السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"قارئ الكف".. أحمد الصباحي نافس مبارك شكليًّا ولقَّب نفسه بـ"خوميني مصر"

الرئيس نيوز

عاش نحو 100 سنة وأسس حزبًا سياسيًا لكن لم يعرفه المصريون إلا عام 2005، عندما أعلن ترشحه في انتخابات الرئاسة التي أجريت لأول مرة بنظام التعددية وليس الاستفتاء، ليمثل ظاهرة غريبة من الحياة السياسية في ذلك الوقت.

إنه أحمد الصباحي، الوجه العجوز صاحب الطربوش الشهير، ورئيس حزب الأمة، والذي توفي في مثل هذا اليوم، 21 يناير، عام 2009.

وُلد أحمد الصباحي في 29 مار 1910 بمديرية الشرقية، ودرس في الأزهر، ثم تخرج ليعمل محصلا في ترام القاهرة خلال فترة الأربعينيات، قبل أن يشتغل بتدريس الرياضيات.

بدأ الصباحي علاقته بالحياة السياسية عندما انتمى إلى حركة مصر الفتاة أثناء الملكية، وبعد الثورة انخرط في التنظيمات السياسية التي أسستها، وعندما عادت الأحزاب مرة أخرى على طريقة الرئيس الراحل أنور السادات انضم إلى حزب العمل، غير أنه خرج منه سريعا ليؤسس الحزب الذي ترشح باسمه في انتخابات الرئاسة بعد نصف قرن من ذلك التاريخ.

قرر الصباحي تأسيس حزب باسم "الأمة" فرفضته لجنة شئون الأحزاب، فرفع دعوى قضائية لتحكم له المحكمة الإدارية بتأسيس الحزب عام 1981، حتى أنه ظل يردد بعد ذلك أن حزبه هو أول حزب يُشهر في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك.

لم يكن أحد يعرف عن حزب الأمة الغسلامي شيئا إلا الصباحي وباقي قياداته، لكن عندما قرر الرجل التسعيني الترشح في الانتخابات الرئاسية بدأ الناس يسمعون عن "أهداف" الحزب وأفكاره وعن رئيسه أيضا، ويتعاملون مع كل هذا على أنه "إفيه سياسي".

من غرائب الحزب أنه يتبنى ارتداء المصريين الطربوش على غرار الصباحي الذي كان يرى أنه بهذا يدافع عن الهوية الثقافية للمصريين، كما أنه كشف أن أحد مشروعات الحزب تأسيس مدرسة للحلاقين.

أما عن الوزارات التي ينوي تأسيسها إذا وصل إلى السلطة فكانت وزارة للزكاة وأخرى لمحو الأمية، وثالثة لإحداث توازن بين الأجور والأسعار، بالإضافة إلى عودة "عسكري الدرك" لإعادة الأمان للشارع المصري.

بالنبة لأفكار حزب الأمة، فهي العودة لمبادئ الإسلام، واعتبر الصباحي أن حزبه حزب إسلامي، كاشفا في تصريحات صحفية أثناء حملته الانتخابية أنه يلقب نفسه بـ"خوميني مصر" على غرار روح الله الخوميني قائد الثورة الإسلامية في إيران، لافتا إلى أنه أرسل رسالة لمبارك كشف له فيه كل هذا و"لم يغضب". 

خرج الصباحي في مؤتمراته الانتخابية بإطلالة غريبة على المصريين، كان عجوزا للغاية، يبلغ من العمر في عام الانتخابات 95 سنة، مرتديا الطربوش الأحمر الذي كان يرتديه المصريون على رؤوسهم في القرن التاسع عشر ومنتصف القرن العشرين حتى تخلوا عنه في العهد الجمهوري بعد ثورة 23 يوليو.

غرابة الأمر تعدت المظهر، إذ كانت تصريحاته غريبة للغاية، وأهمها أنه إذا فاز سيتنازل عن السلطة لحسني مبارك الذي يراه الأجدر لقيادة البلاد، مضيفا أنه لم يترشح إلا لـ"تدعيم الديمقراطية وإثراء التجربة".

وبدا الأمر أكثر غرابة عندما عرف الناس أن الصباحي خبير في "قراءة الكف" وتفسير الأحلام، وبالفعل كانت له عدة كتب في هذا المجال.

في الانتخابات حصل الصباحي على 4393 صوتا احتل بهم المركز الثامن بين المترشحين، فطواه النسيان سريعا وكأنه يكن موجودا.

وفي عام 2007 قرر التنازل عن رئاسة الحزب، فقضى عاميه الأخيرين وهو يشاهد التصارع الداخلي على الحزب الذي أسسه ولم يكن له أي تأثير يُذكر إلا التنافس الشكلي أمام مبارك.