الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

«رويترز»: فشل المباحثات السرية بين السعودية وقطر

الرئيس نيوز

أفادت ستة مصادر بأن محادثات بين السعودية وقطر لتسوية النزاع بينهما انهارت عقب بدئها ليستمر سريان مقاطعة سياسية وحظر تجاري على الدوحة.

كانت المباحثات التي بدأت في أكتوبر الماضي هي أول بارقة تحسن في الخلاف الذي قطعت فيه السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات السياسية والتجارية وروابط المواصلات مع قطر في منتصف 2017.

وقال أربعة دبلوماسيين غربيين في الخليج ومصدران مطلعان على التفكير القطري لـ"رويترز"، إن الأولوية لدى قطر في المباحثات كانت إعادة حرية انتقال مواطنيها إلى الدول الأخرى وفتح المجال الجوي بهذه الدول أمام طائراتها وإعادة فتح حدود قطر البرية الوحيدة وهي مع السعودية.

غير أن ثلاثة من الدبلوماسيين قالوا إن الرياض أرادت أن تبدي قطر أولا تغييرا جوهريا في مسلكها ولا سيما في سياستها الخارجية التي أيدت فيها الدوحة أطرافا مناوئة في عدة صراعات إقليمية.

ولم يرد مكتب الاتصال الحكومي في قطر أو وزارة الإعلام السعودية على طلب من رويترز للتعليق على مضمون هذا التقرير.

وقال دبلوماسي إن السعودية أرادت ترتيبا جديدا مع قطر يتضمن التزام الدوحة بتعهدات جديدة على نفسها. وقال أحد الدبلوماسيين إن هذه فكرة ”مجهضة من البداية بالنسبة لقطر وذلك لوجود خلافات كثيرة في السياسة الخارجية“.

وقال مصدران خليجيان آخران مطلعان على تطورات المحادثات إن السعودية، التي تمثل بقية الدول المقاطعة لقطر، أنهت المحادثات عقب القمة الخليجية السنوية التي عقدت في الرياض في ديسمبر الماضي، ولم يشارك فيها أمير قطر. وقال أحد المصدرين إن الجانب القطري ”لم يكن جادا فيما يبدو“.

وقال ثلاثة من الدبلوماسيين الغربيين إن الرياض كانت تريد تحقيق نصر في السياسة الخارجية قبل استضافة قمة مجموعة العشرين في 2020 وذلك بعد ما لحق بسمعتها من ضرر بسبب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018. وقال مصدر مطلع على التفكير السعودي إن الرياض كانت تأمل أن تنجح المحادثات لكن الأمور الآن ”عادت إلى سيرتها الأولى“.

كانت دول المقاطعة الأربع (مصر والسعودية والبحرين والإمارات) قدمت للدوحة في 2017 قائمة تتضمن 13 مطلبا من بينها إغلاق شبكة الجزيرة التلفزيونية وإغلاق قاعدة تركية ووقف الدعم لجماعة الإخوان المسلمين وتخفيض مستوى العلاقات مع إيران، الامر الذي رفضته الدوحة.

وفي 14 ديسمبر الماضي، قال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي زار السعودية لإجراء محادثات، لرويترز إن ”تقدما بسيطا“ حدث دون أن يذكر تفاصيل. غير أن مصدرا قطريا مطلعا على تفكير الحكومة قال لـ"رويترز" إن المحادثات انتهت لعدم واقعية المطالب السعودية، مضيفا ”لم يكن من الممكن أن نصبح دولة تابعة“.

ومصر من جانبها تشترط تنفيذ قطر تعهداتها بوقف دعم الإرهاب والتوقف عن تمويل (تنيظ الإخوان المسلمين)، وعدم استضافت قياداتهم وفتح المجال أمامهم لنشر الفوضى والقلاقل، وترى القاهرة أنه من غير تلك الأمور لن يحدث أي تقدم، وستعود الدوحة إلى ذات السياسات مجددًا.