الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

رفض فلسطيني صريح.. «خطة ترامب» تثير ردود فعل متباينة في العالم

الرئيس نيوز

في الوقت الذي اعتبر فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، "خطة السلام" التي أعلن عنها أمس، بحضور سفراء الإمارات والبحرين وسلطنة عمان، "الفرصة الأخيرة" بالنسبة للفلسطينيين، اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطة السلام الأمريكية أنها "صفقة المؤامرة" التي "لن تمر وستذهب إلى مزبلة التاريخ".

وخرج الفلسطينيون في احتجاجات كبيرة ضد "الصفقة"، قبل ساعات من الكشف عنها، كما يخطط لمزيد من الاحتجاجات في الأيام المقبلة، كما تظاهر المئات في الأردن أمام السفارة الأمريكية في العاصمة عمّان ضدها.

دعوة للدراسة لمتأنية للرؤية الأمريكية
وطالبت مصر بأهمية النظر لمبادرة الإدارة الأمريكية من منطلق أهمية التوصل لتسوية القضية الفلسطينية بما يعيد للشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة من خلال إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفقاً للشرعية الدولية ومقرراتها.

كما دعت مصر الطرفين المعنيين بالدراسة المتأنية للرؤية الأمريكية لتحقيق السلام، والوقوف على كافة أبعادها، وفتح قنوات الحوار لاستئناف المفاوضات برعاية أمريكية، لطرح رؤية الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إزاءها، من أجل التوصل إلى اتفاق يلبي تطلعات وآمال الشعبين في تحقيق السلام الشامل والعادل فيما بينهما، ويؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

جهود ترامب مشكورة
بدورها، أكدت المملكة العربية السعودية دعمها لكافة الجهود الرامية للوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، مثنية في الوقت نفسه على الجهود التي تقوم بها إدارة الرئيس الأمريكي لتطوير خطة شاملة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وتشجع البدء في مفاوضات مباشرة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية، ومعالجة أي خلافات حول أي من جوانب الخطة من خلال المفاوضات.

نقطة انطلاق للعودة إلى طاولة المفاوضات
من جانبه، قال سفير دولة الإمارات لدى واشنطن، يوسف العتيبة، في بيان على "تويتر" إن بلاده تقدر الجهود المستمرة التي تبذلها الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام فلسطيني إسرائيلي، واصفة هذه المبادرة بالجادة وتمثل نقطة انطلاق هامة للعودة إلى طاولة المفاوضات.

تحذير من إجراءات أحادية إسرائيلية
بينما، ‏أكد الأردن ضرورة تحقيق سلام حقيقي عادل شامل على أساس حل الدولتين الذي يلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وخصوصاً حقه في الحرية والدولة على خطوط ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية، بما يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني، ويضمن أمن جميع الأطراف، ويحمي مصالح الأردن، بما فيها تلك المرتبطة بقضايا الوضع النهائي.
وحذر الاردن من التبعات الخطيرة لأي إجراءات أحادية إسرائيلية تستهدف فرض حقائق جديدة على الأرض، مثل ضم الأراضي وتوسعة المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وانتهاك المقدسات في القدس. ‏

الأمم المتحدة تتمسك بقرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات الثنائية حول إقامة دولتين
وأكد المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في بيان أن المنظمة تتمسك بقرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات الثنائية حول إقامة دولتين، إسرائيل وفلسطين، "تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن داخل حدود، معترف بها على أساس حدود عام 1967".
أوضح البيان: "لقد تم تحديد موقف الأمم المتحدة من حل الدولتين على مر السنين بموجب القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة التي تلتزم بها الأمانة العامة"، مضيفاً إن الأمم المتحدة تظل ملتزمة بمساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين على حل النزاع على أساس قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقيات الثنائية.

