفزازه بعدة مواقف تتعلق بملف التطبيع".

وأوضح: "الواقعة الأولى عندما استقبلت ابنة رئيس مجلس النواب، تسنيم الغنوشي وفداً يضم شباباً من الصهاينة في الجمعية التي تترأسها، فيما كانت الواقعة الثانية، عندما نظم الكيان الصهيوني مؤتمراً شبابياً عالمياً في القدس المحتلة، قامت تسنيم الغنوشي بإرسال شبان تونسيين للمشاركة في هذا الملتقى".

وتابع "غابري": "أصرت الجامعة التونسية للتنس على تنظيم دورة في البلاد شارك فيها لاعب صهيوني، كما فرض راشد الغنوشي شخصية روني الطرابلسي ليستمر في الإشراف على وزارة السياحة رغم ميولاته الصهيونية في تحد مباشر لرئيس الجمهورية".

واستطرد المحلل السياسي التونسي، أن النقطة الجوهرية في التوتر بين الطرفين هو تشبث النهضة بإشراك حزب قلب تونس في تشكيل الحكومة رغم معارضة رئيس الجمهورية الذي رد على "الغنوشي" بمنعه من حضور مؤتمر دافوس، ثم إقالة المندوب التونسي لدى الأمم المتحدة، المنصف البعتي على خلفية مشروع القرار العربي الرفض لصفقة القرن .

ويرى "غابري" أن  حركة النهضة تسعى اليوم إلى الإمعان في استفزاز الرئيس بملفات متعددة على رأسها مسألة التطبيع مع الكيان الصهيوني،  تمهيداً لعزله معنوياً أولاً ومادياً لاحقاً.

 وفي سياق آخر، وبشأن فشل رئيس الوزراء المكلف، إلياس الفخفاخ في تشكيل حكومته، قال "غابري" إن المسألة مازالت معقدة؛ فالنهضة أعادت خلط أوراق "الفخفاخ" بأن فرضت على الطاولة حزب "قلب تونس" ليكون شريكاً في الحكومة والحكم، بعدما كانوا يعتبرونه حزباً فساداً عميلاً.

وأوضح: "حركة النهضة قبلت منذ البداية أن تضع يدها في يد أعداء الأمس مثل حزب "تحيا تونس" الذي يترأسه يوسف الشاهد رئيس الحكومة الداخلي، وغيره من الأحزاب اليمينية وبذلك يكون الرئيس المكلف قد خضع لضغوط النهضة ويبدو أنه سيقبل بحكومة يمينية صرفة لا نفس ثوري لها في خطوة معاكسة تماماً لخيارات وتوصيات رئيس الجمهورية".

وأكد "غباري" حديثه مستدلاً بتصريحات قياديي حركة الشعب والتيار الديمقراطي "كحزبين ممثلين برلمانياً ومعنيين بمشاورات تشكيل الحكومة"من إمكانية الانسحاب من المشاورات لتحفظاتهما على نقاط في البرنامج الحكومي وبعض الأسماء المقترحة.
وأتم "غابري": "يبدو أن النهضة حصلت على النصاب القانوني الداعم للحكومة المقترحة غداً، لكن السؤال الأهم هو إلى أي مدى سيكون هذا الحزام قوياً ليضمن استمرارية الحكومة في موجهة تناقضات حادة داخل البرلمان أولاً، وفي مواجهة الاستحقاقات الاجتماعية والاقتصادية العاجلة المتزايدة؟".

ومن المقرر أن ينتهي "الفخفاخ" من وضع  اللمسات الأخيرة على تشكيلته الحكومية غداً الأربعاء ليعلن عنها قبل نهاية الأسبوع الجاري وفق إذاعة موزاييك التونسية.

ومن المنتظر وفقاً للتسريبات أن يقوم "الفخفاخ" بإسناد وزارة أملاك الدولة للقيادي في حزب التيار الديمقراطي، غازي الشواشي، ووزارة التنمية والتعاون الدولي، لأمين عام حزب تحيا تونس سليم العزابي، أما وزارة الشؤون المحلية والبيئة فسيتم اسنادها للقيادي في حركة النهضة عماد الخميري. وفق وسائل إعلام محلية.

 كما سيتم اسناد وزارة الطاقة والمناجم لــ"المنجي مرزوق" المقترح من حركة النهضة، ووزارة الشؤون الثقافية لــ"شيراز العتيري"، فيما اسندت حقيبة وزارة السياحة للقيادي في حزب البديل التونسي محمد علي التومي ووزارة العدل إلى أسماء السحيري.