الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

عالم آثار ردًا على الخارجية التركية: "الحمد لله إن الاهرامات مطلعتش في اسطنبول"

الدكتور محمود إبراهيم
الدكتور محمود إبراهيم حسين


على إحدى صفحات الترويج للثقافة السودانية على موقع "تويتر"، نشر حساب "ثقافة سودانية" والذي يتخطى عدد متابعيه المائة ألف، صورة لمباني أثرية على شكل "أهرامات" في مدينة البجراوية في السودان، وهو ما أعادت السفارة التركية في الخرطوم نشره والتعليق عليه مدعية أن "السودان هي الدولة الوحيدة التي تجدون فيها أقدم الأهرامات علمياً"، ولكن ماذا يقول علماء الآثار في هذا الموضوع؟.

من جانبه، استنكر أستاذ الآثار في جامعة القاهرة الدكتور محمود إبراهيم حسين ما تداولته السفارة التركية في السودان ساخراً: "الحمد لله إنها مطلعتش في اسطنبول"، وعلق لافتاً إلى أن كل ما تقوله تركيا ويتعلق بمصر هو معلومات مغلوطة، مؤكداً أن مصر والسودان حضارة واحدة وهي "وادي النيل" التي لم يكن مركزها الرئيس سوى في مصر.

وأوضح: "أن الآثار المصرية ليست موجودة في السودان فحسب، وإنما في كثير من دول حوض النيل"، لافتاً إلى رحلة الملكة المصرية "حتشبسوت" في عمق أفريقيا، ومن الطبيعي أن تكون للآثار المصرية مردود وتفاعل وتأثيرات على الحضارات المجاورة خاصة أن الامتداد الطبيعي لمصر هو السودان".

وتابع "حسين": "نهر النيل ينبع من الجنوب إلى الشمال، ويغزي هذه البلاد بثقافة واحدة، ولكن الأهرامات التي نعرفها وبالشكل الذي نعرفه من تطورها من "المسطبة" إلى الهرم المدرج إلى الهرم الثابت" غير موجودة في السودان".

وأضاف "حسين": "الحضارة المروية لها علاقة بالحضارة المصرية، ومن الطبيعي أن تتشابه العادات والتقاليد بين البلدين وستظل كذلك، حيث أنهما كانا كياناً واحداً حتى ثورة "1952"، كما أن مصر هي التي أدخلت الإسلام والثقافة العربية إلى السودان في العصر المملوكي، وانتقلت القبائل العربية من جنوب مصر إلى شمال السودان حتى أصبح هناك سودان عربي".

لفت "حسين" إلى أن الشكل الهرمي ظهر في  المكسيك، وسراييفو والبوسنة والهرسك، ولكن الأهرامات كمدلول عقائدي ديني معماري فني لا يوجد ولم يوجد إلا في مصر.

ولفت "حسين" أن الشكل الهرمي ظهر في  المكسيك، وسراييفو والبوسنة والهرسك، ولكن الأهرامات كمدلول عقائدي وديني ومعماري وفني لا يوجد ولم يوجد إلا في مصر.

وقال "حسين" إنها محاولة تركية لتسييس "العلم"، مشيراً إلى أنه في السابق كانت السياسة العالمية في فترات غضبها على مصر تقول إن أقدم حضارة في التاريخ هي حضارة "وادي الرافدين"، وعند رضاها على مصر تقول "الحضارة المصرية" هي الأقدم، وعند اختلافها مع الاثنين تقول "حضارة الصين والهند هي الأقدم".

وأضاف "حسين": "تدخل تركيا في العلاقات المصرية الليبية والسودانية هو حقد دفين على مصر وجيشها الذي لقنهم هزيمة في معركة "نافارين" البحرية، حتى تدخلت أوروبا بأكملها ضد مصر لإنقاذ رجل أوروبا المريض.

اختتم أستاذ الآثار في جامعة القاهرة، بأن الشعب التركي محب للمصريين وللحضارة المصرية ونجد أن آراء السفارة التركية في السودان مصبوغة بصبغة السياسة، وليس لها أي هدف سوى تعكير علاقتنا بجيراننا.