الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أراء كتاب

الدكتور طارق فهمي يكتب: جدول أعمال مصر 2020

الرئيس نيوز



تدخل مصر عاماً جديداً، وهي تواجه تحديدات وتهديدات مرحلة من العام الماضي بعضها ثنائي، وبعضها متعدد الأطراف إضافة لتحديات تشمل الإقليم بل والعالم العربي أيضاً، وهو ما يجب الانتباه إليه بصورة واضحة، ومن ثم فإن حنكة وخبرة القيادة السياسية المصرية هي التي ستحسم كثيراً من الخيارات الوطنية المصرية،  ومواجهة ما يجري ويهدد الأمن القومي المصري في ركائزه ومعطياته الراسخة، ومن المؤكد أن الإجراءات التي تتبناها الدولة المصرية في الوقت الراهن تمضي في مسار الحفاظ على المصالح العليا المصرية، والتي لا مجال للجدال بشأنها تحت أي مسمي ويتطلب الأمر سرعة نقل هذه الرسالة للرأي العام للتعامل معها بدلاً من الدوران في حلقة مفرغة، والانصات للحرب التي بدأت على مصر من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ومنصات الاعلام المعادي، والتي ما تزال تبث سمومها للمواطن غير المدرك لتبعات ما يجري، ومن ثم فإن نقل الرسالة في توقيتها ومن خلال مصادر حيوية سيكون مهما في الطرح، ومواجهة هذه التحديات الحقيقية التي يكمن أن تعلن عن نفسها في اطار من الخيارات المتعددة للدولة المصرية خاصة أن مصر رتبت جيداً سيناريوهاتها الاستباقية للتعامل مع أي تطورات دراماتيكية في الاقليم وخارجه، ومن ثم لا قلق علي أمن مصر القومي، ولعل الاجراءات والتدريبات البحرية المتتالية في المتوسط، وجملة الاتصالات المصرية الدولية ، والتي  تقودها القيادة  السياسة المصرية تشير إلي هذا الأمر بل ومن خلال تعامل استباقي حقيقي لإجهاض أي تطورات سلبية في هذا السياق وهو ما يكشف ، وبعمق إدراك القيادة السياسية لما يواجهه الوطن من تحديات، وقد نقل مجلس الأمن القومي  المصري في اجتماعه رسالة مهمة للخارج بأن مصر لديها كافة الاساليب في التعامل ورصد منابع الخطر وأن الامور تمضي في سياق شامل ورؤية مستفيضة ،  وعميقة لما يجري من حولنا ولا يقتصر فقط علي تهديدات الجبة الليبية والتحركات والممارسات الارهابية للجانب التركي،  أو استمرار ملف الامن المائي مع اثيوبيا علي ما هو عليه برغم قرب انتهاء المفاوضات، وكذلك لما يجري حول مصر في اقليم المتوسط ، والذي لا يتوقف علي حماية آبار الغاز فقط بل يمتد إلي تهديدات في المدي المتوسط الذي قد يعبر عن نفسه في الفترة المقبلة .

إن جدول أعمال مصر2020 عناصره متعددة، وتحمل بنودا سياسية واستراتيجية، وهو ما يتطلب تفعل الرأي العام المصري مع التطورات الجارية ، والثقة التامة في أن الدولة المصرية قوية ومتماسكة وأن جبهتها الوطنية تتميز بالتكاملية والاندماج ، وأنه لا توجد أية اشكاليات حقيقية حول هذا الامر الذي يحظى بقبول جمعي من كافة المواطنين الذين يرون حجم التحديات التي تواجها مصر علي طول حدودها الكبيرة،  ولعل هذا الأمر يجيب للمواطن البسيط عن جملة من التساؤلات المهمة المتعلقة بالموقف من تنويع التحالفات المصرية المتعددة في الاقليم وخارجه ، ومن الاقدام مبكرا علي تنويع  مصادر التسلح المصري من دول مثل الصين وروسيا وفرنسا والولايات المتحدة والمانيا،  وهو ما يؤكد علي الرؤية الثاقبة للرئيس السيسي وقراءته الواعية الاستشرافية منذ سنوات وهو ما دفعه - بخبرات متراكمة وثاقبة- للاستمرار في منهجه السياسي التوافقي ، وتبني خيارات سياسية واستراتيجية علي مستويات متعددة ، ومن ثم فإن الرأي العام المصري عليه أن يلتف حول قيادته ومؤسساته وأجهزته الراسخة التي تقوم بجهد كبير للحفاظ علي الحقوق المصرية في الاقليم وخارجه ، ومنع أية تهديدات وتحديات يمكن أن تواجه الدولة المصرية في محيطها الاقليمي الذي يتسم في الوقت الراهن بالتعقيد ، وكثرة التجاذبات السياسية والاستراتيجية حول المصالح الآنية والمتوسطة ..حمي الله مصر وألهم قيادتها السياسية كل الصواب والتوفيق لحماية هذا الوطن الطيب العظيم.