الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

كواليس اجتماع سد النهضة.. بحث عن دور أكبر لواشنطن.. و3 مطالب فى حال الوساطة

الرئيس نيوز




اختتمت فى العاصمة واشنطن، أمس الثلاثاء، اجتماعات وزراء الخارجية والري من الدول الثلاث "مصر وإثيوبيا والسودان"، بحضور أمريكا والبنك الدولي كمراقبين، للتباحث وتقييم الاجتماعات السابقة ومناقشة الرؤية الفنية والمطالب المصرية الخاصة بالاتفاق على قواعد الملء والتشغيل لخزان السد، وآلية للتشغيل التنسيقي بين السدود في إطار رغبة مصر بالتوصل لاتفاق عادل ومتوازن يحقق التنسيق بين سد النهضة والسد العالى.
وكشفت مصادر مطلعة على ملف المياه بوزارة الري، أن مصر عرضت خلال الاجتماعات رؤيتها الفنية بشأن قواعد ملء وتشغيل السد، والتى تمكن إثيوبيا من توليد الطاقة الكهرومائية وتحقيق التنمية مع ضرورة تحديد إجراءات وتدابير تخفيف آثار الجفاف، لمواجهة حالات الجفاف أو الجفاف الممتد التي قد تتزامن مع فترة ملء سد النهضة والقواعد تشغيله.
وأكدت المصادر، أنه تمت مناقشة مسألة التوافق حول التصرفات المائية المنطلقة من سد النهضة ولكن لم توضح إثيوبيا من جانبها أي إجراءات للحفاظ على قدرة السد العالى على مواجهة الآثار المختلفة التى قد تنتج عن ملء وتشغيل سد النهضة، خاصة إذا واكب ذلك فترة جفاف أو جفاف ممتد لعدة سنوات متتابعة، وأن يتكامل سد النهضة بوصفه منشأ مائى جديد في نظام حوض النيل الشرقي للحفاظ على مرونة المنظومة المائية لمواجهة الظروف القاسية التي قد تنشأ عن ملء وتشغيل سد النهضة. 
وأوضحت أن الاجتماع لم يسفر عن جديد ولم يصل إلى اتفاق، فى حين تم المطالبة بتدخل الوساطة الأمريكية والبنك الدولي كوسيط بدلا من مراقب فقط، رغم عدم رغبة إثيوبيا فى ذلك، واستمرار التعنت والمماطلة بهدف إطالة أمد المفاوضات بدون جدوى حتى موعد التخزين فى يوليو المقبل. 
من جانبه قال العالم المصري الدكتور علاء الصادق أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية بجامعة الخليج العربي فى مملكة البحرين، إن الولايات المتحدة والبنك الدولي سيعملان على إنجاح المفاوضات خلال  مرحلة الوساطة، مشيراً إلى أن الدول الثلاث  ستطلب مزيد من الوقت للتفاوض حول الموضوعات الأساسية العالقة، لكن من البديهي أن تتحول الولايات المتحدة والبنك الدولي إلى وسطاء لأنهم على دراية كاملة بالملف الآن، ولا أتوقع أن تسمح الولايات المتحدة بفشل المفاوضات. 
وأكد الصادق، أنه فى حالة الوساطة يجب أن يكون عند الدول الثلاث الرغبة في تحقيق التنمية المستدامة، وأن يتم التفاوض على ثلاثة مطالب رئيسية وهى "إدارة السد أثناء الجفاف في مصر وأثيوبيا والسودان ، والاحتياجات الإثيوبية من النيل الأزرق أثناء تشغيل السد ، وربط تشغيل السد العالي مع تشغيل سد النهضة لأن السد العالي يمكن أن يقف فيه توليد الكهرباء. 
وأوضح فى تصريحات خاصة ل"الرئيس نيوز "، أن الاحتمال الأكبر هو مد المفاوضات لبعض الوقت، أما في حالة فشل المفاوضات نهائيا، فسيتم طرح سيناريو الاحتكام للتحكيم الدولي، وموقف مصر القانوني والسياسي قوي جداً، ولكن موضوع التحكيم يمكن أن يأخذ وقتا طويلا وليس هناك آلية لتنفيذ الحكم.