الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

سعيد شعيب: أردوغان ينشر كتب سيد قطب في أوروبا.. ونظامه الإخواني سيسقط (حوار)

الرئيس نيوز

- عمر البشير كان ابنا بارا للإخوان.. وعلى الشعب السوداني ألا يقع في نفس الفخ

- أردوغان طبق شروط أوروبا بهدف إخراج الجيش من السياسة.. ثم عاد لأحلام الخلافة الإسلامية

- تفكيك التنظيمات الإسلامية ليس كافيا.. وكل من يقول "الإسلام دولة وخلافة" إخوانيا وإن لم يكن منهم

- نعلم أبناءنا في المدارس أن الإسلام "دولة وخلافة" ثم نحذرهم ممن يحاولون تطبيق الفكرة!

- أتاتورك لم يكن علمانيا واضطهد الأقليات.. وأردوغان تخرج من مدارسه الدينية

- أغلب المسلمين يثورون حاليا ضد نماذج الحكم الإسلامي.. والإخوان وراء تصنيف كندا لمصر "دولة خطرة"

 
توقَّع الكاتب والباحث سعيد شعيب سقوط نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، معتبرا أن هذه هي النهاية الطبيعية لكل الأنظمة التي ترفع شعار "الإسلام دين دولة وخلافة".

وقال مؤسس ومدير "المعهد الكندي للدراسات الإسلامية" إن أردوغان عمل على نشر أفكار تنظيم الإخوان الإرهابي في الغرب، مطالبا بتبني تأسيس تحالف دولي غير رسمي لهزيمة الإسلاميين في الخارج.

وأضاف "شعيب"، في حوار مع "الرئيس نيوز" بمناسبة صدور كتابه "إسلام أردوغان"، إن الرئيس التركي والإخوان يريدون تطبيق نموذج حكم فشل طوال 1400 سنة وأنتج امبراطورية استعمارية، بحسب قوله.

وأشار الباحث الذي عمل صحفيا لسنوات طويلة، إلى أنه أسس المعهد الكندي للدراسات الإسلامية من باحثين ورجال دين بارزين من دول متنوعة، بهدف هزيمة جماعة الإخوان وقوى الإسلام السياسي في الغرب.


- بدايةً.. حدثنا عن مشروع الكتاب الذي يبدو أنك انتهيت منه قبل أسابيع قليلة.
* "إسلام أردوغان" الذي صدر مؤخراً عن سلسلة كتاب الهلال التي يترأس تحريرها الأستاذ خالد ناجح؛ يكشف بالمعلومات الموثقة أن الدول التي حكمها الإخوان والإسلاميون وطبّقوا أيديولوجيتهم "الإسلام دولة وخلافة"، كانت دولا فاشلة وديكتاتورية وضد المسلمين وضد الإنسانية.

اخترت في الكتاب نموذجين، الأول عمر البشير الرئيس السوداني السابق، وهو ابن بار للإخوان. والنموذج الثاني هو رجب طيب أردوغان الذي استطاع خداع المسلمين والعالم كله. فالإسلام لم يكن "دولة وخلافة" ولا يجب أن يكون، والذين حكموا ويحكمون باسمه منذ أكثر من 1400عام، في الحقيقة دمروا الإسلام ودمروا المسلمين ودمروا الإنسانية.

 
"مقبرة السودان".. هكذا وصفت طريقة إدارة عمر البشير "الإخواني" لبلده طوال 30 سنة.. ماذا يحتاج المجتمع السوداني كي يعود للحياة مرة أخرى إذن؟

*  بعد ثورة الشعب السوداني ضد الإخوان وضد أيديولوجية "الإسلام دولة وخلافة"، يواجهون ذات المشكلة الحالية التي واجهتها البلاد ذات الأغلبية من المسلمين مثل تركيا ومصر والعراق وسوريا وليبيا وغيرها. وهي ببساطة مطاردة وإقصاء وسجن وسحل تنظيمات الإخوان والإسلاميين لإقصائهم من المنافسة على السلطة وفي نفس الوقت الحفاظ والدفاع عن أيديولوجيتهم. أي أننا نطارد أعضاء هذه التنظيمات ولا نغلق المصانع التي تنتج هؤلاء الجنود، بل نجهزهم ونعدهم لكي ينضموا مجدداً ليكونوا إرهابيين أعضاء في تنظيمات الإخوان والإسلاميين.

