"صدق أولا تصدق".. قطر تنهي 2019 بكذبة التبرؤ من الإخوان
أبى العام 2019 أن ينتهي قبل أن تعلن الدوحة تبرأها من جماعة الإخوان الإرهابية، فصدق أو لا تصدق: قطر مستعدة لقطع العلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين، وفقًا لصحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير حصري نُشر في أواخر نوفمبر الماضي، ذكرت الصحيفة أن وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قام بزيارة مفاجئة للرياض مؤخرًا، على أمل إنهاء نزاع دام عامين مع دول الرباعي العربي. في مقابل رفع الحصار المفروض في 5 يونيو من العام 2017، وعرض الوزير القطري المنتمي لنظلم الحمدين المسيطر على آلة الحكم في قطر قطع العلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين، وهي جماعة محظورة تعتبرها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر منظمة إرهابية.
لم تفصح الصحيفة عن تفاصيل العرض القطري. هل ما زال يُسمح لجماعة الإخوان المسلمين بالإقامة في الدوحة، لكن مع حرمانهم من الوصول بلا تصريح مسبق إلى الديوان الأميري؟ كما لم يشر إلى تمويل نظام الحمدين السخي للجماعة، والأصول والشركات والأموال والسندات الإخوانية التي تتخذ من الدوحة مقراً لها، وكبار المسؤولين، بما في ذلك قطب الإخوان وكبيرهم، يوسف القرضاوي.
الجزيرة تؤكد القصة
نوَّهت صحيفة "جلف نيوز" الإماراتية إلى أنه من المثير للاهتمام، أنه لم يصدر أي بيان رسمي من الديوان الأميري في الدوحة بتبرؤ قطر من دعم تنظيم الإخوان الإرهابي، ولكن قناة الجزيرة بثت قصة "وول ستريت جورنال"، وخطت خطوة إلى الأمام من خلال نقلها عن مسؤول قطري كبير، دون ذكر اسمه. ونقل عنه قوله: "كان هناك سوء فهم كبير حول علاقة قطر بأحزاب سياسية معينة في المنطقة"، في إشارة واضحة إلى جماعة الإخوان المسلمين.
وتابع المسؤول القطري: "كان السبب في سوء الفهم هذا هو حملات منظمة ومدفوعة تستهدف صورة قطر. لقد أسيء أحيانًا دعمنا من قبل أولئك الذين يسعون إلى عزل قطر، ولكن الحقائق توضح موقفنا ".
قال الصحفي الكويتي البارز فؤاد الهاشم "جماعة الإخوان المسلمين في قطر لا تقل خطورة عن الأسلحة النووية لكوريا الشمالية". اعتمدت الجماعة على التمويل القطري السخي لسنوات، ورعاية أنشطتها في مصر وسوريا وفلسطين. وفي حديثه إلى جلف نيوز، أضاف الهاشم: "وبالمثل، فإن قطر بدون جماعة الإخوان هي دولة منزوعة السلاح. وأضاف أن جماعة الإخوان المسلمين كانت مصدر نفوذها السياسي الإقليمي".
إعطاء الدبلوماسية فرصة
وزير الخارجية القطري هو أكبر مسؤول يزور المملكة العربية السعودية، منذ أن حضر رئيس الوزراء عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني قمة مكة في مايو الماضي. في الشهر الماضي، ألغت الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين قرارًا بمقاطعة كأس الخليج العربي لكرة القدم الرابعة والعشرين، مما أتاح الفرصة للدبلوماسية والمشاركة.
وقال نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله إن قرار المشاركة في بطولة كرة القدم كان "إشارة واضحة" نحو "التقدم" نحو المصالحة. وفي وقت لاحق من ديسمبر 2019، دعا ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز الأمير تميم بن حمد آل ثاني إلى قمة مجلس التعاون الخليجي في الرياض.
يبقى أن نرى ما إذا كان قطع العلاقات مع جماعة الإخوان يكفي لاستعادة العلاقات مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر. كان الرباعي العربي حدد في الأصل 13 نقطة أراد من قطر الالتزام بها، والتي شملت إغلاق قناة الجزيرة، التي تستضيف باستمرار أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في استوديوهاتها، وإغلاق قاعدة عسكرية تركية، وقطع العلاقات مع إيران. في منتصف نوفمبر، قالت المملكة العربية السعودية إنها لا تزال تنتظر استجابات لهذه المطالب.
