السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

سياسي ليبي: على المليشيات تسليم الأسلحة والمقرات للجيش تنفيذاً لاتفاق موسكو

سعيد رشوان محلل سياسي
سعيد رشوان محلل سياسي ليبي


 

قال الدكتور سعيد رشوان، محلل سياسي ومسؤول ليبي سابق، إن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر عند إطلاق عملية "طوفان الكرامة" وضع لها سيناريوهين، الأول، تحرير طرابلس عسكرياً من الجماعات الإرهابية والمليشيات المسلحة، وثانياً تغليب عملية التفاوض بتسليم المليشيات للسلاح المنهوب من عام 2011 وجميع المقرات العسكرية إلى الجيش الوطني الليبي.

أضاف "رشوان" في تصريحات لموقع "الرئيس نيوز" إن الجيش الآن في موقف قوي وقاب قوسين أو أدنى من تحرير مدينة "مصراتة"، مشيراً إلى ما حققته قوات الجيش في ساعات قليلة من منطقة "بن جواد" حتى حدود مدينة "مصراتة" في عملية عسكرية محكمة بطول نحو "300 كم" تم خلالها تحرير مدينة "سرت" التي تضم قاعدة " القرضابية" الاستراتيجية التي يمكن من خلالها التعامل مع أي هدف في الشرق وأقصى الغرب.

أكد "رشوان" أنه بعد قبول الجيش بوقف إطلاق النار، فإنه ينبغي الآن على جميع المليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية تسليم كل الأسلحة والمعدات والمقرات للجيش الوطني الليبي، قبل البدء في عملية سياسية تتضمن تغيير "حكومة الوفاق" التي جاءت باتفاق "الصخيرات"، إضافة إلى شمول العملية السياسية الجديدة كل الأطراف الليبية دون أي إملاءات خارجية.

أشار "رشوان" إلى أن السياسيين والعسكريين يرفضون وقف المعارك بعد المكاسب الكبيرة التي تحققت على الأرض، وذلك لتخوفهم من الذين يديرون العملية السياسية في طرابلس المنتمين لجماعة "الإخوان" وعلى رأسهم المجلس الأعلى للدولة برئاسة خالد المشري خاصة بعد ارتمائهم في أحضان الرئيس التركي.

لفت "رشوان" إلى ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوجود جماعات متطرفة تقاتل في طرابلس، مؤكداً أن هذه فرصة حقيقية وأخيرة لهذه المليشيات في حال تسليم السلاح، مؤكداً في الوقت نفسه أن قوات الجيش بينها وبين الإيقاف والاستمرار كلمة.

واختتم "رشوان" أنه لا يمكن للجيش والساسة الليبيين والمواطنين أن يقبلوا بأن تكون تركيا وسيطاً في الحل السياسي وهي طرف أساسي في النزاع الليبي، خاصة أن سياستها تدار وفق حزب حاكم أيديولوجي ينحاز للمليشيات المتطرفة التي تحمل السلاح، كما أن رئيسها يمثل الإسلاميين المتطرفين في ليبيا، مشدداً أن تركيا لا يمكن أن تكون شريكاً أو وسيطاً في حل الأزمة بعدما قامت بدعم المليشيات المسلحة والمتطرفة في ليبيا بالأسلحة والمقاتلين والمرتزقة.

يشار إلى أن مصر أعلنت عن ترحيبها بوقف إطلاق النار غير المشروط الذي أُعلن مساء أمس في ليبيا، وتُعَبّر عن دعمها لكل ما يحقن دماء الشعب الليبي الشقيق، وتؤكد مجدداً على أهمية العودة إلى العملية السياسية ممثلة في عملية برلين وجهود المبعوث الأممي لإطلاق المسارات الثلاثة السياسية والاقتصادية والأمنية، وتؤكد مصر دعمها لحل شامل يحفظ أمن ليبيا وأمن دول جوارها ودول حوض البحر المتوسط، ويحفظ وحدة ليبيا وسلامة أراضيها.

وشددت مصر على ضرورة الاستمرار في مكافحة التيارات المتطرفة على الساحة الليبية، وأهمية إبداء الحزم اللازم في التعامل مع كل تدخل خارجي يُقدم الدعم لتلك التيارات، ويرسل المقاتلين الأجانب إلى الأراضي الليبية، وتُذكر بأن نجاح العملية السياسية يقتضي الالتزام بما تم التوافق عليه من ضرورة تفكيك الميليشيات بالتوازي مع وقف إطلاق النار، وهو الأمر الذي ستحرص مصر على تأمينه بالتعاون مع الشركاء، لاسيما أنه يحقق مصالح جميع الأطراف على الساحة الدولية.