تفاصيل مشروع قرار تونس لإجهاض صفقة القرن
بعد فوز تونس بمقعد غير دائم في مجلس الأمن للعام 2020 – 2021، إثر انتخابها بالإجماع من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في يونيو الماضي، بدأت تونس باستخدم حقها الدولي بمحاولة تمرير مشروع قرار بشأن إجهاض "صفقة القرن".
يتضمن مشروع القرار التونسي الذي تم توزيعه أمس الثلاثاء، والذي يتوقع أن تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض "الفيتو" لمنع تمريره، النقاط التالية:-
• التنديد بالخطة الإسرائيلية لضم مستوطنات الضفة الغربية
• التشديد على عدم مشروعية ضم أي جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة
• التأكيد على الحاجة إلى تسريع الجهود الدولية والإقليمية لبدء "مفاوضات تحظى بمصداقية على جميع قضايا الوضع النهائي في عملية السلام في الشرق الأوسط دون استثناء
"واشنطن تستبق الموقف الفلسطيني"
في المقابل، طلبت الولايات المتحدة الأمريكية عقد جلسة "مغلقة" لمجلس الأمن الدولي يوم غد الخميس، بشأن عرض خطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط التي تعرف إعلامياً باسم "صفقة القرن".
الخطوة الأمريكية استبقت توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الأمم المتحدة في نيويورك المتوقع وصوله يوم الثلاثاء القادم والموافق 11 فبراير، للتأكيد أمام الأعضاء رفض بلاده للخطة الأميركية، والمطالبة بتطبيق القانون الدولي في حل الصراع العربي الإسرائيلي.
من جانبه، قال السفير البلجيكي، مارك بيكتسين دو بيتسويرف، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن في شهر فبراير، إن الجلسة المغلقة التي طلبت واشنطن عقدها ستكون بحضور مستشار الرئيس الأمريكي وصهره، جاريد كوشنر.
ونقلت الوكالة الفرنسية عن مصادر دبلوماسية إن الولايات المتحدة ترغب في عرض خطة الرئيس الأمريكي للسلام، والاستماع إلى مواقف الدول الــ"14" الأعضاء الآخرين في المجلس.
"الفيتو الأمريكي والقضية الفلسطينية"
وأوضح أستاذ القانون الدولي العام، الدكتور أيمن سلامة في تصريح لــ"الرئيس نيوز": " إذا تم التصويت على مثل هذا المشروع، فإنه من المرتقب أن يكون هناك رفضاً من الولايات المتحدة الأمريكية لتعطيل صدور مثل هذا القرار في حال تأسيسه على الفصل السابع من ميثاق منظمة الأمم المتحدة الذي يتطالب موافقة كامل الدول الخمسة الأعضاء دائمة العضوية ومنها الولايات المتحدة الأمريكية"، مؤكداً استخدام الإداراة الأمريكية مايقرب من "45 فيتو" لتعطيل قرارات تصدر عن مجلس الأمن في صالح القضية الفلسطينية.
"المؤيدون والمعارضون"
أكدت الجامعة العربية في اجتماعها الطارئ، الذي عقد السبت الماضي في القاهرة، على رفضها صفقة القرن الأمريكية – الإسرائيلية"، باعتبارها لا تلبي الحد الأدنى من حقوق وطموحات الشعب الفلسطيني، كما أنها مخالفة لمرجعيات عملية السلام المستندة على القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
بدوره، أكد الاتحاد الأوروبي في بيان أمس الثلاثاء، على مواصلته تأييد حل الدولتين على أساس حدود العام 1967، وأنه سيستمر في دعم كافة الجهود التي غايتها استئناف العملية السياسية، وفقا للقانون الدولي، الذي يضمن حقوقا متساوية ويكون مقبولاً على جميع الأطراف".
كما شدد البيان على أن المبادرة الأمريكية للسلام تتجاوز المعايير الدولية المتفق عليها.
كما أعلنت منظمة التعاون الإسلامي التي تضم "57" دولة في اجتماع لها أمس الأول عن رفضها خطة السلام الأمريكية، كما دعت في بيانها الختامي اجتماع الدول الأعضاء إلى عدم التعاطي مع الخطة أو التعاون في تنفيذها.
في المقابل، قال سفير إسرائيل في الأمم المتحدة، داني دانون، إنه يشارك في حملة داخل الأمم المتحدة لإقناع أعضائها بعدم دعم أي تحرك فلسطيني يعارض الخطة الأمريكية.
وأكد :"يجب على محمود عباس أن يفهم أن الخطب في نيويورك لن تؤدي إلى حل الصراع بين القدس ورام الله"، مضيفاً بأنه يجب على المجتمع الدولي الاعتراف بأن الرئيس الفلسطيني هو الوحيد الذي يعارض السلام.
