الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

2019.. أن يأتي "الربيع العربي" متأخرًا خيرٌ من ألا يأتي أبدًا

الرئيس نيوز

 رؤساء جدد في تونس والجزائر وموريتانيا ومجلس سيادي في السودان وعنف في لبنان

شهدت الساحة العربية زخماً سياسياً كبيراً في ضوء إسقاط عدد من رؤساء الدول والحكومات، على خلفية الاحتجاجات الاجتماعية والرغبة في تداول السلطة والقضاء على الفساد الاقتصادي والاجتماعي، خلال عام 2019، وكأن هذا العام كان حلقة متأخرة من حلقات الربيع العربي.
في عدد من دول الشمال الأفريقي، ولبنان والعراق والسودان، تجلت بقايا الربيع العربي، ففي الجزائر يوم ٢٢ فبراير الماضي، اندلعت مظاهرات حاشدة تناهض ترشح الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، لولاية خامسة، ما أثمر في نهاية المطاف عن تقديم الرئيس الجزائري الأسبق استقالته في ٢ أبريل الماضي بعدما دعا الجيش إلى تطبيق المادة ١٠٢ من الدستور بإعلان شغور منصب رئيس الجمهورية.
الشارع الجزائري لم يكتف بتلك النتائج، بينما واصل حراكه ضد أفراد النظام السابق، حتى قبع شقيق الرئيس المستقيل، سعيد بوتفليقة ورئيسي الوزراء أحمد أويحيى وعبدالملك السلال ووزراء ونواب ورجال أعمال في السجن.
اثنا وأربعون "جمعة" قبل إجراء الاستحقاق الرئاسي الذي جاء بــ "عبدالمجيد تبون" رئيساً للبلاد أتبعه الشارع بالجمعة "٤٣" رفضاً للانتخابات الرئاسية.
في تونس، ظهرت تجليات الربيع العربي المتأخرة، مع لفظ الفترة الرئاسية للزعيم الراحل قايد السبسي أنفاسها الأخيرة، والذي توفي قبل إجراء الانتخابات الرئاسية في ١٥ سبتمبر التي شهدت تنافساً بين "26" مرشحاً وصل منهما اثنان أحدهما رجل أعمال "نبيل القروي" الذي خاض الجولة الأولى خلف القضبان بتهم تتعلق بالفساد وآخر رجل قانون "قيس سعيّد" لم يمارس السياسة من قبل جاءت به صناديق الاقتراع إلى سد الحكم.
ومع خسارة مرشح الإسلاميين "عبدالفتاح مورو" في الانتخابات الرئاسية التونسية بعدما حل ثالثاً، أبت حركة النهضة أن تخرج خالية الوفاض حيث فازت بأكثرية برلمانية ضمنت لها رئاسة البرلمان والحكومة الذين في يدهما الصلاحيات الأكبر في البلاد.
وفي موريتانيا، شهدت البلاد حدثاً تاريخياً بارزاً في يونيو الماضي بوصول  "محمد ولد الغزواني" إلى سدة الحكم في أول عملية اقتراع لانتقال السلطة من رئيس انتهت ولايته وهو "محمد ولد عبدالعزيز" إلى آخر منتخب.

"السودان"
أنهت الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في 19 ديسمبر 2018، حكم الرئيس المعزول عمر البشير، في 11 أبريل من العام الجاري، لتنهي بذلك حكماً استمر 30 عاماً.
بعد سجال بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير، وقع الطرفان الاتفاق السياسي في 17 يوليو  2019، لوضع خارطة طريق لإنهاء المرحلة الانتقالية في السودان، واتبعه تقنين لتلك الخطوات في إعلان دستوري 17 أغسطس 2019، حضره رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي وعدد من قادة الدول الأفريقي فضلاً عن ممثل الاتحاد الإفريقي.
في خطوة نحو تحقيق السلام الشامل، وقع المجلس العسكري السوداني اتفاقاً في 25 يوليو 2019 مع الحركات المسلحة، بغية إنهاء اقتتال امتد لعقود راح ضحيته مئات الآلاف. 
ومع تزايد الغضب الشعبي من تواجد قوات سودانية تقاتل في اليمن، قرر رئيس المجلس السيادي الانتقالي في السودان، برئاسة الفريق أول عبدالفتاح البرهان سحب ثلثي القوات السودانية البالغ عددها 15 ألف جندي، لتقدر الشريحة التي تم سحبها بعشرة آلاف جندي، الأمر الذي لاقى استحسان جماعة أنصار الله "الحوثية".
"لبنان"
خلال شهور العام 2019، خرج اللبنانيون بكل طوائفهم لمناهضة الضرائب المفروضة على مكالمات "الواتساب" قبل أن تتصاعد ضد سياسيات الحكومة والطبقة الفاسدة، ليضطر على إثرها رئيس الحكومة سعد الحريري إلى تقديم استقالته يوم 29 أكتوبر الماضي، ولكن حتى الآن لم يتم الاستقرار على رئيس للحكومة الجديدة وكيفية اختيار الوزراء هل يكونوا "تكنوقراط" أم بالمحاصصة الحزبية؟.
كانت مصر حذّرت على لسان الرئيس عبدالفتاح السيسي، من تكرار السيناريو السوري في لبنان، وخروج الأمور عن السيطرة، حيث تلعب القاهرة في الوقت الحالي دوراً للوساطة والتواصل مع الأطراف كافة لحل الأزمة الراهنة.