لا يمكن القضاء على الإخوان والإسلاميين دون القضاء على فكرة أن "الإسلام دولة وخلافة"، فكل من يقول إن "الإسلام دولة وخلافة" هو إخواني حتى لو لم ينضم إلى تنظيمات الإسلاميين.

عمر البشير طبّق أيديولوجية "الإسلام دولة وخلافة"وكانت النتيجة تقسيم السودان وحروب أهلية وفقد وخراب وقمع واستبداد.. إلخ. أتاتورك وعبد الناصر وصدام وغيرهم من الحكام السابقين والحاليين يعتقدون أنه يمكن حل المشكلة بتفكيك وتدمير هذه التنظيمات التي تنافسهم على السلطة، مع الإبقاء على ما سمّيته "مصانع إنتاج الإخوان والإسلاميين"، مصانع إنتاج جنود "الإسلام دولة وخلافة".

لا حل لكي نخرج من هذا المستنقع الذي دمر بلادنا، إلا بالتخلي عن فكرة أن "الإسلام دولة وخلافة". وهناك اجتهادات إسلامية لا حصر لها تتبنى هذه الفكرة. منها علي سبيل المثال وليس الحصر الشيخ علي عبد الرازق صاحب كتاب "الإسلام أصول الحكم"والمفكر السوداني محمود محمد طه وغيرهما.

 - ومن أين نبدأ لتطبيق هذا الحل على أرض الواقع؟

* يجب أن نُعلِّم أولادنا في المدارس والجامعات والمؤسسات الدينية وغيرها أن الإسلام ليس دولة ولا خلافة ولا يجب أن يكون. واذا فعلنا يمكننا في هذه الحالة أن نصبح "دولة طبيعية" تلتحق بالإنسانية ونتخلص من الإرهاب والإرهابيين.

فما يحدث غير منطقي، أنت تقول للناس عبر التعليم والصحافة والإعلام والمؤسسات الدينية أن "الإسلام دولة وخلافة"، وفي ذات الوقت تقول للناس إن التنظيمات التي تريد تحقيق ذلك على الأرض مثل الإخوان شريرة وإرهابية.. إلخ.

وللأسف يسعى من يحكمون الدول ذات الأغلبية المسلمة لأن يثبتوا لأنفسم ولشعوبهم طوال الوقت أنهم "مسلمين" أكثر من "الإخوان والإسلاميين"، بأن يطبقوا بدرجة أو أخرى النموذج الإخواني "الإسلام دولة وخلافة"، وبالتأكيد إذا قارن المسلم العادي بينهم وبين "الإخوان"فستكون النتيجة لصالح الإخوان، لأنهم أكثر التزاماً بهذا النموذج، في حين أن دور الحاكم وحكومته ليس إدخال المواطنين الجنة أو تعليمهم دينهم، دوره الوحيد هو تحقيق الحرية والعدل والرفاهية لشعوبهم.

-  من المفارقات أن حوارك الشهير مع مرشد الإخوان مهدي عاكف عام 2006 تضمن استشهادك له باحتلال تركيا العثمانية لمصر وكان رأي عاكف أنه ليس احتلالا؛ كيف تستعيد هذا الكلام في ظل رغبة أردوغان حاليا في دخول ليبيا على الحدود الغربية لمصر؟

 *  عندما تقول إن الإسلام "دولة وخلافة" لا يوجد وطن اسمه مصر، ويتحول الدين إلى وطن، وهو بالتأكيد ليس كذلك. فيصبح ولاء المسلم لدولة "الإخوان وداعش والقاعدة" وغيرهم. وهذا ما كشفه الحوار مع مهدي عاكف بفجاجة. فلم تكن لديه أي مشكلة في أن يحتل مصر أي مسلم من أي مكان، طالما أنه مسلم، بل - كما قال في الحوار - "حتى لو كان خمورجي وبتاع نسوان". فالولاء هنا في الحقيقة ليس للإسلام كدين، ولكن للإمبراطورية الاستعمارية التي تأسست منذ 1400عام، وكل ما يحاول الإخوان والإسلاميين فعله هو استعادتها مجدداً، وأول خطوة فيها هي أن تصبح "مصر إسلامية" وبعدها السعي لاستعادة هذه الإمبراطورية وأسلمة العالم كله.

