الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

هاني يونس: الإعلامي هو من يحدد مساحة حريته.. الوزير السياسى لو مش فني "يتوه" في وزارته (حوار)

الرئيس نيوز

المتحدث اللي ميتعاونش "اشكوه لوزيره"

اللي هيشتغل على أبو قديمه مش هاينفع

هناك  تكليف من رئيس الوزراء بالاهتمام بالمواقع الإلكترونية والسوشيال

من صلاحيات "هيكل" توجيه المتحدثين باسم الوزارات

بعض المرشحين للوزارات اعتذروا خوفا من "الإعلام"

لا داعي لجلد الذات.. الإعلام المقروء فى تراجع عالميا

رئيس الوزراء لم يقل إن هناك أزمة فى التواصل بين الدولة والإعلام


بدأ موقع "الرئيس نيوز" سلسلة من الحوارات الصحفية عن الإعلام المصري، أزماته وتطويره، وكان من بين محاور الأزمة، "الإعلام الرسمي"، الأنبوب الواصل بين الدولة من جهة والإعلام من جهة والذي يقوم بدوره كقناة تواصل مع الجمهور من القراء والمشاهدين.

الإعلام الرسمى أو المتحدث الرسمي هو الأنبوب الذي تمر من خلاله استراتيجيات ومشروعات ورؤى الدولة إلى الإعلام.

وقع اختياري على هاني يونس، لإجراء حوار معه ليس لأنه مستشار رئيس الوزراء والمتحدث باسم وزارة الإسكان، لكن لأنه استطاع أن يبرز وسط العديد من الوجوه المتتالية على ذات المنصب فى عدد من الوزارات، تعامل بذكاء الصحفي الذي يلاحق تطور المنظومة ولم يقف مكتوف الأيدي أمام البيان و"دمتم".

كان لافتا حضوره البارز على السوشيال ميديا، متخذا من صفحته التى قام ببنائها على مدار سنوات عمله الإعلامي، كإحدى أدواته في الترويج للوزير المسئول عنه، حتى أصبحت صفحته أحد مصادر المعلومات الموثوق فيها.

هاني أكمل عامه العشرين في الأهرام، هذا العام، إذ عين عام 1999 وقد عمل في عدد من الأقسام، منها قسم التحقيقات الأسبوعية، كما عمل فى أقسام التعليم وقضايا وآراء، والديسك، وملحق الأهرام التعليمي، وعدد من الصحف الخليجية، كما عمل في وكالة الأهرام للصحافة والتى كانت تسوق موضوعات صحفية للصحف العربية.

 وإلى نص الحوار:

كيف دخلت إلى مجال الإعلام الرسمي وصولا إلى المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء؟

التحقت بالعمل في المركز الاعلامي لوزارة الإسكان فى عام 2007، وظللت في الوزارة حتى الآن، وقد بدأت العمل في عهد الوزير أحمد المغربي، وكان هناك زميل لي يدعى عبد الحميد شعير هو المستشار الإعلامي للوزير، وشهدت الوزراء أحمد المغربي، فتحي البرادعى، محافظ دمياط الأسبق، الدكتور طارق وفيق، والمهندس إبراهيم محلب، مصطفى مدبولي، عاصم الجزار.

عملت كمتحدث رسمي فى عهد مبارك، وبعد ثورة 25 يناير، وظللت عقب ثورة 30 يونيو وحتى الآن، كيف تقيّم أداء الإعلام الرسمي في المراحل الثلاث؟

أداء الإعلام الرسمى لا يسير على خط مستقيم واحد فى المراحل الثلاث، ويختلف صعودا وهبوطا حسب كل مرحلة، ولكن السياسة الإعلامية للإعلام الرسمي همها الأول والأخير الترويج للمسئول.

الأداء يختلف باختلاف الأدوات، وقبل ثورة يناير كان الغلبة للإعلام القومي والصحف الرسمية الأهرام والأخبار والجمهورية.

لكن الآن السوشيال ميديا "غول"، والناس بشكل عام أحجمت عن الأدوات التقليدية، وأصبح فيس بوك وتويتر هو السمة الغالبة لأنه الأقرب للوصول إلى شريحة الشباب.

وبالتالى كان لابد أن يكون الإعلام الرسمي موجودا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي رأيي أنه قبل ثورة يناير الجهود التي تبذلها الجهات المختلفة كانت أقل، الآن أصبح عليك دور في التواصل فى أكثر من نوع من الوسائل راديو وتلفزيون وسوشيال ميديا، وعليك الوصول إلى 27% من الجمهور يجهلون القراءة والكتابة، كذا التواصل مع كتاب الرأي والإعلام المقروء والمرئي، والتواصل المباشر من خلال عقد الندوات.

كما أنه يجب الانتباه إلى صناعة الفيديوهات والإنفوجرافات وإنتاج مواد مختلفة المحتوى.

