الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

باحث جزائري: مقاطعة الرئاسية غداً ستكون غير مسبوقة.. وميهوبي الأقرب

الرئيس نيوز


 

قبيل ساعات من انطلاق ماراثون الانتخابات الرئاسية الجزائرية، بين المرشحين الخمسة، وجَّهت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات الدعوة إلى أزيد من "24 مليون" ناخب، للمشاركة والإدلاء بأصواتهم في الاستحقاق الرئاسي، الأول بعد استقالة الرئيس الأسبق عبدالعزيز بوتفليقة، باعتبارها لحظة "حاسمة ومصيرية" لإخراج الجزائر من الانسداد السياسي.

من جانبه، علق صالح حجاب، الباحث الجزائري، على الانتخابات الرئاسية، لافتاً إلى أنها محسومة مسبقاً وهي بمثابة "كرنفال" انتخابي وليست انتخابات بالمعنى الحقيقي.

أوضح "حجاب" أن السلطة الفعلية للجزائر ممثلة في قيادة الجيش وأجهزتها الأمنية والقضائية والإدارية والسياسية، رشحت عبدالمجيد تبون، المحسوب على جهاز السلطة الأول "جبهة التحرير"، بصفته عضو "اللجنة المركزية"، حتى وإن حاول نفي ذلك والادعاء بأنه مرشح حُر.

وتابع حجاب: "السلطة عولت على "تبون" نظراً للحملات الإعلامية التي حظي بها وللإمكانيات التي وُفِرت له، كما رشحت عز الدين ميهوبي، كورقة نجدة، وهو يمثل جهاز السلطة الثاني "حزب التجمع الديمقراطي".

لفت "حجاب" إلى أن الأيام الأخيرة شهدت مساندة جهاز السلطة الأول "حزب جبهة التحرير" لمرشح جهاز السُلطة الثاني "حِزب التجمع الديمقراطي" وهو "ميهوبي"، معتبراً ذلك منافياً للمنطق والعقل وأبجديات السياسة وإشارة إلى أنه أخذ مكان منافسه عبدالمجيد تبون.

فيما يتعلق بالمرشحين الثلاثة الآخرين وهم "علي بن فليس، عبدالعزيز بلعيد، وعبدالقادر بن قرينة"، يرى الباحث السياسي أن "بن فليس" هو الأكثر وزناً مقارنةً بــ"بلعيد" و "بن قرينة"، إلا أنه تم إضعافه مؤخراً باتهامه بحيازة رصيد بنكي بالعملة الصعبة في الخارج، كما تم اتهام أحد المقربين منه بـ"التخابر" للخارج.

استطرد "حجاب": "بلعيد لا وزن سياسي له، فقد ألِف المشاركة في الانتخابات كمرشح "شكلي"، وفي كل مرة لا يتجاوز نسبة الأصوات الحاصل عليها "3%"، كما هو الحال بالنسبة لـ "بن قرينة"، فهو الآخر لا يملك أي ثقل سياسي، وكل ما يضيفه لهذا "الكرنفال" الانتخابي هو وجود "إسلاميين" في هذا الاستحقاق".

وفي سياق آخر، قال الباحث السياسي، صالح حجاب إن عدد المشاركين في العملية الانتخابية سيكون ضعيفاً جداً، مضيفاً أنه يمكن القول إن الجزائريين سيكسرون الرقم القياسي لموسوعة "جينيس" في نسبة المقاطعة، وقد يشهد اليوم الانتخابي مناوشات بين الرافضين للانتخابات والمشاركين فيها.

أوضح "حجاب" أن الشعب الجزائري يُقاطع الانتخابات منذ عقود، إلا أن الجماعة الحاكمة كانت تُزور نسبة المشاركة وتنتخب بدلاً من الغائبين والأموات، وتغير الصناديق وتبدل المحاضر.

وأشار إلى أن نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية 2017، لم تصل إلى "10%"، لكن السلطة الحاكمة في ذلك الوقت قامت بتضخيمها، وعينت برلماناً بغرفتين مبنياً على التزوير.

وأضاف "حجاب": "عام 1999، انسحب كل منافسي بوتفليقة بعدما تيقنوا من أنهم مجرد "ديكور"، وأن كل ما يهم السلطة الحاكمة هو التقاط الصور لتلك الطوابير للمواطنين الواقفين أمام مراكز الاقتراع، وإعادة بثه في القنوات الإعلامية التابعة لها".