وللأسف نحن ندرِّس في مدارسنا وجامعتنا ومؤسساتنا الدينية أن هذا "الاستعمار العربي" جزء من الدين، ثم ننزعج من داعش عندما حاولت استعادة هذا الاستعمار وأن تفعل ما فعله الغزاة القدماء.

الذين يؤمنون بالفكر الإخواني، سواء أعضاء في تنظيماتهم أم لا، يحولون ديننا العظيم "الإسلام" من كونه فردية بين الانسان وربه، إلى عنف وكراهية وإرهاب، ويحاولون إقناع مجتمعاتنا بأن هذا "دين" و"إسلام"، وأن من يقول غير ذلك فهو كافر ويجب قتله. أي من يؤمنون بالقيم العظمى للإسلام يكفروه ويحرضون على قتله.

يفعل ذلك الإخوان كتنظيم، ويفعل ذلك من هم خارج تنظيم الإخوان ويؤمنون بأيدولوجيتهم، وهم موجودين في كل مؤسسات الدولة المصرية.

 
- في كتابك فصل عن مصطفى كمال أتاتورك تتساءل فيه "هل كان علمانيا؟". هذا الرجل هو مؤسس الجمهورية التركية عام 1923.. كيف تنظر لتطور تركيا صعودا أو هبوطا بالنسبة للعلمانية قبل 3 سنوات من مئوية تأسيس الدولة الحديثة على يديه؟

- دولة كمال أتاتورك لم تكن علمانية كما يروج الإسلاميون وحلفاؤهم من اليسار وغير اليسار. العلمانية تعني المساواة الكاملة في الحقوق والواجبات بين كل المواطنينن تعني الحرية والعدالة. أتاتوك رفع المصحف في إحدى معاركه للحفاظ على جزء من الإمبرارطورية العثمانية، وهي ما نسميه اليوم تركيا.

أتاتورك اضطهد الأقليات غير المسلمة بل واضطهد المسلمين غير السنة. في دولة أتاتورك كان لا بد أن تكون مسلما سنيا حتى لا تتعرض لأي تمييز أو اضطهاد. كما أنه أقصى نهائياً الجناح الذي كان ينادي ببناء دولة علمانية ديمقراطية مثل الغرب، وأسس دولة ديكتاتورية. أقصى نهائياً الإسلاميين واليسار وكل أطياف المعارضة. وأقصى أيديولوجيا "الإسلام دولة وخلافة" من المجال السياسي، لكنه أبقى عليها في المؤسسة الدينية التي أسسها لكي تسيطر على المساجد والمدارس الدينية. أردوغان وأغلب الإسلاميين في تركيا تخرجوا من هذه المدارس والمساجد التي تعلمهم أن الإسلام "خلافة" وأن "الإمبراطورية الاستعمارية العثمانية" هي جزء من الدين، بل هي الدين، ولا دين بدونها. أي أنه أقصى الإسلاميين من منافسته على السلطة، وترك لهم المجتمع. الإسلاميون استفادوا من هذا الإقصاء لكل القوى السياسية والمجتمعية وملئوا الفراغ، وتسللوا إلى مسام المجتمع ومفاصل الدولة انتظاراً للحظة المناسبة. لذلك عندما تحرك أردوغان والإسلاميون كتنظيمات سياسية في تركيا اكتسحوا، فقد كانت الدولة التركية تجهز لهم وتعد لهم الجنود المستعدين في كل مكان.

 - بعد التعديلات السياسية التي نفذها أردوغان وتحويل النظام إلى رئاسي فمن الممكن أن يظل في الحكم حتى الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية.. كيف تتوقع مستقبله في ضوء سياساته الحالية؟

* نموذج أردوغان سيسقط مثلما سقط نموذج البشير في السودان. وجهده الدؤوب لأخونة أو أسلمة تركيا سيفشل، والكتاب فيه توثيق لكل ذلك. أغلب المسلمين لا يتحملون نموذج "الإسلام دولة وخلافة"، ثاروا ضده في السودان وفي مصر وفشل حتى الآن في اختطاف تونس. أغلبهم "اتخضوا" من داعش ورفضوها، يثورون ضد نموذج "الإسلام دولة وخلافة" في العراق وفي إيران، فقد فشل هذا النموذج طوال أكثر من 1400عاماً، أسس إمبراطورية ديكتاتورية استعمارية عانى فيها المسلمون وعانت فيها أكثر الأقليات الدينية والعرقية.