هل تجاوب الإعلام الرسمي مع تطور الأدوات الإعلامية؟

التجاوب بين الوزارات متفاوت ويتوقف على إمكانيات الشخص الذي يتولى منصب المستشار أو المتحدث، وتتوقف على الخبرة وعلى توافر الأدوات من وزارة لوزارة ومن شخص لشخص.

هناك وزراء يهتمون بشكل شخصى بالميديا، ويحرصون على وجود متحدث إعلامي، ومستشار إعلامي، فمثلا وزيرة التضامن الاجتماعي السابقة، غادة والي، كانت مهتمة بالتسويق الإعلامى بشكل خاص، حتى أنها أنتجت أفلاما قصيرة حصدت جوائز دولية.

أستطيع أن أقول "مجبرين على التجاوب مع الأدوات وتسارعها وتطورها، واللي هايشتغل على أبو قديمه مش ها ينفع، ولا يوجد خيار".

وهناك بعض الوزارات استعانت بمتخصصين في السوشيال ميديا، وأصبح هناك قائمين، وظيفتهم الرد على تساؤلات الناس، والتواصل مع جمهور صفحات فيس بوك.

وأصبح هناك اهتمام بالمواقع الإلكترونية وهذا تكليف مباشر من رئيس الوزراء الاهتمام بالمواقع الإلكترونية والسوشيال ميديا.

وأقول إن رئيس الوزراء كان مهتما بعد تكليفه بالوزارة بإصدار قرار بإحياء مركز دعم واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء وهو ما أحدث طفرة فى التعامل مع الإعلام سواء بتكذيب الشائعات أو الترويج لشغل الحكومة أو الفيديوهات القصيرة.

فى بعض الأحيان تتضارب البيانات الرسمية للوزارت حول واقعة واحدة، هل هناك تواصل بين مجموعة المتحدثين الرسميين؟

التواصل بين المتحدثين يكون على مدار اليوم، ولدينا جروب على "الواتس آب"، ونقوم بالتنسيق بين الجهات وبيانتها، بين الصحة والنقل والكهرباء.

وهناك تنسيق مع وزارة الداخلية، مثل ما حدث فى حادثة برج كهرباء الوراق.

هل يتم عقد دورات تدريبية للمتحدثين بالوزارات؟

تم عقد دورة مؤخرا على مدار ثلاث شهور، بمعدل يومين أسبوعيا، نظمتها الأكاديمية الوطنية للشباب، وتعرفنا على بعض بشكل جيد،

وقد تناول الكورس التدريبي مجالات الإعلام وحقوق الإنسان والسياسة.

وحاضر فيها عدد من الكتاب الإعلاميين المشهوريين وعدد من المسئولين عن الميديا، وتضمنت المحاضرات عن التواصل مع الإعلام، ومسئولين عن السوشيال ميديا، والثقة ورد الفعل، ومحاضرات عن أهداف الاعلام الرسمى.

من وجهة نظرك هل الأفضل أن يكون المتحدث الإعلامي فني أم متخصص فى الإعلام؟

وجهة نظرى أن كل وزارة لا بد أن يكون لها مستشار إعلامى ومتحدث رسمى، المتحدث الرسمي يكون فنى متخصص فى الشأن، لأنه ممكن يطلع على الهواء يسأل فى أشياء فنية، لا يستطيع الرد عليها.

أما المستشار الإعلامي يكون صحفيا، لأنه الأدرى بطريقة كتابة البيان واختيار العنوان، وما يجب إبرازه صحفيا، يمتلك الحس الصحفي، ويستطيع ترويج الشغل وعلاقته جيدة بالصحفيين والمعدين ومتابع لكل ما ينشر.

هناك شكوى من تشابه المحتوى فى الصحف نتيجة عدم تجاوب المسئوليين الإعلاميين مع الصحافة 

المركز الإعلامى يرسل الأخبار للجميع على قدم المساواة، ولكن أحترم وأسهل مهمة الصحفي الذى يريد الانفراد، أو يحظى بمعلومة خاصة.

فإجراء حوار أو تحقيق صحفي مفيد للطرفين للصحفي وللجهة.

لا يجب إغلاق الباب فى وجه اجتهادات أي صحفى، بل على العكس يجب الحرص على إبراز المسئولين الذين يريدون الحديث من القيادات، ليس الوزير فقط لا غير، يكون هناك أكثر من مصدر فى الوزارة.

وهناك مسئولية على الصحفى مثل مسئولية المتحدث، لا بد أن يقوم بالبحث والتقصى والمتابعة.

هناك شكوى من عدم تواصل بعض المتحدثين الرسميين لوزارات مهمة

التواصل هو كلمة السر فى شغلانة المتحدث، ممكن تكون متحدث رسمى ليس لديك مهارات ومن الممكن أن تكون ليس فنيا، ولكن التواصل هو كلمة السر. عندما يتواصل الصحفى لا بد أن أرد عليه، ولابد أن أسهل مهمة حصوله على المعلومة.

