الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"شيك" لعبد الناصر ووثائق لثورة 19.. جناح الأزهر يروي عبق التاريخ

الرئيس نيوز

في الجناح الفسيح لمشيخة الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ثمّة ركن خاص بالوثائق الأزهرية النادرة، كانت معروضة للزوار للاطلاع فقط.

وبخلاف بعض المخطوطات النادرة لطبعات من القرآن الكريم أو من كتب دينية تراثية نادرة، مكتوبة لغتها الأولى، فإن هناك عدة وثائق تتعلق بالدور الذي لعبه الأزهر في الحياة السياسية لمصر.

"الرئيس نيوز" تفقد جناح الأزهر، واختار ثلاث خطابات نادرة، تكشف عن ذلك الدور الذي يثبت عراقة المشيخة.

الوثيقة الأولى تعود إلى عام 1919، وهو عام الثورة المصرية التي قادها سعد زغلول باشا وقيادات "الوفد" من أجل المطالبة باستقلال مصر عن الاحتلال البريطاني.

في البداية، نلاحظ أن الوثيقة مكتوبة على ورق تابع لـ"الديوان العالي السلطاني"، في إشارة إلى كون مصر سلطنة في تلك السنة، تحت قيادة السلطان حسين كامل، قبل أن تتحول إلى الملكية.

في الوثيقة المعنونة "الأزهر يدعو الأمة"، نقرأ النداء التالي: "يتقدم الأزهريون إلى الأمة المصرية على اختلاف طبقاتها من رؤساء ديانات ووزراء وأطباء ومحامين ومهندسين وموظفين وطلبة وتجار وأعيان وصناع وزراع وكل ذي حرفة راجين منهم أن يؤموا الأزهر في جميع حفلاته الليلية والنهارية التي ستقام يوميا ابتداء من تاريخه لسماع الخطب الحاثة على التعاضد والتضامن".

وبحسب الوثيقة، فإن الحفلات الأزهرية تلك كانت تهدف أيضا إلى "شرح الحالة الحاضرة والنظر فيما يعود على الأمة المصرية بالصالح والنفع العام تلبية لنداء الوطن المفدّى".

وختمت الوثيقة الموقعة بإمضاء "الأزهر" في يوم 20 نوفمبر 1919، قائلة: "فليحيى التضامن ولتحيى الطلبة وليحيى الأزهر وليحيى الاستقلال التام".

نأتي إلى الوثيقة الثانية، وهي خطاب موجه من شيخ الأزهر في فترة الخمسينيات، عبد الرحمن تاج، إلى الرئيس جمال عبد الناصر، في أيام عصيبة في تاريخ مصر، إبان العدوان الثلاثي عام 1956.

يمهّد الخطاب بدايةً بالقول: "السيد رئيس جمهورية مصر.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد. فإنه لما كان من واجب كل وطني العمل على تمكين دعائم العزة والحرية لوطنه والذود عن حياضه واستقلاله وإعداد ما يستطيع من قوة وبذل ما يملكه من نفس ومال".

ثم يضيف: "فإن الأزهر يسعده أن يتقدم بالشيك رقم 860729 على البنك الأهلي المصري بالقاهرة بمبلغ 5170 (خمسة آلاف ومائة وسبعين جنيها) كدفعة أولى إسهاما في مساعدة قوات الدفاع وإعانة المنكوبين من أسر الشهداء".

ولا ينسى شيخ الأزهر أن يتوجه بالدعاء إلى السماء قائلا: "نسأل الله أن يحمي البلاد ويصون الوطن وأن يكتب لسيادتكم ورجال جيشنا البواسل وشعبنا العظيم دوام النصر والتأييد.. إنه سميع مجيب"، مع توقيع بتاريخ 12 نوفمبر 1956.

الوثيقة الثالثة عن نفس الفترة، ومن نفس المُرسِل، شيخ الأزهر آنذاك، لكنها موجهة إلى سفير الاتحاد السوفييتي في القاهرة.

نقرأ في الخطاب القصير: "شيخ الأزهر وعلماؤه يرجون تبليع حكومتكم بالغ الشكر على وقوفها بجانب الحق والاستجابة لنصرة العدالة والدفاع عن مبادئ الشرف الدولي وحريات الشعوب واستنكار الغزو والاستعمار".

ثم يوقع الخطاب باسم عبد الرحمن تاج، والمكان مقر الإدارة العامة للأزهر في 7 نوفمبر 1956، أي قبل 5 أيام من خطاب التبرع إلى الرئيس "عبد الناصر".

الركن الوثائقي في الجناح ضم أيضا خطاب من الملك فاروق إلى شيخ الأزهر محمد مصطفى المراغي عام 1937، وصور لشيوخ الأزهر في مراحل مختلفة، منها صورة للشيخ محمد أبو الفضل الجيزاوي مع الزعيم سعد زغلول، وأخرى للشيخ حسن مأمون مع الرئيسين جمال عبد الناصر وهواري بومدين، وثالثة للشيخ عبد الحليم محمود وهو يحضر تدريب عسكري للجيش المصري في السبعينيات.