الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

خبير علاقات دولية: سياسات عمان لن تتغير.. وحضور سفيرها مؤتمر ترامب روتيني

الرئيس نيوز

- أذرع إيران وتركيا واليمين اليهودي مستفيدون من بقاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

بعد تولي السلطان هيثم بن طارق بن سعيد وزير الثقافة والتراث الأسبق الحكم في 11 يناير الماضي، خلفًا للسلطان الراحل قابوس بن سعيد، نزولاً عند رغبة السلطان الراحل الذي عبر عنها في وصيته وأيدته العائلة المالكة، أكد السلطان الجديد فور استلامه منصبه التزامه بخط السياسة الخارجية التي أرساها السلطان الراحل، وهي مواصلة العمل مع دول مجلس التعاون الخليجي، ودعم الجامعة العربية لتحقيق أهدافها وتحقيق التكامل الاقتصادي العربي ومواصلة دور بلاده كعضو فاعل في منظمة الأمم المتحدة باحترام ميثاقها والعمل مع الدول الأعضاء على تحقيق السلم والأمن الدوليين.

وأثار خطاب السلطان هيثم بن طارق في أول كلمة له بعد أدائه اليمين القانونية بتأكيد سيره على ثوابت السياسة العمانية كما أرساها السلطان الراحل خاصة في بعدها الخليجي والعربي ونهج السلطنة التصالحي مع الجميع، تساؤلاً  لدى المراقبون ما إن كانت ستشهد السياسة العمانية الخارجية مرحلة جديدة مع السلطان الجديد أم لا خاصة مع حضور السفيرة العمانية حنينة المغيرية مؤتمر الإعلان عن صفقة القرن؟.

رئيس مجلس العلاقات العربية الدولية "كارنتر"، الدكتور طارق آل شيخان الشمري، قال إنه لابد من ربط حضور السفيرة العمانية، حنينة المغيرية لمؤتمر إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن صفقة القرن، بزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مسقط، إذ أنه من ثوابت السياسة العمانية السابقة والحالية والمستقبلية هو التوسط بين الدول باعتبارها دولة راعية للسلام.

وأضاف "الشمري" في تصريحات لـ"الرئيس نيوز" أن سلطنة عمان استضافت الرئيس الفلسطيني محمود عباس ثم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معتقداً أنهم استخلصوا من الزيارتين بعض الأمور وتم تقديمها كرؤية عمانية للإدارة الأمريكية، ولا يعني ذلك أنه تم الأخذ بها أو تركها.

- خطة ترامب للسلام فاشلة وأجهضت في نفس اللحظة

وأشار "الشمري" إلى حضور السفيرين البحريني والإماراتي مؤتمر صفقة القرن قائلاً: "مجرد إجراء روتيني، فعندما يعقد مؤتمراً أو إعلان دولي للرئيس الأمريكي، يتم توجيه الدعوة إلى كل سفارات الدول في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن حضور السفراء العرب للمؤتمر لن يغير من الخطة لأنها فاشلة وتم إجهاضها في نفس اللحظة".

وشدد "الشمري" على ضرورة عدم إعطاء الخطة أكبر من حجمها، واصفاً الصفقة بالفاشلة، كما أن أي محاولة لعقد مفاوضات سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين ستكون محكومة بالفشل، مؤكداً أن الصراع سيبقى قائماً بين الطرفين لوجود جهات تابعة لهم تستفيد من هذا الوضع، مثل حماس والجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي وهم أذرع إيران وتركيا في المنطقة، وأيضاً اليمين اليهودي لايريد السلام سواء في إسرائيل أو الضفة لأنه بذلك تنتهي كل دكاكين الوكالات لإيران وتركيا وغيرهم.

وحول سياسة سلطنة عمان الخارجية، في عهد السلطان الجديد، هيثم بن طارق، قال رئيس مجلس العلاقات العربية الدولية، إن السياسية التي بناها وأرسى قواعدها المغفور له السلطان قابوس بن سعيد لن تتغير، لأنها سياسة شعب وبلد، لافتاً إلى أنه عندما نتحدث عن سياسة بلد، فنحن لانتحدث عن سياسة حزب ديموقراطي أو جمهوري.

وأكد "الشمري": "مسألة ثوابت السياسة العمانية الداخلية والخارجية، حسمت منذ نحو 17 عاماً، حيث قررت القيادة العمانية في ذلك الوقت أن تستمر ثوابت سياستها الداخلية والخارجية حتى بعد رحيل السلطان قابوس".

وأشار "الشمري" إلى أن ذهاب بعض المحللين والخبراء إلى أن السياسة العمانية قد تتغير بعد رحيل السلطان قابوس بن سعيد، قائلاً: "هذا غير صحيح، والسياسة العمانية الخارجية حسمت بالإعتماد على السلام وعدم الدخول في الحروب وعدم التورط في أي تحالفات قد تؤثر على حيادية واستقلالية السياسة الخارجية ونأيها عن هذا الصراع".

كما لفت "الشمري" إلى أنه قد يكون هناك تغيير فقط في السياسة الداخلية بشكل طفيف جداً، عن طريق السماح بمزيد من الاستثمارات الاقتصادية والانفتاح على المجتمع لبناء الدولة وتشجيع المواطنين على الانخراط في الشركات الخاصة".

وأتم "الشمري" أن الانفتاح سيكون في المحور الإقتصادي، بحيث نرى انفتاح اقتصادي عماني بالسماح للشركات والدول في الاستثمار في سلطنة عمان من دون أن يؤثر ذلك على قيم وثوابت المجتمع.