لذلك عندما انهارت سوريا واستطاع الهرب منها كثير من المسلمين خاطروا بحياتهم للوصول إلي البلاد "العلمانية الديمقراطية الحرة" التي يعرف المسلم جيداً أنها ستتعامل معه بإنسانية، وأنه سيحصل فيها علي الحرية والكرامة والعدل. ولم يفكر أن يخاطر بحياته ويموت غرقاً لكي يصل إلى البلاد التي ما زالت غارقة في النموذج الإخواني "الإسلام دولة وخلافة". لم يطالبوا بأن يعيشوا في ظل دولة داعش وهي التي تطبق حرفياً نموذج "الإسلام دولة وخلافة"، فكثير من المسلمين آمنوا بأن هذا النموذج ضدهم وضد الإنسانية.

-   حدثنا عن دعم أردوغان للتشدد والإرهاب داخليا وخارجيا، وكيف يتعامل مع المناهضين لمشروعه في الداخل كما فصّلت في الكتاب؟

*  الكتاب يتضمن الكثير من المعلومات الموثقة عن أن أردوغان لا يدعم الإرهابيين فقط، من أجل المصالح المباشرة فقط، بل هم رفاقه، يحلمون بذات المشروع "الإسلام دولة وخلافة"، الفرق في الأدوات وليس في الهدف النهائي. لقد كان أردوغان هو البوابة التي دخل منها معظم الإرهابيين إلى سوريا لإسقاط "النظام العلوي الشيعي" الذي يعتبره أردوغان عدوا. كما تسامح مع الإرهابيين الأتراك الذين عادوا إلى تركيا بعد القضاء على داعش، وفي ذات الوقت يسجن ويسحل المعارضين له، لقد شكل جماعات عنيفة عبر المساجد لتأديب معارضيه. كما أنه ينشر كل الكتب التي تحرض على الإرهاب (مثل كتب سيد قطب) ليس فقط داخل تركيا، ولكن خارجها أيضاً وخاصة في الغرب، فعبر الأتراك المسلمين الذين يعيشون هنا في كندا وعبر المساجد والمراكز التي يمولها، ينشر "الإسلام الإخواني" الذي يؤمن كما قلت أن "الإسلام دولة وخلافة".

-  كباحث متخصص في الشئون الإسلامية، وبالنظر إلى استعراض تجربتي البشير وأردوغان كأصحاب مشاريع إخوانية.. هل يمكن رصد اختلافات بينهما في أساليبهما لتمكين "دولة الخلافة"؟

في الجوهر لا فرق، كل ما في الأمر أن أردوغان يواجه صعوبات لتطبيق نموذج "الإسلام دولة وخلافة"، ومنها على سبيل المثال أنه طبق أغلب شروط الاتحاد الأوروبي ليس للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ولكن لإخراج الجيش من الحياة السياسية، وعندما تحقق له ذلك، تخلى تدريجياً عن هذه المواصفات، ليعود إلى تحقيق حلمه بأن يكون خليفة كل المسلمين.

من المهم أن أقول لك إن النجاح الاقتصادي الذي حققه أردوغان لم يكن لأنه يطبق نموذج "الإسلام دولة وخلافة"، ولكن لأنه طبق المواصفات الغربية في النمو الاقتصادي، مثل قضاء مستقل والفصل بين السلطات.. إلخ. والسبب الثاني أنه خدع الغرب، بل والعالم بأن قدم نفسه كنموذج لحاكم مسلم علماني ديمقراطي، فساعده الغرب الذي كان يبحث عن نموذج متصالح مع الحداثة بديلاً لنموذج تنظيم القاعدة التي تسبب في قتل آلاف الأمريكيين وغير الأمريكيين.

-  مصر تخلصت من المشروع الإخواني داخليا في 2013.. كيف تقرأ معركتها الخارجية مع الإخوان؟

* لا يمكن الانتصار على الإخوان وعموم الإسلاميين دون هزيمتهم في الخارج أيضاً، فهم في الخارج وخاصة في الغرب يدعمون بقوة الإخوان في الشرق الأوسط ماليا وسياسياً.. إلخ. لا يمكن هزيمتهم دون بناء تحالف دولي ضدهم، ليس من الحكومات ولكن من الصحفيين والإعلاميين والباحثين والأكاديميين وقوى المجتمع المدني.. إلخ، وكل الذين يؤمنون بخطورة "الإسلام السياسي" أو الإسلام "الإخواني" على بلادهم، وهي قوى كثيرة ومتنوعة وجاهزة للتعاون الجاد.