الاتحاد الأوروبي ملتزم بحل الدولتين عن طريق التفاوض
بدوره، أكد الاتحاد الأوروبي على التزامه الثابت بحل الدولتين عن طريق التفاوض، واستعداده للعمل من أجل استئناف مفاوضات جادة قابلة للتطبيق بهدف حل جميع المسائل المتعلقة بالوضع الدائم وتحقيق سلام عادل ودائم.
ودعا وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان باسم دول التكتل إن الاتحاد سيدرس ويجري تقييماً للمقترحات المقدمة من الإدارة الأمريكية فضلاً عن إعادة إحياء الجهود اللازمة بشكل عاجل بهدف تحقيق هذا الحل التفاوضي، مع احترام جميع قرارات الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية ذات الصلة".

منهج متوازن لكسر الجمود
وقال الموقع الإخباري للإذاعة الألمانية "دويتش فيله" إن وزير الخارجية الألماني "هايكو ماس" دعا إلى اتباع منهج متوازن لكسر الجمود. وقال "فقط حل الدولتين عن طريق التفاوض، المقبول من الجانبين، يمكن أن يؤدي إلى سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
وأضاف ماس أن مقترح ترامب أثار أسئلة "حول مشاركة الأطراف المتصارعة في عملية التفاوض وعلاقتها بالمعايير الدولية والمواقف القانونية المعترف بها".

وشكك ممثلون من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) والحزب الاجتماعي الديمقراطي (SPD)، والأحزاب داخل الائتلاف الكبير، في أن خطة ترامب ستحقق السلام المستدام في الشرق الأوسط. ووصف يوهان وديفول، نائب حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، المقترح بأنه "خطة سلام أحادية الجانب" لا تجلب "أي سلام دائم" في الشرق الأوسط. وشدد Wadephul على أن حل ترامب القائم على دولتين سوف ينحرف عن الحل الذي تصوره الاتحاد الأوروبي والحكومة الألمانية.

باريس: سنبحث في التفاصيل
وكانت باريس منفتحة على جهود ترامب للتوصل إلى خطة، لكنها قالت إنها ستبحث عن كثب في التفاصيل.
وقال بيان لوزارة الخارجية الفرنسية "ترحب فرنسا بجهود الرئيس ترامب وستدرس عن كثب برنامج السلام الذي قدمه." كما أكد البيان على رغبة فرنسا في حل الدولتين.

مقترح جاد يعكس وقتا وجهدا طويلا
كانت بريطانيا، التي من المقرر أن تغادر الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة، أكثر دفئًا تجاه مقترحات واشنطن. وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب في بيان "من الواضح أنه مقترح جاد يعكس وقتا وجهدا طويلا."
في وقت سابق، تحدث رئيس الوزراء بوريس جونسون مع ترامب، قائلا إن المقترح "يمكن أن يثبت خطوة إيجابية إلى الأمام".

أعلنت موسكو روسيا إنها ستقيّم المقترح ودعت الإسرائيليين والفلسطينيين إلى التفاوض مباشرة لإيجاد "حل وسط مقبول للطرفين". وأضاف نائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف: "لا نعرف ما إذا كان المقترح الأمريكي مقبولًا أم لا. يجب أن ننتظر رد فعل الأطراف".
نعد بمقاومة الصفقة
من جانبه، رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخطة ووصفها بأنها "هراء" ووعد "بمقاومة الصفقة بكل أشكالها".
وأضاف عباس "صفقة المؤامرة هذه لن تمر. شعبنا سيلقيها الى مزبلة التاريخ." وتظاهر مئات الفلسطينيين في قطاع غزة قبل الكشف عن الخطة. يتوقع المزيد من الاحتجاجات طوال يوم الأربعاء. وقال الجيش الإسرائيلي إنه كان ينشر قوات مشاة على طول وادي الأردن.

ووصفت حماس مقترح ترامب بأنه "صفقة معادية". ويعقد وزراء خارجية جامعة الدول العربية اجتماعا خاصا بشأن المقترح يوم السبت المقبل.
محكومة بالفشل
فيما اعتبرت إيران الصفقة محكومة بالفشل، واصفة المقترح الأمريكي بخطة العار وخيانة العصر. كما أبدت طهران للتعاون استعدادها على جميع المستويات لمكافحة هذه المؤامرة ضد أمة الإسلامية رغم خلافات بعض دول المنطقة معها.