الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

قبل اجتماع واشنطن.. خبراء: إثيوبيا تراوغ والسودان موقفه "مائع"

الرئيس نيوز

تستضيف العاصمة واشنطن، غدًا الإثنين، اجتماع  بوزارة الخزانة الأمريكية لوزراء الخارجية والري من الدول الثلاث "مصر وأثيوبيا والسودان"، للتباحث وتقييم الاجتماعات الأربعة السابقة، التي انتهت دون الاتفاق على قواعد الملء والتشغيل لخزان السد، وآلية للتشغيل التنسيقي بين السدود، وفي إطار رغبة مصر في التوصل لاتفاق عادل ومتوازن يحقق التنسيق بين سد النهضة والسد العالى، ووسط خلافات حول دول الوساطة للدول الثلاث، وذلك بعد ترحيب إثيوبيا بجنوب إفريقيا كوسيط مع عدم وضوح موقف السودان.

من جانبه قال الدكتور عباس شراقى، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الأفريقية، إن هناك عدة احتمالات خلال اجتماع واشنطن، فمن المرجح أن تكون هناك صيغة توافق للدول الثلاث على اعتبار ما حدث فى الاجتماع الرابع من فشل فى الوصول إلى توافق، مع إعلان  الصيغة النهائية للاتفاق التى سيوقع عليها وزراء الخارجية والرى معا، ومن ثم فالمفاوضات لم تفشل نهائيا بعد، والاجتماع الأخير هو ما سيحدد أن تكون هناك صياغة مختلفة.

وأكد شراقى، لـ"الرئيس نيوز"، أن إعلان إثيوبيا الموافقة على وساطة جنوب افريقيا هو بمثابة استباق للمفاوضات وإعلان فشلها وعدم الانصياع إلى إيجاد حلول للأزمة ومحاولة استبعاد للحلول، وأن يتم استبعاد أمريكا والبنك الدولي رغم ثقلهم دوليا وتدخلهم  كوسيط بدلا من مراقب فقط،  مشيراً إلى أنه بالنسبة للوساطة بشأن السودان، فهو ذا موقف مائع  لايحدد ماذا يريد ولايهمه الموضوع أو ذو فارق معه، لأن بناء سد النهضة  لا يمثل أزمة له أو أية خلافات متعلقة به ولذا لا تفرق معه مسألة الدولة الوسيطة.

وأوضح أن التصريحات الأخيرة لرئيس وزراء اثيوبيا بمثابة استباق للاجتماع وفخ لمصر،  فاثيوبيا تبادر باعلان فشل اجتماع واشنطن ، وتوافق على وساطة جنوب أفريقيا، وهى بذلك تريد افساد تدخل أمريكا والبنك الدولى وابعادهما عن تكملة المفاوضا، موضحا أن مصر طلبت الوساطة قبل تدخل أمريكا دون تحديد اسم الوسيط آلا ان اثيوبيا والسودان رفضا الطلب المصرى بشدة، إلى أن رحبت أمريكا باستضافة اجتماعات التفاوض، فما كان عليهما الا القبول ودخلت أمريكا والبنك الدولى كمراقبين فى مجموع 5 اجتماعات والسادس غدا.

وأشار إلى أن عرض رئيس وزراء إثيوبيا بقبول جنوب أفريقيا كان من الممكن الترحيب به من قبل، ولكن لا يجوز قبول وساطة جنوب أفريقيا فى ظل وجود أمريكا والبنك الدولى ولهما الأولية فى الوساطة إذا استمرت المفاوضات، أما إذا رفضا فهذه الحالة يمكن الترحيب بجنوب أفريقيا أو أى دولة يوافق عليها الأطراف الثلاثة.

من جانبه قال الدكتور هاني رسلان خبير المياه بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن إعلان المبادئ الموقع فى مارس ٢٠١٥ ينص على أنه فى حالة الخلاف يتم اللجوء إلى التوفيق أو الوساطة أو رفع الأمر إلى رؤساء الدول الثلاث الموقعة على الإعلان، لكنها غير مأمونة، لأن إثيوبيا عملت على التحريض والتعبئة لسنوات طويلة.

وأكد رسلان  لـ"الرئيس نيوز"، أن المرحلة القادمة هى دخول وسطاء كأمريكا والبنك الدولي بدلا من كونهم مراقبين،  مؤكدأ أن إعلان إثيوبيا عن موافقتها بدخول جنوب افريقيا كوسيط هو وسيلة للمراوغة وأطالة أمد المفاوضات بدون جدوى حتى موعد التخزين فى يوليو المقبل، مشيرا إلى أن بيان رئيس الوزراء الإثيوبي، هو إرادة سياسية لعدم الوصول إلى حل والدفع بعدم التسوية والحل، مع أخذنا فى دوامة اجتماعات بلا نهاية حتى الانتهاء من بناء السد.

وأوضح أن السودان لا يشغله مسألة الوساطة واستخدمته إثيوبيا لإطالة أمد المفاوضات حتى الإنتهاء من بناء السد، وهو طرف غير مؤثر فى المفاوضات الجارية ولا يستطيع إتخاذ قرار أو موقف، رغم أنه حال انهيار السد سيغرق.

وأكد خبير المياه، إن الطرف القوى فى الوساطة المقبلة هو أمريكا لما تمتلكه من أوراق ضغط على إثيوبيا للوصول إلى حل وتوافق، بجانب البنك الدولي بما يملكه من خبرات، وكذلك إطلاعه على المناقشات والخلافات خلال الاجتماعات الخمس السابقة.