هذا للأسف لا يحظى بالاهتمام الكافي من الدولة المصرية ومن الدول التي تواجه هذا المشروع في الشرق الأوسط. وسأضرب لك مثالاً عن كيف يعمل الإخوان في كندا ضد مصر.. لقد  تم وضع مصر هنا على قائمة الدول الخطرة مثل سوريا واليمن،  فهل منطقي أن تتشابه مصر مع اليمن وسوريا؟!

بالقطع لا، ولكن كان وراء ذلك جهد إخواني في الحزب الليبرالي الذي كان يحكم وقتها، والهدف هو تدمير سمعة مصر، وتسهيل إجراءات حصول الإخوان وأحبائهم على اللجوء السياسي في كندا.

 
- قلت "إن الدولة العلمانية هي التي يجب أن نبنيها في بلداننا التعيسة".. بالنسبة لمصر كيف يمكن تحقيق ذلك بالنظر إلى مكانة مؤسسة دينية عريقة مثل الأزهر ونظرة الناس للدين؟

*  العلمانية أولا ليست دينا حتى تنافس الأديان. وهي أيضاً نقيض لكل أنواع الديكتاتوريات. العلمانية ببساطة هي طريقة في إدارة الدولة، أول أسسها هي ألا يكون للدولة دين أو أيديولوجيا، وذلك حتى لا تنحاز لأي دين أو أيديولوجيا ضد أخرى، فهي تقف على مسافة واحدة من كل الأديان، تحمي حق المواطن في أن يعتنق ما يشاء من أديان ولا تفرض أو تدعو لدين معين، وهذا يؤمِّن للشعب حرية الاعتقاد، وهذا مستحيل تحقيقه دون حرية، أي المساواة المطلقة بين كل المواطنين في الحقوق والواجبات دون أي تمييز ديني أو عرقي أو أيديولوجي.. إلخ.

العلمانية والديمقراطية والحرية لا تتعارض أبداً مع القيم الكلية للإسلام، بل تتوافق معه، فلا تصدقوا الإسلاميين الكذبة.. هذا أولاً. وثانيا: في الإسلام لا توجد قداسة للأفراد مهما علت قيمتهم، ولا للمؤسسات مهما كانت، فديننا ليس فيه كهنوت أبداً ولا يجب أن نسمح به. وكل من يتبنى "إسلام الإخوان" علينا مقاومته مهما كان، فهذا النموذج خرب منطقتنا. وهؤلاء هم أعداؤنا الحقيقيون، بل وأعداء الإنسانية.
-  أخيراً.. أين أنت من الصحافة حاليا؟ هل تفرغت للعمل البحثي تماما وغادرت "بلاط صاحبة الجلالة"؟

*  أنا مغرم بالصحافة وعملت من كندا التي أقيم فيها حالياً مستشاراً لعدة مؤسسات صحفية وإعلامية في الشرق الأوسط، ولكني لم أستطع الاستمرار بسبب ظروفي الصحية، فالصحافة عمل يومي مرهق. استكملت طريقا كنت بدأته في مصر منذ حوالي ثلاثين عاما وهو الكتابة عن الحركات الإسلامية. فقد صدر لي من قبل كتاب "حوار الطظ .. خطايا الإخوان المسلمين في حق مصر" و"زوال دولة الإخوان" الذي صدر أثناء حكم الإخوان في مصر. وصدر لي أيضاً بالعربية كتاب "المسلمون في كندا"مع باحثين آخرين عن مركز المسبار بالإمارات. وأخيرا "إسلام أردوغان"عن دار الهلال.

وبالإنجليزية صدر لي كتابان هما "عشاق الموت" و"خطورة الإسلام السياسي على كندا .. مع تحذير لأمريكا". وقريبًا يصدر لي كتاب توثيقي عن الإخوان في شمال أمريكا (الولايات المتحدة الأمريكية وكندا)، أوضح فيه لماذا يسعون إلى تدمير الغرب، كما يسعون إلى تدمير أي مكان يكونون فيه.