السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"سلوك عدواني".. خبراء يحذرون: مساع تركية قطرية لضرب مصالح مصر في القرن الأفريقي

الرئيس نيوز

تحظى منطقة القرن الأفريقي بأهمية جيوستراتيجية عالمية، جعلها محط أنظار القوى الإقليمية والدولية، ولم تعد مسألة الوجود ومد النفوذ في منطقة القرن الأفريقي حكرا على القوى العظمى فقط، ولكن هناك العديد من القوى ال‘قليمية التي عملت وتعمل على تعزيز وجودها في القرن الأفريقي عموما وجيبوتي والصومال على وجه الخصوص ومن أهم تلك الدول قطر وتركيا.
الأمر الذي يثير العديد من التساؤلات حول تأثير الوجود القطري - التركي في جيبوتي على مصالح الدولة المصرية، حيث لا شك في أن أحد أهم الدوافع الوجود التركي القطري في القرن الأفريقي هو التأثير على المصالح الاستراتيجية المصرية المتمثلة في حرية المرور والملاحة في البحر الأحمر وتأمين حصة مصر من مياه نهر النيل.
أي تهديد للملاحة في جنوب البحر الأحمر سيعمل على شلل مرور قوافل التجارة والحاويات في قناة السويس، هكذا بدأ الخبير العسكري، الباحث في الشؤون الأفريقية، خالد فهمي، حديثه لـ"الرئيس نيوز" قائلاً: أمن الملاحة في البحر الأحمر يشكل أهمية استراتيجية بالنسبة لمصر حيث يمر فيه ما يقرب من 13% من حجم التجارة العالمية مرورا من مدخله الجنوبي عبر مضيق باب المندب ومدخله الشمالي عبر قناة السويس والتي تسهم عائدتها بنسبة كبيرة في الاقتصاد المصري. مضيفاً: "كما أن لمصر مصلحة استراتيجية أخرى في تلك المنطقة متمثلة في رغبة مصر في تأمين حصتها من مياه نهر النيل، حيث دأبت الدول المعادية لتوجهات السياسة المصرية مثل تركيا وقطر خلال الفترة الأخيرة في التأثير على سلوكيات دول حوض النيل خاصة إثيوبيا من أجل الإضرار بحصة مصر من مياه النيل، لذلك تلجأ تلك الدول لتثيبيت وجودها في دول القرن الافريقي مثل إثيوبيا وجيبوتي للايعاز لها بالإضرار بالمصالح المصرية".

بدوره قال أستاذ العلوم السياسية بكلية الدراسات الأفريقية، سامي السيد لـ"الرئيس نيوز": "القرن الأفريقي تكمن أهميته في تحكمه في واحد من أهم الممرات البحرية على مستوى العالم ألا وهو مضيق باب المندب لذلك تحرص معظم الدول الكبرى والإقليمية على الوجود في تلك المنطقة لتعزيز مكاسبها السياسية والاقتصادية، مشيراً إلى أن قطر وتركيا خلال العقدين الماضيين لعبتا أدوارا توسعية في القرن الأفريقي اعتماداً على العديد من الأدوات السياسية والاقتصادية، ومثلت جيبوتي والصومال وإريتريا محطة رئيسية في مسألة التوسع التركي القطري خلال الفترة الأخيرة.

وأضاف السيد، "قطر لديها سجل من التجاوزات في منطقة القرن الإفريقي، وقامت بالعديد من الأدوار التخريبية، من خلال تدخلها في شؤون الدول تحت مظلة الأعمال الخيرية، حيث سعت إلى دعم جماعات انفصالية متمردة وشكلت تنظيمات متطرفة تتوائم مع السلوك القطري، مثل حركة الجهاد الإسلامي الإريتري، والاتحاد الإسلامي الصومالي. كما استغلت الأزمة الراهنة بين جيبوتي وإريتريا حول إقليم رأس دميرة وسحبت جنودها على الحدود المتنازع عليها بين الدولتين لمعاقبة جيبوتي على انضمامها لدول المقاطعة. وأطلقت قناة تبث باللغة السواحلية لابتزاز المنطقة وقيام القناة بعمل تقارير موجهة، فضلاً عن مساعيها للاستحواذ المالي علي كينيا عبر  بنك قطر الوطني، وأخيرا تعقدها على عدة مشاريع بأثيوبيا وتقديمها لقروض تم استغلالغها في تنفيذ سد النهضة".
من جانبها، قالت أستاذ الاقتصاد بكلية الدراسات الأفريقية، سالي فريد، إن النشاط التجاري والاقتصادي التركي في منطقة القرن الأفريقي ملحوظ للغاية، مشيرة إلى أن تركيا قسمت نفوذها في منطقة القرن الأفريقي بين الصومال وجيبوتي، ففي حين حظيت الصومال بدعم مادي وعسكري توج بإنشاء قاعدة عسكرية تركية في جنوب مدينة مقديشيو عام 2017، حظيت جيبوتي بالعديد من اتفاقيات التعاون التجاري، حيث تنظر تركيا إلي جيبوتي على أنها البوابة البحرية والتجارية  للعديد من الدول الأفريقية الحبيسة كإثيوبيا وأوغندا وروندا وبروندي، فضلاً عن كونها مركز أفريقي هام للصادات التركية.
وأضافت فريد، "تقارير رسمية تشير إلى أن حجم الصادرات التركية إلى جيبوتي بلغ ما يقرب من 96 مليون دولار أمريكي عام 2017 وبلغت حجم الاستثمارات التركية في جيبوتي حوالي 130 مليون دولار أغلبها أعمال إنشائية، كما قامت انقرة في عام 2014 بإنشاء منطقة اقتصادية خاصة في جيبوتي علي مساحة 5 مليون متر مربع لتعزيز تواجدها الاقتصادي في المنطقة، وهو ما أدي لرفع عدد الشركات التركية العاملة في جيبوتي من شركتين عام 2012 إلي 18 شركة عام 2015، فضلاً عن سعيها للحصول على امتياز تطوير ميناء جيبوتي".
ويرى الدكتور حسين البحيري، الخبير في الشؤون العربية والإقليمية بمركز دراسات الشرق الأوسط، أن قطر تستخدم المساعدات الإنسانية من أجل تحقيق مصالحها وتثبيت وجودها خاصة في منطقة القرن الأفريقي، قائلاً: الدوحة قدمت مساعدات إنسانية للعديد من دول القرن وخاصة الصومال وجيبوتي التي تعدان أكثر الدول حصولا على المساعدات القطرية على الترتيب.
مضيفاً: "قطر على سبيل المثال ضخت حوالي مليوني دولار في جيبوتي تحت ستار مساعدات إنسانية، فضلاً عن 5 مليون دولار في عام 2016، كما استغلت موقع جيبوتي كمركز تجميع لوجستي للمساعدات القطرية التي يتم توجيها إلى الصومال وغيرها من دول القرن الافريقي.