الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

بعد تحرير سرت من الإرهاب.. تركيا تدعو إلى "هدنة هشة" في ليبيا

الرئيس نيوز


بينما تتحدث تركيا إعلاميًا عن هدنة لوقف إطلاق النار في ليبيا بين الأطراف المتحاربة، تصر أنقرة في ذات الوقت على إرسال مستشارين عسكريين، وربما قوات عسكرية لدعم المليشيات المسلحة التي تحارب جنبًا إلى جنب مع رئيس ما تسمى "حكومة الوفاق"، فائز السراج، الأمر الذي يُزيد من تعقد الأمور ميدانيًا.

الدعوة التركية لإطلاق هدنة لوقف إطلاق النار، تتزامن مع استعادة قوات الجيش الوطني، بقيادة المشير خليفة حفتر، مدينة سرت الاستراتيجية؛ لكونها مطلة على ساحل المتوسط، ما يعني أن الدعم اللوجستي من قبل تركيا للميليشا المسلحة ربما يتم عرقلته، فضلًا عن ما يفصل قوات الجيش عن العاصمة طرابلس، أقل من 300 كيلومتر.

شاركت روسيا تركيا في الدعوة الهشة لوقف إطلاق النار، إذ لم يستجب لها أي من الأطراف المتصارعة، وإن أعلنت ما تسمى "حكومة الوفاق"، في ساعة متأخرة من الأربعاء، ترحيباً بأي مساعي لحل الأزمة، دون أن تتطرق للدعوة لوقف إطلاق النار مباشرة.

 فيما قالت الأمم المتحدة إنها ترحب بدعوات وقف إطلاق النار في الآونة الأخيرة بما فيها تلك التي وجهتها تركيا وروسيا وحثت الأطراف الليبية على إبداء رد فعل إيجابي.

وتشكو مصر من دعم تركيا لجماعات مدرجة إرهابية في طرابلس، وتقول إنها لن تصمت على ذلك الدعم الذي يقوض الاستقرار والأمن في ليبيا التي تعد عمقًا استراتيجيًا للأمن القومي المصري.

اجتماع وزراء الخارجية

وفي القاهرة، أكد وزراء خارجية فرنسا ومصر واليونان وقبرص معارضتهم لقرار تركيا إرسال قوات إلى ليبيا ولاتفاق بحري أبرمته أنقرة مع حكومة الوفاق الوطني في نوفمبر الماضي،  وترى اليونان وقبرص أنه يمثل تهديدا لحقوقهما في التنقيب عن الغاز الطبيعي.

قام السراج بزيارة قصيرة لبروكسل أمس الأربعاء للاجتماع مع مسؤولين بالاتحاد الأوروبي ووزير الخارجية الألماني، حيث تم إبلاغه بمغبة السماح بنشر قوات تركية على الأراضي الليبية أو المضي قدما في الاتفاق البحري مع تركيا.

حث الاتحاد الأوروبي السراج على العمل من أجل وقف إطلاق النار وذلك في إطار سعي الاتحاد لتجنب تهميشه في وقت تعمل فيه تركيا وروسيا على اقتناص نفوذ في ليبيا.

وقال وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس "ليبيا لا يمكن أن تصبح سوريا أخرى، ولذا نحتاج على وجه السرعة الدخول في عملية سياسية والتوصل إلى اتفاق بشأن وقف فعلي لإطلاق النار وحظر السلاح". وعبّر عن أمله في أن تشهد برلين خلال الأسابيع المقبلة انعقاد قمة جرى التخطيط لها منذ وقت طويل بشأن ليبيا.

وأجرى رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي محادثات مع حفتر في روما أمس الأربعاء، وكان من المقرر أن يجتمع أيضا مع السراج في وقت لاحق لكن الاجتماع تأجل على نحو مفاجئ.

قال مصدر حكومي إنه يبدو أن السراج قرر عدم حضور اللقاء بعد أن تم إبلاغه خطأ بأن الإيطاليين يريدون منه الاجتماع مع حفتر خلال الزيارة.