الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"نقطة انطلاق الضفادع البشرية في حرب أكتوبر".. ما لا تعرفه عن "برنيس"

الرئيس نيوز


أسسها البطالمة على اسم الملكة "برنيكي".. وكانت قاعدة لنقل البضائع قبل اكتشاف "رأس الرجاء الصالح"


قبل نحو 2300 سنة أسسها البطالمة ميناءً تجارياً على البحر الأحمر، وبالأمس افتتح فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي قاعدة عسكرية هي الأكبر على الساحل الشرقي لمصر.

إنها مدينة "برنيس" في محافظة البحر الأحمر، والتي تصدر اسمها عناوين الصحف والمواقع الإخبارية أمس واليوم، بعد افتتاح القاعدة العسكرية بها، لتحتل مكانة جديدة فوق مكانتها التاريخية العريقة.

في السطور التالية نتعرف أكثر على "برنيس".

هي مدينة تأسست في عهد بطليموس الثاني، ثاني ملوك دولة البطالمة في مصر، وهم خلفاء الإسكندر الأكبر المقدوني في حكم مصر.

وبغض النظر عن أن موقع "ويكيبيديا" يقول بالخطأ إن المدينة سميت بطليموس الثاني، فإن الصحيح بحسب كتاب "المتوارث في مصر الفرعونية" أن التسمية منسوبة إلى اسم الملكة "برنيكي" أم بطليموس الأول.

وأصبحت المدينة ميناءً تجارياً عام 275 قبل الميلاد، بينما كانت نقطة اتصال البحر الأحمر بالصعيد في عهد البطالمة وحتى منتصف القرن الخامس عشر، حيث كانت البضائع تُحمل على الجمال منها إلى قفط على النيل بالقرب من قوص، ومن هناك تنقل على مراكب نيلية إلى البحر المتوسط عن طريق دمياط أو رشيد.

ظلت برنيس قاعدة لنقل البضائع بهذه الطريقة حتى اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح جنوبي إفريقيا سنة 1497.

يروي الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار الشهير في كتابه "مغامرات في وادي الملوك" أن المغامر الإيطالي جوفانى باتيستا بلزونى قام بمغامرات في برنيس، ضمن رحلاته في مصر والتي زار فيها أيضا النوبة والأهرامات طوال السنوات من 1817 إلى 1827.

اسم برنيس نجد له ذكراً أيضاً في مذكرات الفريق محمد فوزي، وزير الحربية من 1967 إلى 1970، في كتابه "حرب أكتوبر 1973.. دراسة ودروس"، كشف فيه كيف كانت المدينة ضمن مسرح عمليات القوات البحري ضد العدو الإسرائيلي.

يقول الفريق فوزي: "كان التخطيط البحري في خطة تحرير سيناء الشاملة يحدد منطقة بحرية في البحر الأحمر جنوب ميناء برنيس تتواجد فيها مجموعة الاعتراض والتدمير البحرية ضد السفن الإسرائيلية المتجهة إلى إيلات تطبيقا لخطة حصار مسرح العمليات البحري لإسرائيل".

يضيف: "يتميز هذا التخطيط بقربه من قاعدة برنيس الجوية حيث تمركز سرب مقاتل قاذف يتعاون مع قواتنا البحرية في شؤون الاستطلاع والحماية الجوية، وأن المنطقة بذاتها خارج نطاق العمل التكتيكي لطيران العدو".

ويروي إحدى عمليات القوات البحرية التي انطلقت من المنطقة فيقول: "قامت مجموعة بحرية بالبحر الأحمر بتوجيه نيران صواريخها الموجهة على مواقع العدو في شرم الشيخ، وتكرر القصف عدة مرات. الأمر الذي أثبت للعدو أن حرصه على الاحتفاظ وتأمين خليج العقبة أصبح عديم الفائدة بالنسبة لنجاح بحريتنا في تهديده، سواء بحصاره من الجنوب أو بتلغيم مدخله أو بقصفه بالنيران. كما تم القصف بالنيران على مواقع أخرى للعدو مثل رأس سدر".

وهناك عملية أخرى نفذتها مجموعة من الضفادع البشرية في خمسة قوارب صيد مساء يوم 8 أكتوبر، بمهاجمة حفار بترول بلاعيم ذي 6 أرجل مؤجر لإسرائيل بالقرب من أبو رديس، مؤكداً أن المجموعة نجحت في تدميره، لافتاً إلى أنه في العودة غرق قارب من الخمسة، وعاد طاقمه سباحةً إلى الشاطئ الشرقي لخليج السويس.