الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تفاصيل مثيرة في قضية رشوة رئيس الوزراء القطري الجديد

الرئيس نيوز

أفردت صحيفة "آراب ويكلي" اللندنية مساحة لتغطية قضية الرشوة التي تمس رئيس الوزراء القطري الجديد.

وقالت الصحيفة: "تعرف قطر عبر تاريخها القصير بالعديد من الانقلابات منذ إعلان الاستقلال في عام 1971، ومؤخرًا شهدت الأسرة الحاكمة القطرية تغييرًا لم تُقدم له تفسيرات كافية حتى الآن، وهذه المرة على مستوى رئيس الحكومة".

ووفقًا لمرسوم نشرته وكالة الأنباء القطرية عيّن الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني رئيسًا للوزراء.

وقال "أندرياس كريج"، أستاذ مساعد في كلية كينجز كوليدج لندن، الذي عمل "متعاقدًا" في القوات المسلحة القطرية وعلى دراية بوجهات نظر نظام الدوحة، إن الشيخ خالد "واحد من أقرب مستشاري الأمير".

ولكن السيرة الذاتية والمستوى الرسمي في الدوحة لم يذكرا شيئًا عن كون الشيخ خالد متورطًا، كساعد تميم الأيمن، في واحدة من أشهر حالات الفساد المرتبطة بمنح الفيفا تنظيم كأس العالم 2022 إلى قطر و أكثرها دراماتيكية.

وذكر تقرير 2019 الصادر عن صحيفة "ميديا بارت" الفرنسية وصحيفة الجارديان البريطانية أن "رئيس أركان تميم آل ثاني تفاوض شخصياً على الرشاوى والمبالغ المشبوهة المتعلقة بمنح قطر شرف تنظيم بطولة العالم لألعاب القوى".

وقد يمنح تعيين الشيخ خالد رئيسًا للوزراء الحصانة ضد استدعائه للمثول أمام المحاكم الفرنسية. من السابق لأوانه التكهن بشأن تداعيات هذه الخطوة على سمعة قطر، التي تطمح للعب في البطولات الكبرى، مهما كانت التكلفة.

وذكرت تقارير مشتركة نشرتها "ميديا بارت" والجارديان أن تحقيقهم كشف دليل على أن الأمير تميم، ولي العهد آنذاء شارك مدير مجلس الوزراء مباشرة في عملية "شراء" الأصوات خلال ترشيح الدوحة لكأس العالم وبطولة العالم لألعاب القوى 2017. أحيلت الفضيحة إلى العدالة الفرنسية وفجأة تحولت إلى أمر ذي حساسية لعلاقته بدول ويمكن أن يتحول إلى أمر محرج للدولة الفرنسية وقطر وشبكاتها الباريسية.

وهناك قطري آخر ورد ذكره في التحقيق وهو ناصر الخليفي، رئيس نادي باريس سان جيرمان وقناة BeIN Sports. وجهت إليه تهم "تقديم رشوة" في مايو 2019 ولا تزال قضيته منظورة أمام محاكم باريس، رغم أنه رفض بشدة هذه الاتهامات. يتعلق التحقيق بالاشتباه في تحويل 3.5 مليون دولار من خلال شركة قطرية يديرها شقيق الخليفي، لصالح "بابا ماساتا دياك"، نجل رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى السابق "لامين دياك" والوكيل التجاري الاتحاد المسؤول عن التفاوض على حقوق تنظيم بطولة العالم.

يتعلق تحقيق الجارديان برسائل سرية بالبريد الإلكتروني تم تبادلها بين بابا ماساتا دياك ورئيس الوزراء الجديد الشيخ "خالد"، تشير إلى دفع ما يقرب من 5 ملايين دولار كان قد تم التفاوض عليه قبل ثمانية أيام بين الرجلين.

وتظهر رسالة بريد إلكتروني أخرى استشهدت بها الجارديان أنه في 4 أكتوبر 2011، ذهب بابا ماساتا دياك إلى الدوحة مع وفد مسؤول عن تقييم المواقع التي من المحتمل أن تستضيف أحداث بطولة العالم.

بعد يومين، كتب إلى أحد القطريين بعنوان "عزيزي الشيخ خالد": "شكرًا لك مرة أخرى على الترحيب والعناية خلال إقامتي في الدوحة. سوف تجد مرفقًا تفاصيل الحساب البنكي لتحويل 4.5 مليون دولار، يجب أن يتم التحويل على النحو المتفق عليه. يجب أن يظل الرصيد المتبقي 440,000 دولار في الدوحة نقدًا. سأحضر للحصول على هذا المبلغ في المرة القادمة

يجب أن يتم الدفع "بشكل عاجل اليوم حتى أتمكن من وضع اللمسات الأخيرة على الأمور مع الرئيس" وإظهار "العقد الموقع وتأكيد البنك".

من المرجح أن "الرئيس" المعني هو الرئيس السابق للاتحاد الدولي لألعاب القوى ووالد دياك، "لامين دياك". أما بالنسبة للعقد، فمن المحتمل أنه عقد بين شركته بامودزي وأوريكس كيو إس آي. وبعد ثمانية أيام، حولت الشركة القطرية 3 ملايين دولار إلى بامودزي في السنغال؛ والتحويل الثاني من 500,000 دولار تم بتاريخ 7 نوفمبر.

كان "الشيخ خالد" المعني يستخدم حساب "هوت ميل" بشكل منتظم تم فتحه تحت اسم مستعار ولكن موقع "ميديا بارت" يؤكد حصوله على مستندات تثبت أن صاحب الحساب هو الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني.

وأضاف الموقع الفرنسي أن ناصر الخليفي كان عضوًا في لجنة سرية مكونة من خمس شخصيات تسمى "Brain Trust". وأنه كان مسؤولاً عن مساعدة ولي العهد آنذاك تميم وأخته الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني على الفوز بحق استضافة أولمبياد 2022. وكتب الشيخ خالد وقتها للخليفي في رسالة بالبريد الإلكتروني أن "صاحب السمو" (الشيخ تميم) قد صادق شخصيًا على تشكيل هذه اللجنة.