الثلاثاء 23 أبريل 2024 الموافق 14 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

قصة هدية نادرة من "عبد الناصر" في جناح إريتريا بمعرض الكتاب

الرئيس نيوز

في الجناح الصغير المخصص لدولة إريتريا بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، والمفعم بالنشاط والحيوية من الشباب الإريرتيين المتطوعين، يلمس الزائر بشدة مدى قوة العلاقة التاريخية بين مصر والدولة التي دخلها الإسلام منذ هجرة المسلمين إلى الحبشة.

بمجرد الوقوف أمام الجناح، في صالة 3، ستجد على الرف الخشبي في المقدمة شيئين، الأول درع قديم أهدته مصر إلى إريتريا، والثاني صورة ضوئية من جريدة مصرية، في الخمسينيات.

"الرئيس نيوز" تحدث مع الشباب الإريتريين القائمين على الجناح للتعرف نشاطهم، وأيضا على قصة الدرع والخبر الذي يتحدث عن استقبال الرئيس "عبد الناصر" لوفد من طلبة إريتريا.

بدايةً، تقول صفاء أبو بكر عمر، وهي خريجة قسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، 2019، إن الكتب الموجودة في الجناح للعرض فقط وليس للبيع، لأن الجناح تابع للدولة وليس لدار نشر، مشيرة إلى أن هناك أجنحة تعرض كتب عن إريتريا في معرض الكتاب للشراء.

وتضيف "صفاء"، 23 سنة، لـ"الرئيس نيوز": "لدينا كتب في السياسة والتاريخ والجغرافيا، إلى جانب مجلات وكتب عن السياحة في إريتريا"، لافتة إلى أن هذه الإصدارات متوفرة باللغتين الإنجليزية والعربية إلى جانب اللغة "التجرية" المحلية.

وعن تنظيم جناح إريتريا في معرض الكتب، أوضحت "صفاء" أنه نتيجة تعاون بين السفارة الإريترية في القاهرة واتحاد الطلبة الإريتري في مصر.

وعن انطباعها في معرض الكتاب في الدورة الحالية، تحدثت قائلة: "هناك تنوع كبير في المعروضات، ودول كتثيرة مشاركة".

وأوضحت أنهم يشاركون في هذه الدورة بعد انقطاع دوريتين متتاليتين في 2018 و2019. وختمت: "الجمهور هنا متفاعل جدا وبيحب التعرف على ثقافت مختلفة".

"صفاء" وشباب آخرون كانوا موجودين في الجناح متطوعون في الاتحاد الوطني لشباب وطلبة إرتريا في مصر، وهو وهو كيان تأسس في القاهرة عام 1952 بشارع جامع البنات سابقا، شارع بورسعيد حاليا.

وبحسب منشور يوزعه شباب إريتريا في الجناح، فإن مقر الاتحاد انتقل عام 1958 إلى شارع شريف باشا بوسط القاهرة، وما زال هذا مقره إلى الآن.

ولعب الاتحاد دورا كبيرا للإريتريين في مصر قبل أن تنال "أسمرة" استقلالها في التسعينيات عن إثيوبيا، إذ كان بمثابة "القنصلية" التي تتولى شئونهم ومصالحهم.

أما قصة الدرع التذكاري النادر الموجود في الجناح، فشرحت "صفاء" أنه كان هدية من الرئيس جمال عبد الناصر للطلبة الإريتريين عام 1956.

وأشارت الفتاة الإريترية إلى أن الدرع ومقتنيات أخرى موجودة في مقر الاتحاد الوطني بوسط القاهرة، إلى جانب صور نادرة للإريتريين في مصر.

وبالتركيز في النص المكتوب على الدرع نقرأ الآية القرآنية التي تقول "وإن هذه أمتكم أمة واحدة"، ومت تحتها شعار نسر الجمهورية، ثم: هدية تذكارية من السيد جمال عبد الناصر رئيس جمهورية مصر العربية".

وفي السطر الأخير نجد أن الدرع أًهدي إلى شباب إريتريا في "المعسكر الكشفي العربي"، والذي تأسس بالقاهرة عام 1954، وأقيمت دورته الثانية في أبو قير بمحافظة الإسكندرية عام 1956.

وبالعودة إلى الوثائق الرسمية المنشورة على الموقع الرسمي للرئيس جمال عبد الناصر، سنجد أن استقباله للطلبة الإريتريين، كان في 21 أغسطس 1954، أي قبل إهدائهم الدرع في المعسكر الكشفي بسنتين.

كان عنوان الخبر كالتالي: "رئيس الوزراء جمال عبد الناصر يستقبل وفداً من طلبة إريتريا فى الأزهر أتوا لتهنئته بالحج واتفاقية الجلاء".

في ذلك اللقاء، ألقى "عبد الناصر" كلمة قصيرة أمام الطلبة الأفارقة قائلا: "اعلموا أن النتائج التى نراها فى مصر الآن سوف تعم الجميع، وإنى دائماً أتمنى أن أراكم فى أحسن الظروف والأحوال".

وأضاف الرئيس الراحل: "إنى أقول لكم: انظروا إلى المستقبل الذى نريده جميعاً لأوطاننا، واندفعوا دائماً فى طريق القوة حتى نحقق العزة والكرامة".

وختم وكأنه يتنبأ بمستقبل إريتريا التي حصلت على استقلالها عن إيطاليا عام 1941، وعن إثيوبيا عام 1991: "إنى أنظر إلى المستقبل فأجده باسماً بإذن الله، وسوف تثبت لكم السنون القادمة صدق هذا القول".