الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«زيت وسكر دولي».. المنظمات الخيرية التركية أداة أردوغان للخداع

الرئيس نيوز

اعتمدت السياسة الخارجية التركية منذ صعود حزب العدالة والتنمية عام 2002م إلى سدة الحكم، على استخدام كافة أدواتها التي تحقق لها أهدافها التوسعية التي تستهدف استعادة نفوذ الإمبراطورية العثمانية، وكانت أبرز تلك الأدوات استغلال حاجات الفقراء والمستضعفين، عبر أنشطة مكثفة لمنظمات تحت شعار "العمل الخيري".

وتتعدد المنظمات والمؤسسات التركية الخيرية، التي تختلف مسمياتها ولكن تتطابق أهدافها، ويأتي على رأس هذه الأهداف تعزيز النفوذ التركي وتوسيع رقعة انتشاره، وتتمثل أهميتها في  دعم الموقف التركي أمام  الكثير من الدول العربية والإسلامية إضافة إلة بلورة صورة جيدة لتركيا أمام المجتمع الدولي، ويأتي على رأس هذه المنظمات "الهلال الأحمر التركي، مؤسسة تيكا، رئاسة الشؤون الدينية، مركز "يونس أمره" الثقافي، رئاسة أتراك المهجر، مجالات  انتشار المؤسسات الخيرية التركية".

وتقوم تركيا ببناء العديد المدارس والمساجد ودور تحفيظ القرآن، إضافة إلى إرسال الدعاة ووعاظ أتراك إلى البلدان المستهدفة من النظام التركي، وتساهم في ترميم وتجديد بعض المناطق التاريخية الإسلامية، وتركز المنظمات الخيرية التركية على المجال الدعوى بشكل كبير في بداية التواجد، وتعتبر الدعوة من الأدوات الفاعلة التي تساعد على  الانتشار بشكل سريع.

وتمنح المنظمات الخيرية التركية أولوية كبيرة للأداة الإغاثية والتنموية في أماكن تواجدها، وتعمل على تكثيف  المساعدات  الخارجية  المقدمة للدول التي تعاني من الفقر وعدم الاستقرار بقصد التدخل في قرارها السياسي.

وجاءت المنظمات التركية في الأعوام الثلاثة الأخيرة في المرتبة الثالثة بعد الولايات المتحدة وبريطانيا في مجال المساعدات الإنسانية الخارجية.

وتعمل منظمات المجتمع المدني التركية في أماكن انتشارها على تقديم الدعم والمساعدات الانسانية للمحتاجين، إضافة إلى الاهتمام بإنشاء العديد من المرافق الصحية والمنشآت التعليمية،التي تساعدها في  تكوين حاضنة شعبية كبيرة، وتمنحها الاستمرار في الدولة المستهدفة، وتعزز وجودها.

تنتقي المؤسسات التركية الخيرية الدول التي تستطيع أن تنتشر  فيها بسهولة، وتركز على الدول النامية أو البلدان  التي تعاني من انعدام الاستقرار، وتأتي على رأس هذه الدول (سوريا – ليبيا)، إضافة إلى عدد من دول غرب وجنوب أفريقيا، وبالفعل استطاعت أن تنتشر بشكل موسع داخلها.

وتسعى تركيا من خلال هذه المنظمات لتقديم صورة للنظام الحاكم بأنقرة، بأنه من المهتمين بحقوق الإنسان، وتمنح تلك المنظمات صورة جيدة لتركيا أمام المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية العالمية، وتعزيز صورتها على المستوى الشعبي التي تنتشر به بهدف تكوين حاضنة شعبية تساعدها على ترسيخ تواجدها، الذي سيؤدي إلى تحقيق أطماع النظام الحاكم غير المعلنة.

كما تسعى لتوظيف قوتها الناعمة المتمثلة في تلك المنظمات الخيرية وغيرها بهدف استهداف الشعوب المستضعفة، ومجالات عمل المنظمات الخيرية  يساعدها على الانتشار بشكل أكبر.

وتحمل المنظمات الخيرية التركية أهداف النظام الحاكم بتركيا التوسعية، وتعمل على توسيع قاعدة علاقتها الذي يمنحها  قوة ونفوذ إقليمي  ودولي.