فى حالة عدم تعاون المتحدث الرسمى إلى من يلجأ الصحفي بالشكوى؟

 يتكرر هذا السؤال كثيرا، والواقعي أنه إذا كان هناك شكوى بالفعل فيتم التواصل مع الوزير المسئول لأنه هو من اختاره.

والآن مع وجود وزير الدولة للإعلام، أسامة هيكل، سوف يكون مسئول عن ملف الإعلام الرسمى، وإحدى صلاحياته واختصاصاته توجيه المتحدثين الرسميين.

هناك انتقادات من القيادة السياسية للإعلام، ما السبب في ذلك؟

فى وقت من الأوقات، عقب ثورة 25 يناير، كان هناك اتباع لسياسة "الشتم والإهانة والتجريح"، وليس النقد، وهناك شخصيات مقدرة وعظيمة وكانت ستمثل إضافة للحكومة، رفضت تولى الحقائب الوزارية خوفا من الشتمية والهجوم الإعلامي.

الوزير لا يمانع في الانتقاد ولكن دون إهانة، بعض الوزراء كانوا يقولون لا نمانع فى النقد، ولكن دون شتيمة، وأن يضع الصحفى أو الكاتب نفسه مكاني، المسئولية ليست سهلة كما يتصور البعض.

والحل لأي مشكلة فى الإعلام، المهنية والحرفية، الإعلام بشكل عام سواء كان مرئي أو مسموع، خاص أو قومي يعتمد على المهنية والحرفية.

هناك إحجام من الجمهور عن الصحف، ما السبب فى رأيك وراء ذلك؟

بشكل عام الإعلام المقروء فى تراجع عالميا، لا داعي لجلد الذات، هناك صحف وقنوات كبرى ودولية تغلق. وسائل الإعلام قل تأثيرها لوجود لاعبين آخرين أسهل وأسرع للوصول للمواطن.

هناك مطالبات باتساع مساحة الحريات الصحفية؟

القائم بالاتصال في الإعلام هو من يحدد مساحته، وهو الذى يكتسب المساحة عندما يجيد فن النقد الراقي.

ما تعليقك على من يقول إن السبب وراء لقاء مدبولى برؤساء التحرير هو وجود أزمة فى التواصل بين الدولة والإعلام؟

رئيس الوزراء لم يشر إلى وجود أزمة فى التواصل بين الدولة والإعلام، ولكنه أعلن عن قراره بأنه سيكون هناك سلسلة من الحوارات مع رؤساء التحرير والكتاب فى عدد من القضايا المهمة.

يتولى مدبولى منصبه منذ فترة، فلماذا تأخر اللقاء مع الإعلاميين؟

تأخر اللقاء لأنه لم يكن يمتلك معلومات كافية عن كل الملفات، ولكى يأخذ وقت كافيا فى القراءة الجيدة والمتأنية حتى يكون هناك رؤية للفترة المقبلة وإجابات للتساؤلات، فقد كان هناك تحديات كبيرة فى بعض الملفات مثل ملف الإصلاح الاقتصادي، ولم يكن من السهل التحدث بعد عدة شهور من استلام عمله.

لكن ذلك تم باستفاضة في لقائه بالإعلاميين، فقد قام بشرح التحديات والتغلب عليها، والإنجازات، ورؤيتنا للفترة المقبلة، ومكملين إزايوالاستثمارات، وإجراءات مظلة الحماية الاجتماعية.

كيف تعلق على من يقول إن هناك غياب للدور السياسي للحكومة، وغلب عليها "الدور التنفيذي"؟

هذه قضية أزلية هل يكون المسئول تكوقراط أم سياسي؟، وأنا أرى أن الوزير لابد أن يكون تكنوقراط، فالسياسة يمكن تعلمها لاحقا، ولكن الوزير السياسي غير الملم بتفاصيل دولاب العمل الحكومى فى وزارته "هيتوه".

على سبيل المثال وزارة الإسكان، مشروعات الصرف والمياه شديدة التعقيد، لو لم يكن الوزير يفهم فنيات عمل وزارته، ستكون مشكلة بالغة.

هناك شكاوى متكررة من النواب من عدم حضور الوزراء جلسات الاستجواب والرد على طلبات الإحاطة

هناك تكليفات من رئيس الوزراء ويؤكد عليها بشكل دوري، مكتوبة وشفوية لكل الوزراء لا بد من الحضور لمناقشات النواب واللجان المتخصصة.

وهو نفسه عندما كان وزيرا للإسكان، كان حريصا على الحضور والتواصل مع النواب بواقع مرتين شهريا.

كيف تعامل مجلس الوزراء مع استجواب وزيرة الصحة فى البرلمان؟

هذا مناخ ديمقراطى، ووضع طبيعى، تقوم فيه السلطة التشريعية بدورها الرقابى على أعضاء الحكومة.

والطبيعى أن يكون هناك اشتباك سواء بين الحكومة والبرلمان، أو الصحافة والحكومة، وهكذا، كل يقوم بدوره.

ولا بد من وجود صحافة تنتقدك واشتباك وطالما كل هذا فى إطار المهنية والاحترام.