الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

الخوف من الصدام يجبر أردوغان على التراجع أمام الدب الروسي

الرئيس نيوز


بعد أيام من التلاسن شديد اللهجة وتبادل الاتهامات، بين تركيا وروسيا بشأن التطورات المتلاحقة التي تشهدها محافظة إدلب السورية حيث تقدم قوات الجيش السوري على حساب الجماعات الإرهابية المدعومة من أنقرة، عاد الهدوء ليخيم على تصريحات أردوغان، إلى الدرجة التي ذكر فيها موسكو بالشراكات الاستراتيجية بينهما. 

وخلال الأيام القليلة الماضية اتهم أردوغان روسيا بالإخلال باتفاقها بشأن محافظة إدلب بوصفها من مناطق خفض التصعيد؛ بعد هجمات للجيش السوري على الجماعات الإرهابية، ما ترتب عليه تحرير مدينة "معرة النعمان"، وما أعقب ذلك من قصف استهدف جنود أتراك ما أدى إلى مقتل 6 منهم وإصابة العشرات الأخرين، الأمر الذي ردت عليه تركيا باستهداف 56 موقعًا سوريًا، وزعم أردوغان أن ذلك القصف أدى إلى مقتل 35 جنديًا سوريًا وهو الأمر الذي لم تثبته أو تنفه دمشق.

 روسيا من جانبها، قالت إن تركيا هي التي لم تستطع أن تفي بتعهداتها بشأن إدلب، ولم تسيطر على الجماعات الإرهابية المنتشرة فيها (جبهة تحرير الشام) (النصرة سابقًا)، ولم تجمع أسلحتها بحسب اتفاق سوتشي، إذ رفضت تلك الجماعات تسليمها. وبشأن مقتل جنود أتراك، قالت وزارة الدفاع الروسية أن القوات التركية هي التي قامت بتحركات على الأرض بشكل منفرد دون الإبلاغ أو التنسيق بشأنها، ما جعلها هدفًا مشروعًا.

الكرملين قال فجر اليوم الأربعاء، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب أردوغان اتفقا على اتخاذ إجراءات فورية لتحسين تنسيق تحركات البلدين في سوريا. وأن الرئيسين سلطا الضوء، خلال مكالمة هاتفية من أردوغان، على ضرورة الالتزام بالاتفاقات بين البلدين بشأن منطقة إدلب السورية والتي تضع تصورا لزيادة التعاون من أجل "تحييد المتطرفين".
من جانبه، قال أردوغان أمس الثلاثاء إن تركيا لا تريد صراعًا مع روسيا، مبديا نغمة تصالحية بعد مقتل عدد من القوات التركية والسورية في قصف بمحافظة إدلب شمال غربي سورية. وأكد للصحفيين على متن طائرته عائدا من زيارة لأوكرانيا “ليس هناك حاجة لنا للدخول في صراع أو تناقض خطير مع روسيا في هذه المرحلة”.
تابع أردوغان: "لدينا بمبادرات استراتيجية مهمة للغاية بين البلدين، بما في ذلك شراء انقرة أنظمة الدفاع الصاروخي إس 400، بالاضافة إلى اعتزام إنشاء روسيا لمحطة طاقة نووية في تركيا ومشروع لخط أنابيب الغاز الطبيعي".
الباحث في الشؤون التركية، مصطفى أمين، قال إن إردوغان يشعر بالحسرة لهزيمته في الملف السوري، إلا أنه يحاول إرجاء هذه الهزيمة بشتى الطرق عبر عرقلة تحرير محافظة إدلب من قبل الجيش السوري. مؤكدًا في تصريحات لـ"الرئيس نيوز"، أنه منذ واقعة إسقاط تركيا لطائرة السوخوي الروسية في نوفمبر العام 2015، وشعور أنقرة أنها وقفت وحيدة أمام الدب الروسي بلا أي دعم من حلف الناتو، جعلها طوال الوقت تتحسب من إغضاب بوتين أو استفزازه بأي تحرك عسكري.